ناشطون يحيون الذكرى 12 لمجزرة الخالدية بحمص بفعالية ثورية في إدلب

عائشة صبري3 فبراير 2024آخر تحديث :
عائشة صبري
إقامة مجسم لساعة حمص الجديدة بمدينة إدلب خلال فعالية ثورية بذكرى مجزرة الخالدية بحمص 03-02-2024 – المصدر: إدارة المناطق المحررة

أحيا ناشطون إعلاميون، السبت، الذكرى الثانية عشرة لارتكاب نظام الأسد مجزرة حي الخالدية في مدينة حمص وسط البلاد، التي وقعت يوم الثالث من شباط/فبراير 2012 في جمعة سمّيت “عذراً حماة سامحينا”، تزامناً مع ذكرى المجزرة التي ارتكبها حافظ الأسد في مدينة حماة عام 1982.

وقال منسّق الفعالية في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، طلال اللوش – أبو علاء الحمصي، أحد الناشطين الإعلاميين من حي الخالدية في تصريح لموقع “حرية برس”: إنَّ أهمية الفعالية تأتي للتذكير بمجزرة الخالدية التي تعد المجزرة الأولى من نوعها في تاريخ الثورة السورية، فالجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

وأضاف: إنَّ المجزرة كانت الأولى من نوعها “عسكرية بقصف مدفعي مباشر على منازل المدنيين وموقع ساحة التظاهر” من قبل حواجز النظام المتمركزة في الأحياء الموالية ذات الغالبية العلوية والشيعية، وفي فرع المخابرات الجوية، وذلك بعد أسبوع من مجزرة حي كرم الزيتون الطائفية التي وقعت قبل أسبوع في 26 يناير/كانون الثاني 2012، وكانت الأولى من نوعها كونها “اقتحام مباشر وتصفية ميدانية للمدنيين في منازلهم”.

الذكرى الـ12 لمجزرة كرم الزيتون.. أولى مجازر نظام الأسد الطائفية في الثورة السورية

مهجّرو حمص يعيدون بناء الساعة الجديدة

أفاد “أبو علاء” بأنَّ الفعالية الثورية، تضمنت وضع مجسم لساعة حمص الجديدة التي باتت رمزاً من رموز الثورة بعد ارتكاب النظام مجزرة لفض الاعتصام السلمي لأهالي حمص، وذلك قرب دوار الساعة في مدينة إدلب، إضافة إلى رسم جدارية خشبية تجسّد حادثة المجزرة للفنانين التشكيلين عزيز أسمر وأنيس حمدون.

وأردف، أنَّ ناشطي الثورة السورية في إدلب رفعوا خلال الفعالية التي أقيمت عصر اليوم، لافتات وشعارات تتضمن جملاً مكتوبة عن مجزرة الخالدية وجرائم النظام بحق الشعب السوري، منها: “بعد اثني عشر عاماً ما زلنا نقول: لا تخلق الأعذار أنت المجرم إن تسكت الزلفى فقد نطق الدم”.

كذلك تخلل الفعالية، حسب الناشط “أبو علاء” رفع هتافات الثورة وإنشاد المنشد الحمصي ماجد الخالدي (أبو هاجر) لنشيد حزين يحاكي المجازر، وذلك لتوجيه رسائل إلى المجتمع الدولي والعربي، مفادها التذكير بمجازر أولى من نوعها في الثورة السورية، ومهما حاولوا إعادة تدوير المجرم فلن يمسح التطبيع معه سجل الجرائم التي ما زالت مستمرة بحق السوريين.

إقامة-مجسم-لساعة-حمص-الجديدة-في-إدلب-خلال-فعالية-ثورية-بذكرى-مجزرة-الخالدية-بحمص-2024-02-03

أهمية إحياء ذكرى مجزرة الخالدية

أوضح الصحفي شاكر المصري، أحد الذين غطوا المجزرة في تنسيقية حي الخالدية، لموقع “حرية برس” أنَّ توثيق المجازر الأولى في الثورة السورية مهم جداً من أجل عدم نسيان جرائم النظام لمحاسبته، ولسرد تاريخ الأحداث بشكل صحيح ودقيق ليبقى للأجيال القادمة.

