بمسيرات انتحارية.. نهج جديد لهجمات نظام الأسد شمال غربي سوريا

فريق التحرير23 فبراير 2024آخر تحديث :
هجوم بطائرة مسيرة انتحارية استهدف سيارة مدنية في قسطون بسهل الغاب ـ 22 شباط 2024 – الدفاع المدني السوري

تصاعدت هجمات قوات نظام الأسد بمسيرات انتحارية على نحو لافت خلال الفترة الماضية مستهدفة مدنيين ومواقع لفصائل المعارضة في شمال غربي سوريا.

وكشف تقرير لمنظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” عن تصاعد هجمات قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية، بشكل خطير وغير مسبوق، بالطائرات المسيرة الانتحارية.

وحذر تقرير صادر عن “الخوذ البيضاء” يوم الخميس، من نهج جديد باستهداف المدنيين في شمال غربي سوريا وتهديد حياتهم، وتقويض سبل عيشهم ومنعهم من الوصول لأراضيهم الزراعية واستثمارها لتزيد هذه الهجمات من تدمير مقومات الأمن الغذائي في مناطق شمال غربي سوريا، وتمنع قدرة السكان على تأمين قوت يومهم في وقت تتراجع فيه الاستجابة الإنسانية، وتغيب أي خطوات من المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات لتزيد من الخناق الذي يعيشه السوريون على أعتاب السنة الرابعة عشرة من الحرب.

وأوضح تقرير “الخوذ البيضاء” أن فرق المنظمة وثقت ستة هجمات بطائرات مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة نظام الأسد، واستهدفت منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، يوم الخميس 22 شباط.

إذ استهدف الهجوم الأول بحدود الساعة الثانية من ظهر يوم الخميس دراجة نارية يستقلها مدني وطفلاه أثناء توجههم لأرضهم الزراعية في قرية الزيارة، ما أدى لإصابتهم بجروح.

واستهدف الهجوم الثاني الطريق الرئيسي إلى قرية القرقور بطائرة مسيرة انتحارية بحدود الساعة الثانية ظهراً، ولم يسفر عن أي إصابات بين المدنيين.

واستهدف الهجوم الثالث بحدود الساعة الثالثة ظهراً أيضاً جسراً يسمى جسر سكة القطار غربي قرية الفريكة.

واستهدف الهجوم الرابع بحدود الساعة الثالثة والنصف ظهراً استراحة في قرية القرقور لصيادي أسماك (يمتهنون صيد الأسماك في سد القرقور)

وتبعه بعد دقائق هجوماً خامس آخراً استهدف أيضاً استراحة لصيادي الأسماك أيضاً وفي قرية القرقور، وهي قريبة من الاستراحة الأولى المستهدفة.

واستهدف الهجوم السادس بحدود الساعة 5 عصراً سيارة مدنية مركونة في قرية قسطون بسهل الغاب دون تسجيل إصابات، وأدى الهجوم لأضرار كبيرة في السيارة.

وكشف التقرير أن طائرة مسيرة انتحارية لقوات نظام الأسد هاجمت مدنيين يوم الخميس 15 شباط بين قريتي الدقماق والمنصورة في سهل الغاب شمال غربي حماة، ما أدى إلى إصابتهما، كما أصيب مدني نتيجة استهداف طائرة مسيرة انتحارية لقوات النظام سيارة مدنية (صهريج ماء) على الطريق الواصل بين قريتي القرقور وفريكة في ريف إدلب الجنوبي الغربي، يوم الثلاثاء 6 شباط.

وتركزت الهجمات بالمسيرات الانتحارية على منطقة الغاب، أخصب المناطق الزراعية في سوريا، وتزرع بالحبوب وخاصة القمح، الغذاء الرئيسي للسكان في سوريا، كما يوجد في المنطقة سد القرقور ويرتاده مدنيون لاصطياد الأسماك، وتهدد هذه الهجمات عدداً كبيراً من العائلات بفقدان مصدر رزقها، سواء الذي يعتمد على الزراعة أو صيد الأسماك أو الرعي.

كما استهدفت الهجمات آفس ومعارة النعسان في ريف إدلب الشرقي و كفرعمة في ريف حلب الغربي، وهذه المناطق على خطوط التماس أو ملاصقة لها.

كما وثقت فرق الدفاع المدني منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ اليوم 22 شباط 13 هجوماً بطائرات مسيرة مذخرة انتحارية، ما أدى إلى إصابة 7 مدنيين بينهم طفلان.

وحذر تقرير “الخوذ البيضاء” من خطورة هذا تصعيد الهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية التي تطلقها قوات النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية، على حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، وتدمير وسائل بقائهم على قيد الحياة وسبل عيشهم، بسبب الطبيعة الممنهجة لهجمات هذه المسيرات الانتحارية وتعمد استهداف المدنيين وما سببته من توتر وخوف على الحياة اليومية في شمال غرب سوريا.

وأوضح التقرير أن آثار هذه الهجمات لا تقتصر على الخسائر المباشرة في الأرواح والأضرار في الممتلكات، إذ يشكل استهداف البيئات المدنية والقرى والبلدات و المزارعين والمناطق الزراعية ومنطقة سد القرقور، تهديداً لقوت السكان والدخل لعدد كبير من الأسر، ما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وستتأثر قدرة السكان على زراعة المحاصيل كما ستزيد هذه الهجمات من عرقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المجتمعات المنكوبة أصلاً بسبب 13 عاماً من الحرب.

وأوضح التقرير أن فرق الدفاع المدني السوري استجابت منذ بداية العام الحالي 2024 حتى 18 شباط لـ 138 هجوماً من قبل قوات النظام وميليشيات موالية له، على شمال غربي سوريا، بينها 3 هجمات بصواريخ محملة بذخائر فرعية حارقة، استهدفت الهجمات 4 أسواق شعبية و4 مدارس و3 مساجد، ومنازل المدنيين، وأدت هذه الهجمات لمقتل 10 أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، ولإصابة أكثر من 60 آخرين بينهم 17 طفلاً و5 نساء.

وندد التقرير باستمرار فشل المجتمع الدولي في وقف الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني، رغم مرور 13 عاماً من الحرب على السوريين، وحذر التقرير من أن غياب الإجراءات لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم له تداعيات كبيرة في تآكل الثقة في مبادئ القانون الدولي الإنساني والعدالة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل