أكدت حركة “حماس” الفلسطينية، رفضها التفاوض بخصوص أي صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، إلا بـ”وقف كامل للعدوان” على قطاع غزة، والاستجابة لشروط فصائل المقاومة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده القيادي في الحركة أسامة حمدان، الخميس، في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال حمدان: “لا تفاوض بخصوص أي صفقة لتبادل الأسرى، إلا بعد وقف كامل للعدوان على قطاع غزة، والاستجابة لشروط المقاومة”.
وأعرب عن انفتاح حركته “على كافة الجهود التي تفضي لوقف العدوان على غزة والضفة، ولإطلاق سراح الأسرى، وتؤدّي إلى تشكيل مرجعية وطنية على طريق استرداد الحقوق الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، جرى تبادل أسرى بين “حماس” وإسرائيل ضمن هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتضمنت أيضا وقفا مؤقتا للقتال، وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن إمكانية استئناف المفاوضات، ولكن لم ترد أنباء جديدة بهذا الخصوص.
ومساء الأربعاء، ذكرت القناة “13” العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض توجه مسؤولين إسرائيليين إلى قطر، إذ يفضل بعض المسؤولين الاستماع أولا إلى عرض من “حماس” بشأن تبادل الأسرى.
وفيما يتعلق بالحديث عن الإدارة الانتقالية لقطاع غزة، قال حمدان إن هذه الإدارة “هي شأن فلسطيني خالص يقرره الشعب”، مؤكدا أن حركته لن “تسمح ولن تقبل لأحد بالتدخل فيه، أو فرض أي شيء بخصوصه”.
وأشار إلى أن حركته سبق وأن دعت لـ”تشكيل قيادة فلسطينية تحمل برنامج القيادة والتحرير”.
من جانب آخر، قال حمدان إن استمرار “الإدارة الأمريكية في حث الجيش على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين (الفلسطينيين)، يعد استخفافا بدماء الشعب”، مؤكدا أن واشنطن لو كانت صادقة في طرحها لأوقفت الإمدادات العسكرية التي تزود بها تل أبيب يوميا.
وتأتي هذه التصريحات في ظل أنباء تتحدث عن وجود خطط لإدارة قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية، بعيدا عن حركة “حماس”.
بدورها، أكدت إسرائيل مرارا أن الحرب الجارية تهدف إلى “إنهاء حكم حماس في غزة، والقضاء على قدراتها العسكرية وإعادة الأسرى الإسرائيليين”.
وكان نتنياهو قال وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، خلال نقاش مغلق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، إن قطاع غزة بعد الحرب “سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، على أن يتم إعادة تأهيل القطاع بقيادة دول الخليج (دون تسمية بلد بعينه)”.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شدد نتنياهو على رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وأصر على هدف إنهاء حكم “حماس”.
وتتعارض تصريحات نتنياهو مع موقف واشنطن التي أعربت مرارا عن وجوب أن تكون هناك “سلطة فلسطينية” بعد الحرب في قطاع غزة، دون توضيح ماهيتها، وأن يقود “الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غزة” عقب انتهاء الفترة الأمنية التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 18 ألفا و787 قتيلا و50 ألفا و897 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
Sorry Comments are closed