يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي العمل منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود في الجزء الشمالي من قطاع غزة، حسبما ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) في تقرير لها اليوم الخميس.
ونقلت الصحيفة عن جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي وآخرين من جنود الاحتياط قولهم إن الأوامر التي وصلتهم من قادتهم تفيد بتطهير منطقة بعرض كيلومتر واحد على طول الحدود، في إطار خطة إسرائيلية لبناء منطقة أمنية عازلة داخل غزة سيُمنع الفلسطينيون من دخولها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجنود يستخدمون الجرافات وغيرها من المعدات الثقيلة لتجريف الأراضي الزراعية وتسوية الصوبات الزراعية وغيرها من المنشآت والمباني بالأرض وسد فتحات ممرات الأنفاق التي خلفها مقاتلو حركة حماس.
وكشفت حادثة مقتل 21 جندياً إسرائيلياً أثناء عملهم على تفخيخ مبنيين بهدف تفجيرهما في شرق خانيونس، جنوبي قطاع غزة، عن شروع جيش الاحتلال بإنشاء ما يسميها منطقة عازلة داخل أراضي القطاع المحاصر الذي يواجه إبادة جماعية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبينما طرح المسؤولون الإسرائيليون الفكرة في مناسبات عديدة، كانت تصريحات الناطق باسم جيش الاحتلال عقب الحادثة أول تأكيد علني على أن الاستراتيجية قيد التنفيذ، وفق ما نشرت “واشنطن بوست”.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هغاري إن “القوات كانت تقوم بإزالة المباني والبنية التحتية الإرهابية” على بعد حوالي 650 مترا من السياج الحدودي، من أجل “تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم”.
وبينما كانت المنطقة العازلة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول تمتد على مساحة 330 مترا على طول السياج الفاصل البالغ طوله 36 ميلاً، وكان بإمكان الفلسطينيين الزراعة فيها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصادر إسرائيلية قولهم إن المنطقة الجديدة تزيد عن هذه المساحة بأكثر من الضعف.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس قوله إن ما يفهمه هو أن المنطقة ستمتد لمسافة تزيد قليلاً عن نصف ميل من الحدود، أي أكثر من ضعف حجم المنطقة العازلة قبل الحرب. وأضاف: “في بعض المناطق قد تكون أوسع، وفي بعض المناطق قد تكون أقل قليلاً”.
ونقلت الصحيفة عن الجندي قوله “تم تسوية كل شيء بالأرض… كانت زراعات في الغالب، والآن أصبحت منطقة عسكرية، منطقة محظورة تماما”.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن المنطقة العازلة تعتبر بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين إجراء أمنيا ضروريا في خطتهم لنزع سلاح غزة وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى البلدات والمجتمعات القريبة من الحدود التي أُخليت بعد الهجوم المباغت الذي نفذه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1200 شخص.
وأشارت إلى أن إقامة هذه المنطقة ستتيح مجالا واضحا للرؤية حتى تتمكن القوات الإسرائيلية من رصد أي شخص يقترب من الحدود وإطلاق النار عليه.
يذكر أن مسؤولين أميركيين كانوا قد حذروا من أن تحويل منطقة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل إلى منطقة محظورة سيزيد مخاوف الفلسطينيين من أن إسرائيل تعتزم احتلال القطاع أو حتى جزء منه، وسيجعل من الصعب إقناع الحكومات العربية بالمساعدة في إعادة بناء القطاع بعد توقف الحرب.
Sorry Comments are closed