عائشة صبري – حرية برس:
يُواجه قطّاع التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي سوريا، صعوبات وتحديات قد ينتج عنها أخطار كبيرة للطلاب والمعلمين، إذ يُهدّد الجهل جيلاً كاملاً بسبب انقطاعه عن المدرسة، وكأحد الحلول لتلك المعضلة أنشأ عدد من المدرسين منصة إلكترونية تحت اسم “منصة اقرأ التعليمية”.
وحسب التعريف للمنصة، فهي مشروع رقميّ، يتضمن منصّة تعليمية متخصّصة بتدريس المواد العلمية والمقررات الدراسية لطلاب التعليم الأساسي والثانوي، إضافة إلى أفرع متخصصة بتدريس اللغات الأجنبية واللغة العربية للمنقطعين عن التعليم والراغبين بدراسة اللغة العربية من غير الناطقين بها عن بعد.
وقال مدير ومؤسس “منصة اقرأ التعليمية”، محمد عاصي، في تصريح لموقع “حرية برس”: إنَّ المنصة الإلكترونية انطلقت أعمالها مع بداية العام الدراسي الحالي في أيلول الماضي، وعدد الطلاب تجاوز الـ400 طالب/ة، فيما يُدير المنصة ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة مساعدين.
وأضاف “عاصي”، أنَّ المنصّة تستند في برامجها على الكفاءات العلمية من مدرّسين اختصاصيين وأصحاب خبرة طويلة في التعليم والتدريس وبناء الأجيال، يبلغ عددهم 15 مدرساً/ة.
5 تحديات تواجه عمل المنصة التعليمية
فيما يخص طرق التعليم الإلكتروني، أفاد مدير المنصة، بأنَّ الدروس تتم عبر تطبيق “الزوم”، وتتم مراجعة المواد قبل موعد الاختبارات لشهادتي التاسع والبكالوريا، مشيراً إلى مجموعة من التحديات والصعوبات ومنها:
- ضعف أو انقطاع الإنترنت لدى بعض الطلاب، وانقطاع الكهرباء.
- وجود أغلب الطلاب في المخيمات، فكان الحل رفع الدروس على تطبيق غوغل درايف Google Drive لتوفيرها للطلاب الذين لا يحضرون مباشرة.
- قلة الدعم للمدرسين، كون تسجيل الطلاب مجاناً، وفي حال تم تأمين الدعم سيتم فتح مراكز فيزيائية في إدلب وأعزاز.
- عدم توفر أجهزة الحاسوب (الكمبيوتر) لدى جميع الأستاذة ما يضطرهم لشرح الدرس عبر ورقة وقلم، ولكن تكون الرؤية ضعيفة للطلاب على عكس وضوح الكتابة لو كانت عبر ملف عرض تقدمي Power point في مشاركة الشاشة.
- السعي إلى إنشاء موقع إلكتروني يستطيع الطالب من خلاله مشاهدة الدروس بدلاً من غوغل درايف، وإنشاء حسابات شخصية لكل طالب من أجل متابعة الدروس بشكل مباشر.
3 أهداف لمنصة “اقرأ”
وتهدف منصة “اقرأ” حسب “عاصي” إلى أن تكون مركزاً رقمياً رائداً ونموذجياً في التعليم، ومقصداً للطلاب المنقطعين عن التعليم وغير القادرين على استمرار تعليمهم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون من تهجير ونزوج وعدم استقرار في الداخل السوري ودول اللجوء ومن أهدافها:
- تأمين التعليم المدرسي لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي بفرعيه العلمي والأدبي بشكل مجاني لجميع الطلاب.
- تعليم اللغات للطلاب بطرق سليمة ومتطورة للوصول إلى المعلومة في المناهج الدراسية، بشكل شبه مجاني لتعويض النقص لديهم خلال دراستهم الشهادات العملية.
- تأمين مساحة نشاط طلابي لاكتشاف مواهب الطلاب وإبراز إبداعاتهم وتطوير المهارات التي يحتاجونها، وذلك لبناء جيل من الطلاب المتعلمين ومساعدة المنقطعين عن التعليم بسبب الظروف الصعبة.
أعمال المنصة التعليمية على مرحلتين
وتقوم أعمال المنصة التعليمية على مرحلتين، المرحلة الأولى من الخطة الدراسية “خلال العام الدراسي 2023 – 2024” هي: استقطاب الطلاب المنقطعين عن التعليم والذين لا تسمح لهم ظروفهم المعيشية أو الموجودين في مخيمات لا تتوفر فيها مدراس أو مراكز تعليم، إضافة إلى الطلاب الذين لا تسمح لهم أوضاعهم المادية من إكمال دراستهم في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي.
وتتضمن المرحلة الأولى تأمين كوادر علمية لجمع المواد الدراسية في شهادة التعليم الأساسي والثانوية العامة، إضافة إلى إنشاء منصات تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة أنشطة المنصة والتفاعل مع الطلاب من خلال نشر قصص نجاح الطلاب والتواصل مع الأهل لمتابعة أوضاع أبنائهم.
كما تهدف إلى تسويق العملية التعليمة التي يقوم بها كادر المنصة، إضافة إلى إنشاء مجموعات على تطبيق وتس آب تضم الطلاب وفق المراحل الدراسية، على أن يكون عدد الطلاب في الدرس لا يتجاوز الثلاثين طالباً وطالبة من أجل إتاحة الفرصة للطلاب التفاعل مع المدرس خلال الحصة الدرسية، بهدف إيصال المعلومة للطلاب بأبسط الطرق الممكنة.
فيما تتضمن المرحلة الثانية من عملية تطوير المنصة، فتح باب التسجيل للطلاب الراغبين بتعلم اللغات الأجنبية التي تساعد في التحصيل العملي والمطلوبة ضمن المقررات والمناهج الدراسية عن طريق مدرسين مختصين وأصحاب خبرة في التعليم.
ويطالب الأهالي الجهات الرسمية والمنظمات غير الحكومية بتهيئة الظروف المناسبة من أجل سير العملية التعليمية وتحسين أجور المعلمين ورفع مستواهم العلمي، فيما تُحاول فرق إنسانية تطوعية تأمين منح دراسية للطلاب.
عذراً التعليقات مغلقة