وذلك لورود الكثير من المغالطات في رواية الحدث، ومجزرة الخالدية إلى اليوم يتم إعادة معلومات خاطئة عنها، ما تزال متداولة على موقع “ويكيبيديا” وهناك مواقع عديدة معارضة تنشرها في مناسبة ذكرى مجزرة الخالدية سنوياً.

ومن أبرز تلك المعلومات، حسب “المصري” هو أنَّ القذيفة الأولى سقطت على منزل لعائلة “وشاح” وقضى منهم ستة أفراد، لكن في الحقيقة القذيفة سقطت بعيدة عن منزل العائلة بمسافة 200 متر قرب حديقة “العلو” (الساحة المخصصة للمظاهرات) ولم يوثق وقوع ضحايا من هذه العائلة.

أيضاً مزاعم “دخول الشبيحة وقوات الأمن إلى حي الخالدية وذبحها عائلات بأكملها في المنازل”، وادعاء “اقتحام قوات الأمن مشفى ميداني في الحي وتدميره بالكامل، وتهدم 36 منزلاً فوق ساكنيها”، فضلاً عن المبالغة في حصيلة الضحايا، وامتداد القصف والمجازر ليلتها إلى أحياء أخرى من حمص ليصبح مجموع قتلى تلك الليلة 330 مدنياً”.  وهذه كلها معلومات خاطئة متداولة عن مجزرة حي الخالدية.

ويؤكد الصحفي “المصري” الذي كان معروفاً باسم “ثائر الخالدية”، أنَّ الحصيلة كانت 52 قتيلاً موثقين بالاسم بينهم أطفال، إضافة إلى إصابة عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، مرجعاً سبب ذلك إلى تجمُّع الناس بعد سقوط القذيفة الأولى لإنقاذ الجرحى، فالنظام كثّف القصف مستهدفاً المسعفين، مشيراً إلى أنَّ الكهرباء كانت مقطوعة في الحي، والمساجد تصدح بالتكبير وتطلب من الأهالي النزول إلى الطوابق السفلية في الأبنية، إضافة إلى المطالبة بالتبرع بالدم.

أمّا عن أسباب تناقل عدد الشهداء بالمئات فيعود إلى وقوع الكثير من الجرحى حيث اكتظ المستشفى الميداني الذي هو عبارة عن مستوصف قرب مدرسة يوسف العظمة بحي الخالدية، إضافة إلى نقل عدد من الجرحى إلى مسجد الإيمان، فالخوف كان شديداً جداً، كونه لأول مرّة يحدث هكذا قصف على المنازل ومكان تمركز المظاهرات، فضلاً عن نقل النشطاء المتواجدين خارج الحي أرقام الضحايا بشكل عاجل، لكن سرعان ما تم التوضيح على وسائل الإعلام ذاتها.

حمص الخالدية جثث الشهداء 03-02-2012/+18
الشّهيد حسين زعرور الإصابة في الفخذ 04-02-2012
حمص الخالدية طفل شهيد جراء القصف 3-2-2012 
حمص الخالدية قذائف الهاون تتساقط على الحي 03 – 02 – 2012

الجدير بالذكر أنَّ نظام الأسد لم يستطع إسكات أحرار حمص بتلك المجزرة، حيث أكّدوا إصرارهم على المضي في طريق الثورة عبر مظاهرة حاشدة لتشييع الضحايا في اليوم التالي، شارك فيها الآلاف من أبناء حمص وخلالها ألقى “عبد الباسط الساروت” قسم الحفاظ على الثورة، وردد كرم أبو ناصر منشد حي الخالدية أنشودته الشهيرة “طيب إذا منرجع“.

يذكر أنَّ حي الخالدية كان يُمثل قلعة الثورة في مدينة حمص من خلال المظاهرات والنشاطات الثورية بشكل شبه يومي، لا سيّما إقامة اعتصامات أسبوعية عبر جلوس الأحرار في خيم وإنشادهم لأغاني الثورة وإقامتهم لمجسّم لساعة حمص الجديدة في “حديقة العلو” (الساحة المخصصة للمظاهرات)، وتزامنت مظاهرات جمعة “عذراً حماة سامحينا” مع انشقاق عدد من عناصر حاجز “دوار القاهرة” التابع لجيش النظام في حي البياضة القريب من الخالدية واتجاههم إلى حي الخالدية.

رائعة الخالدية بحمص جمعة عذرا حماه سامحينا 03‏/02‏/2012
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل