انتهاء جلسة مجلس الأمن حول سوريا دون بيان.. ودي مستورا يعلن عن خطّة سياسية للمرحلة الانتقالية

فريق التحرير21 سبتمبر 2016آخر تحديث :

مجلس الامن

انتهت جلسة مجلس الأمن الدولي التي عقدت على مستوى وزاري دعت إليها نيوزيلاندا، التي تترأس مجلس الأمن لهذا الشهر، وأدار الجلسة رئيس وزرائها، جون كي. وانفض الاجتماع بعد الاستماع إلى كلمات أعضاء المجلس بالإضافة إلى كلمة الممثل الدائم لسوريا بشار الجعفري دون أن يصدر عنها أي بيان رئاسي أو صحفي حيث تميزت باختلاف وجهات النظر الحادة وتبادل الإتهامات باستهداف قافلة المساعدات الإنسانية بين الاتحاد الروسي والمندوب السوري من جهة والولايات المتحدة وفرنسا من جهة أخرى.

وأهم ما ميز الجلسة هو إعلان المبعوث الخاص لسوريا، ستيفان دي مستورا، عن خطة سياسية للمرحلة الانتقالية في سوريا.

وقال دي مستورا إن مشروع التسوية الذي يقترحه يشكل نقطة انطلاق وبداية لمفاوضات يقودها السوريون نحو المرحلة الانتقالية. وذلك خلال جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن في نيويورك.

وقدم دي ميستورا بعض الملاحظات فتتعلق بالمبادرة قائلا: “حتى لو كان هناك تباعد في المواقف المبدئية لكل الأطراف؛ فقد انخرطت الأمم المتحدة، رغم ذلك، في الحديث مع الأطراف جميعها، واستخدمنا كل الطرق الدبلوماسية الممكنة، بما فيها منظمات المجتمع الدولي و 18 طرفاً في مجموعة الدعم الدولية لسوريا”.

وقال إن جميع أطراف النزاع متفقة على أن يكون هناك دولة مدنيّة علمانية تتميز بالتعددية، وتحترم فيها الحقوق والحريات الأساسية، ولها دستور جديد، ويوجد اتفاق شفوي بهذا الجانب.

وحث المبعوث الأممي كافة الأطراف للتوصل لإطار يسمح بالتوصل لمرحلة انتقالية فعلية، مؤكدا أن كافة الأطراف تدرك أن هناك حاجة لمرحلة انتقالية.

وأضاف: “في 26 من يوليوالماضي طلب فريق الدعم الدولي لسوريا مجموعة اقتراحات حول سبل حل الأزمة السورية، وفور العودة للمحادثات سأقدم اقتراحات مبدئية يمكن أن نتفاوض بشأنها، ومن ثم سيتم الانتقال لمفاوضات مباشرة للاتفاق على آلية المفاوضات. كل هذا يستند إلى أن الحل في سوريا لا يمكن إلا أن يكون سياسياً وليس عسكرياً. كما أنه من الفترض أن تفضي المرحلة الانتقالية إلى انتخابات”.

ويعتقد دي مستورا أن الاتّفاق الروسي ــ الأمريكي يمكن أن يمثل نقطة إنطلاق ورافعة للحوار، داعياً، في هذا السياق، إلى “العودة إلى اتفاق 9 سبتمبر كأساس لمتابعة المفاوضات”.

بدوره، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، توحيد الصفوف من أجل حل الصراع في سورية، متّهماً الحكومة السورية بخرق القانون الدولي والقانون الإنساني.

ورأى أن “الاتفاق بين روسيا وواشنطن فرصة يجب أن نغتنمها وأن الهجوم على القافلة الإنسانية غير مقبول وأجبر الأمم المتحدة على تعليق المساعادت. ونحن نطالب بالتحقيق في الموضوع. وفي ما يخص غارة الولايات المتحدة على دير الزور، فقد أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن ذلك، وأنا أنتظر تقريرها في هذا السياق”.

وبخصوص المفاوضات السورية، أشار بان إلى أنه “عند بدء جولة جديدة من المفاوضات؛ فهذا سيؤدي إلى إمكانية التوصل إلى المرحلة الانتقالية التي يمكن التعويل عليها، وينبغي أن يستخدم المجتمع الدولي نفوذه وسلطاته لقيام الحكومة الانتقالية”.

