شهد يوم السبت، اشتباكات محتدمة بين مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق من محاور توغله بقطاع غزة، لا سيما غربي مدينة غزة، وفي خانيونس جنوبي القطاع.
ونفذت فصائل المقاومة الفلسطينية، ومن أبرزها كتائب “القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي”، عمليات استهداف لآليات وتجمعات لجنود إسرائيليين.
تزامن ذلك مع قصف إسرائيلي مكثف، استهدف عدة مواقع في القطاع، فيما كان ملحوظا بمدينة رفح، التي تضم 1.5 مليون فلسطيني أغلبهم من النازحين.
وتستضيف رفح حاليا أكثر من نصف سكان غزة، الذين شردتهم الحرب، وهي أيضا الطريق الرئيسي للمساعدات الإنسانية لنحو 2.3 مليون شخص في حاجة ماسة إليها.
والخميس، قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، في بيان، إننا “نحقق مهمتنا في (مدينة) خانيونس (جنوبي غزة)، وسنصل أيضا إلى رفح”.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت حتى السبت “27 ألفا و238 شهيدا و66 ألفا و452 مصابا، معظمهم أطفال ونساء”، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.
** هجمات في رفح
منذ فجر السبت، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات على مدينة رفح استهدف خلالها منازل لمدنيين بعضها تضم نازحين فلسطينيين وصلوا المدينة من مناطق أخرى.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن الجيش استهدف فجر السبت منزلا يعود لعائلة “حجازي”، شرق مدينة رفح، ما أسفر عن سقوط نحو 10 شهداء، من بينهم نازحون.
كما استهدف الجيش منزلا آخرا يعود لعائلة الهمص شرق المدينة، يضم بدوره عددا من النازحين، حيث قالت المديرية العامة للدفاع المدني (الحماية المدنية) بالقطاع، في بيان، إنها انتشلت “عددا من الشهداء والجرحى من المنزل”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت مدينة رفح، هدوءا نسبيا مقارنة ببقية مناطق القطاع، فيما كان القصف ملحوظا في الساعات 24 الماضية.
وفي السياق ذاته، قصفت المقاتلات الحربية شقة سكنية في برج يتكون من عدد من الشقق، وذلك في حي الجنينة شرقي المدينة، وفق شهود عيان.
وحذرت مؤسسات حقوقية فلسطينية، السبت، في بيان مشترك من توسيع الهجوم البري الإسرائيلي ليشمل مدينة رفح.
وأضافت: “حدوث ذلك يعني استكمال جريمة الإبادة الجماعية، التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها منذ 120 يوما”.
كما سبق وحذرت فلسطين، من “خطر شديد” يهدد 1.5 مليون فلسطيني في “حلقة إبادة جديدة” في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته بنقل عملياته إلى مدينة رفح جنوبي القطاع.
والجمعة، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، من أن تصريحات إسرائيل بالتحرك العسكري إلى مدينة رفح “مقلقة وتدق ناقوس الخطر” لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني أمرتهم بالتوجه إلى هناك.
ومن جانب آخر، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل غاراته المتفرقة على القطاع، خاصة مدينة خانيونس التي شهدت أحزمة نارية متتالية وتفجير لمربع سكني كامل وسط المدينة.
وكذلك شهدت المناطق الغربية من مدينة غزة، غارات إسرائيلية مكثفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
** اشتباكات وعمليات
وتدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ الجمعة في المناطق الغربية من مدينة غزة.
وفي بيان لها، قالت كتائب “القسام”، إنها قصفت “بقذائف هاون تجمعا لقوات الاحتلال المتوغلة في منطقة الجامعات غربي مدينة غزة”.
وفي مدينة خانيونس، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في محاور توغل الجيش بالمناطق الشرقية والجنوبية والغربية من المدينة.
ومنذ 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خانيونس، وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح منها.
وقالت كتائب “القسام”، في بيان، إن مقاتليها استهدفوا “دبابة صهيونية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105 غربي المدينة”.
فيما قالت “سرايا القدس”، في بيان، إنها “أسقطت مسيرة صهيونية، وسيطرت عليها خلال قيامها بمهام استخبارية جنوب غرب خانيونس”.
وفي بيان ثان، قالت “سرايا القدس”، إن مقاتليها استهدفوا “جرافة صهيونية في حي الأمل، واشتبكوا مع جنود العدو وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.
وأضافت في بيان ثالث: “قصفنا بقذائف هاون حشودا لجنود وآليات العدو في محاور التقدم بخانيونس”.
وفي وقت سابق، دوت صفارات الإنذار، في مستوطنات محاذية لقطاع غزة جراء إطلاق رشقة صاروخية من القطاع.
وقالت القناة “12” الإسرائيلية الخاصة، إنه للمرة الأولى منذ 4 أيام دوت صفارات الإنذار في مستوطنتي “نيريم” و”عين هشلوشاه” المحاذيتين لقطاع غزة، دون مزيد من التفاصيل.
Sorry Comments are closed