حذفت قناة “العربية” تقريرا تحدث عن وجود “سوق سبايا” في إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، بعد تعرضها لهجوم واسع واتهامات بـ”الفبركة والتضليل” من الناشطين السوريين. وكانت “العربية” نشرت تقريراً تحت عنوان “النصرة تفرض دولتها… لا اختلاط في إدلب وسجون للسبايا”، جاء فيه أن سجوناً في إدلب تحوي “سبايا” من القومية الكردية و”إيزيديات” و”مسيحيات”، يتم بيعهن في تجارة الرقيق.
وتابع التقرير أن كل امرأة ترفض حكم زعيم “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني توجه لها تهمة “امتهان الدعارة”، وينتهي مصيرها إلى الموت. ونقل التقرير شهادة عن فتاة اسمها شريهان رشو، زعمت فيه أنها بيعت في مدينة الرقة في عملية تجارة للرقيق من إدلب.
وأعد التقرير الصحافية الكردية لامار أركندي، وكانت عرضته على قناتها الخاصة على يوتيوب قبل عدة سنوات، قبل عرضه على “العربية”.
وشن ناشطون سوريون هجوماً لاذعاً على “العربية”، متهمينها بـ”شيطنة” المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، لخدمة أجندات معادية للثورات. وقالت الصحافية الاستقصائية السورية عائشة صبري لـ”القدس العربي” إن “التقرير يقوم أساساً على الكذب، فلا وجود لسوق لـ”السبايا” في إدلب، والأهم أن إدلب تخلو تماماً من الإيزيديين”.
وتابعت صبري بأن معدة التقرير اعتمدت على شهادات “مزورة” وشخصيات وهمية، بغية تصوير إدلب على أنها “بؤرة إرهاب”، وقالت: “إن المنطقة تؤوي ملايين السوريين، والكذب من هذا النوع يعني وصم كل هؤلاء بالإرهاب والتطرف”.
وقالت صبري إن “التقرير يفتقد لأهم معيار في الصحافة وهو الموضوعية التي تعني الفصل بين الحقيقة والرأي الشخصي، كما تعني الدقة عبر التحقق من الأرقام والأسماء والمعلومات الواردة في الخبر”.
من جانبه اتهم الناشط والصحافي عبد العزيز الخطيب المقيم في الشمال السوري وحدات الحماية الكردية بالوقوف خلف التقرير، قائلاً لـ”القدس العربي” إن “طريقة إعداد التقرير تنم عن حقد دفين على مناطق المعارضة السورية، ويبدو من خلال الشهادات “المزورة” لسكان من عفرين، أن وحدات الحماية هي من تقف خلفه”. ولفت إلى حالة العداء الشديد من جانب معدة التقرير الصحافية الكردية لامار أركندي للثورة السورية ومناطق المعارضة، قائلاً: “اعتقد أن “العربية” وقعت في مأزق كبير، أو كما يقال “غلطة الشاطر”، ما دفعها إلى حذف التقرير من كل معرفاتها الرسمية”.
بدورها، نفت “وزارة الإعلام” التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب ما جاء في التقرير، قائلة في بيان إن “التقرير أعدته صحافية كردية حاقدة على المنطقة، وحذفته القناة بعد سلسلة الردود السلبية التي تلقتها وهاجمتها لعدم دقة المعلومات وفضح حقيقة التقرير”.
وشدد البيان على عدم وجود سجن أو سوق للسبايا في منطقة إدلب، نافياً رواية اعتقال النساء وما يتعرضن له حسب دعوى التقرير من معاملة وحشية، أو اعتقال للمعلمين والمعلمات بدعاوى باطلة. كما طالب البيان “العربية” بمراجعة صحة معلوماتها والالتزام بمعايير وأخلاقيات العمل الإعلامي والتراجع عن الإساءة إلى ثورة الشعب السوري، وذلك من خلال تحري ونقل الصورة الحقيقية للمنطقة، ولمن يعيش فيها من الطوائف الدينية المختلفة عبر مراسليها المنتشرين في المناطق المحررة، لاسيما أن المعلومات متاحة لهم في كل زمان ومكان.
ورحبت الحكومة بزيارة الصحافيين ومؤسسات الإعلام الحر الدولي والإقليمي إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وقالت: “المناطق مفتوحة أمام الجميع والمعلومات متاحة لهم ومن مصادرها الأصلية للتعرف على حقيقة المنطقة وحقيقة نضال شعبها للخلاص من النظام المجرم ونيل الحرية”.
Sorry Comments are closed