وصل أكثر من ثلاثة آلاف بحار أميركي إلى الشرق الأوسط، الأحد، في إطار خطة لتعزيز الوجود العسكري للولايات المتحدة في المنطقة.
ودخلت السفينة الهجومية “يو أس أس باتان” وسفينة الإنزال “يو أس أس كارتر هول”، البحر الأحمر، في 6 أغسطس، بعد عبورهما البحر الأبيض المتوسط، عبر قناة السويس.
وتجلب الوحدتان أصولا جوية وبحرية إضافية إلى المنطقة، بالإضافة إلى مزيد من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين، مما يوفر قدرا أكبر من المرونة والقدرة البحرية للأسطول الخامس الأميركي، وفق بيان للبحرية الأميركية.
وقال المتحدث باسم الأسطول الأميركي الخامس، تيم هوكينز لقناة “الحرة” الأميركية: “زدنا التواجد العسكري في تلك المنطقة الحرجة.. الولايات المتحدة ملتزمة تماما بأمن المنطقة”.
ويقول الجيش الأميركي إنّ إيران احتجزت، أو حاولت السيطرة على زهاء 20 سفينة في المنطقة، خلال العامين الماضيين.
وأعلنت واشنطن أن قواتها منعت محاولتين إيرانيتين لاحتجاز ناقلتي نفط في المياه الدولية قبالة عمان، في الخامس من تموز/يوليو، بينما صادرت طهران سفينة تجارية في اليوم التالي.
وفي نيسان/أبريل، وأوائل أيار/مايو، صادرت إيران ناقلتين، في غضون أسبوع، في المياه الإقليمية، كما اتُهمت بشن هجوم بطائرة مسيّرة على ناقلة مملوكة لشركة إسرائيلية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
تقع حوادث مماثلة، منذ عام 2018، عندما سحب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض عقوبات شديدة على الجمهورية الإسلامية تقول واشنطن إن طهران نجحت في الالتفاف عليها.
والأسبوع الماضي، أفاد مسؤول أميركي فرانس برس عن خطط “لنشر حراسة أمنية مكونة من عناصر من مشاة البحرية والبحرية على متن ناقلات تجارية تمر من مضيق هرمز وبالقرب منه، لتشكل طبقة دفاعية إضافية لهذه السفن المعرّضة للخطر”.
وشَدّد على ضرورة تلقي طلب للقيام بذلك لأن السفن خاصةٌ، مضيفاً: “نجري الاستعدادات للتنفيذ، في حال وجود اتفاقات نهائية للقيام بذلك”.
وامتنع المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عن تأكيد التقارير عن الانتشار المزمع.
وتقع العمليات البحرية للأسطول الخامس في منطقة القيادة المركزية (CENTCOM)، وتشمل ما يقرب من 2.5 مليون ميل مربع من المساحة المائية، في الخليج وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي وثلاث نقاط حرجة في مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب.
ويمتد نطاق عمله إلى أكثر من 25 دولة تشمل البحرين والسعودية والإمارات وإيران والعراق وباكستان، وفق موقع غلوبال سيكورتي.
ويجسد الأسطول الخامس القدرة على الاستجابة الفورية لأي أزمة ناشئة في النزاعات الإقليمية.
ويعود تاريخ القوات الأميركية في الشرق الأوسط إلى عقود طويلة. وتأسس الأسطول الخامس في 26 أبريل 1944 من قوة وسط المحيط الهادئ، وتم حله بعد الحرب. وبحلول يوليو 1995، أُعيد تشغيله بعد توقف دام 48 عاما.
وتقول البحرية الأميركية إنها أسست في عام 1949، قوة الشرق الأوسط (MEF)، إيذانا بانتقال وجود البحرية في الخليج من دوري إلى وجود أكثر ديمومة بهدف دعم الشركاء في المنطقة.
وعلى مدى العقدين التاليين، عززت البحرية الأميركية وجودها البحري في الخليج وبحر العرب، مع تنامي المخاطر في المنطقة.
وفي عام 1971، أنشأت القوة البحرية الأميركية قاعدة في البحرين، وفي حقبة حرب الخليج الأولى، كانت المنطقة تحرسها سفن، ولكن لم يكن هناك أسطول محدد، وفي عام 1983، تم تشكيل القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية (NAVCENT) لتعزيز التزام الولايات المتحدة بالأمن الإقليمي.
وبعد 12 عاما، تم إنشاء الأسطول الخامس وكُلف بالعمليات التشغيلية للقوات البحرية التي يتم نشرها بالتناوب من أساطيل المحيط الهادئ والأطلسي إلى المنطقة.
ويشارك الأسطول الخامس نفس قيادة ومقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (NAVCENT) في البحرين وكلاهما يرفع تقاريره إلى (CENTCOM).
في عام 2002، تم تكليف قائد القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية والأسطول الخامس الأميركي بقيادة القوات البحرية المشتركة (CMF) وهو تحالف من شركاء إقليميين ودوليين يتكون الآن من 34 دولة تدعم ثلاث فرق عمل تركز على مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة والأمن البحري.
ويتولى الأسطول الخامس الأميركي الحفاظ على استقرار وأمن البيئة البحرية للمنطقة، وتعزيز القدرات البحرية للدول الشريكة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة عملياته. ويتكون من قوات مدربة ومؤهلة وذات خبرة عالية.
وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس، تيم هوكينز، لوكالة فرانس برس، الاثنين، إن عملية الانتشار الحديثة تؤكد “التزامنا القوي والثابت بالأمن البحري الإقليمي”.
وتابع: “تضيف هذه الوحدات مرونة وقدرات تشغيلية كبيرة حيث نعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء الدوليين، لردع النشاط المزعزع للاستقرار وتخفيف التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران ومصادرة السفن التجارية”.
ونشرت قناة “الحرة” صورا حصرية لانتشار قطع أميركية في منطقة الشرق الأوسط، حيث واكبت عملية عسكرية أميركية بمضيق هرمز تهدف إلى حماية الممرات المائية الدولية.
Sorry Comments are closed