كما دعا كل الأطراف للتوصل إلى اتفاق إطار لمرحلة سياسية حقيقة وفعلية. وأضاف “لا يمكن أن يتوقف مصير دولة على شخص واحد، ومن الصعب التوصل إلى تسوية إذا أصر طرف على بقائه، والآخر على رحيله، قبل البدء بالمفاوضات، وهذا لن يمكّننا من التوصل إلى حل انتقالي”.

وتابع “لقد داست الحكومة السورية على حقوق الإنسان وفعلت المعارضة ما هو شبيه به”، مشدداً على ضرورة منح “السوريين العدالة وإمكانية التوصل للمصالحة والتعافي”.

وناشد مجلسَ الأمن بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأكد أن التوصل لتسوية دائمة لا يمكن أن يتم إلا بالحل السياسي، داعياً الجميع لاستخدام نفوذهم للعودة إلى طاولة المفاوضات.

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في إحاطته أمام المجلس “نحن نعلم أنه لا بديل عن عملية سياسية تقوم على حوار دون شروط مسبقة، والتصدي للإرهاب، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية”.

وأضاف “روسيا وأميركا توصلتا لاتفاق بخصوص القضايا الرئيسية والمبدئية لتوفير الظروف المناسبة، ويؤسفني أن أتحدث عن وثيقة لم يرها أحد بالقاعة، كان الاتحاد الروسي مستعداً لتعميمها”. في إشارة منه إلى الخلاف الذي دار بين البلدين، الأسبوع الماضي، حول نشر بنود الاتفاق.

وأضاف الوزير الروسي أن “الأولوية الأولى تتمثل في تحديد ملامح المعارضة، وتميزها عن جبهة النصرة وداعش، والتصدي بنجاح لمحاولات الإرهابيين وأعمالهم، خصوصاً هؤلاء الذي يتسترون برداء الاعتدال”.

في المقابل، رد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أمام المجلس، بالقول “لقد استمعت إلى نظيري الروسي، وبدا لي كأنني أعيش في عالم مواز للعالم الذي يعيش فيه، حينما قال يجب لأي كان ألا يفرض شروطاً مسبقة”.

وأضاف “التقينا في عدة أماكن، ووافق مجلس الأمن على وقف إطلاق النار دون شرط مسبق، وتم التوصل إليه أربع مرات، وذهب ذلك أدراج الرياح، بسبب أطراف لا تريد وقف إطلاق النار. هذا ليس شرطاً مسبقاً. كيف يمكن لأناس أن يجلسوا على نفس الطاولة مع نظام يقصف مدنهم ويلقي غاز الكلور عل شعبهم؟ أين مصداقيتكم مع شعبكم؟”.

وحول الوثيقة الروسية الأمريكية، قال كيري “لا يسعني القول إلا أن الوثيقة كان من المفترض أن تصدر، ولا يوجد حاجة لقراءة الوثيقة لتعلموا أن قصف المستشفيات واستخدام البراميل المتفجرة مخالف للقانون الدولي”. وتابع: “الجميع يجلس ويقول؛ نريد سورية متحدة وعلمانية، ويمكن لشعب سورية أن يختار قادته، ونحن نثبت عجزنا بشكل واضح”.

“إن الحقائق عنيدة، ولا يمكن أن نحرف تلك الحقائق حول سورية. في الليلة الماضية بلغتنا تقارير تفيد بقصف مرفق صحي ووقوع الضحايا، ليس هناك سوى بلدين تحلق طائراتهما هناك، وهما روسيا وسورية”. كما لفت كيري إلى أن بلاده لم تتستر على قصفها بالخطأ مواقع تابعة للنظام السوري.

واتهم روسيا بقصف قافلة المساعدات الإنسانية قائلاً “إن قاذفة الصواريخ المزعومة لم يكن من الممكن لها أن تحدث هذا الضرر. كل ما قلته معلومات واستنتاجات من الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وشهود عيان قالوا، إن الموقع تحول إلى جحيم بعد مرور مروحيات في السماء”.

كما اعتبر كيري أن “بشار الأسد مخرب ولا يؤمن بوقف إطلاق النار كما جبهة النصرة وداعش”. وحذّر من تفاقم الأزمة السورية، مؤكّداً أن الحل العسكري غير ممكن في سورية، ولا بديل عن المفاوضات والمضي قدماً لمنع الطائرات من التحليق فوق مناطق رئيسية من أجل التهدئة، وإعادة بعض المصداقية لعملية التفاوض.

  • القدس العربي
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل