السودان: القتال يدخل الأسبوع الثاني.. القتلى نحو 400 ودول تجلي رعاياها

غموض حول السيطرة الميدانية والاشتباكات تدخل مناطق جديدة

فريق التحرير23 أبريل 2023آخر تحديث :
تمددت الاشتباكات لعدد من الأحياء في العاصمة السودانية، بعد أن كانت في مأمن منذ اندلاع الحرب قبل أسبوع

قال الجيش السوداني يوم السبت إنه وافق على المساعدة في إجلاء رعايا أجانب، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع وضربات جوية في أنحاء من الخرطوم رغم تعهدات طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين عمليات إجلاء الرعايا والبعثات الدبلوماسية لمختلف الدول، وذلك بعد إعلان محمد حمدان دقلو (حميدتي) استعداد قوات الدعم السريع فتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة جزئياً لتمكين “الدول الشقيقة والصديقة التي تود إجلاء رعاياها من مغادرة البلاد بسلام”.

ووصل عشرات من السعوديين ورعايا دول أخرى بحراً إلى مدينة جدة، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسبوع، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي اليوم.

وأوردت قناة “الإخبارية” السعودية عن “وصول أول سفينة إجلاء من السودان تضم 50 مواطناً وعدداً من رعايا الدول الشقيقة”. وأوضحت أنّ أربع سفن أخرى “قادمة من السودان الى جدة على متنها 108 أشخاص من 11 دولة”، من دون تفاصيل إضافية. وعرضت القناة شريطا مصوّرا تظهر فيه سفينة حربية لدى وصولها الى الميناء.

وأفاد بيان للجيش السوداني بأنه “ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة”. وتابع بأن كلًا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستقوم بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها جواً “بطائرات نقل عسكري من الخرطوم، ويتوقع الشروع في ذلك فوراً”.

وكانت وزارة الخارجية المصرية، طالبت يوم السبت، الرعايا المصريين في السودان بالتزام مناطق سكنهم وتجنب التواجد في مناطق التوتر والانفلات الأمني.

ودعت الوزارة في بيان أصدرته اليوم، جميع المصريين في السودان “إلى التحلي بالهدوء والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع التمثيل الدبلوماسي والقنصلي المصري في السودان، لحين ورود الإرشادات الخاصة بعمليات الإجلاء”.

ومن جهته، يبدأ الجيش الألماني استعداداته لمحاولة جديدة لإجلاء رعايا ألمان من السودان بعد فشل محاولة سابقة بسبب خطورة الوضع الأمني على الأرض، حيث كانت ثلاث طائرات شحن عسكرية قادرة على نقل نحو 150 مواطناً ألمانياً متّجهة إلى السودان، لكن أوامر صدرت بأن تعود أدراجها. وأفادت تقارير أن عدداً يقدر بالمئات من المواطنين الألمان ينتظرون الفرار من الوضع الإنساني السيء في السودان.

الاشتباكات تصل إلى المناطق الآمنة

وصباح السبت، عادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تُسمع في الخرطوم بعد تراجع في حدة القتال ليل الجمعة إثر إعلان هدنة مؤقتة بين طرفي القتال.

وتمددت الاشتباكات لعدد من أحياء بحري وشرق النيل في العاصمة السودانية الخرطوم، والتي كانت في مأمن منذ اندلاع الحرب قبل أسبوع. و أكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية احتدام الاشتباكات بأحياء شمبات بمدينة بحري، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم بمعسكر خاص بالأخيرة هناك.
تمددت الاشتباكات لعدد من الأحياء في العاصمة السودانية، بعد أن كانت في مأمن منذ اندلاع الحرب قبل أسبوع.

وقال شهود عيان إنّ ضربات جوية وقعت بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية فيما دارت معارك بالأسلحة النارية في عدة مناطق أخرى. وأظهر بث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم ودوي إطلاق نار ومدفعية.

وتضاربت البيانات الصادرة عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بشأن سيطرة كل منهما ميدانيا في عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد.

حيث أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على “التصنيع الحربي” جنوبي الخرطوم، وهو مجمع مصانع للجيش يتم فيه تصنيع الأسلحة والذخائر، وبثت مقاطع فيديو لقواتها داخله وعرضت آليات وأسلحة استولت عليها فيه.

في المقابل، بث الجيش السوداني عبر حسابه في فيسبوك، فيديو لنائب رئيس الأركان الفريق ركن عبد المحمود حماد، ظهر فيه وهو يتحدث عن “تهاوي” قوات الدعم السريع.

وفي بيان منفصل نفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة جياد الصناعية بولاية الجزيرة (وسط)، مؤكدًا أنه “لا وجود للمتمردين” في المدينة.

ولا يزال عدد من المواطنين في منطقة شرق النيل يعيشون تحت تهديد النيران، وصدرت دعوات من قبل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأهالي شرق النيل بأحياء بركات والوحدة ودار السلام والتكاملات إلى التزام منازلهم لحين هدوء الاشتباكات.

ومنذ 15 نيسان/أبريل، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، أدت الى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن 413 شخصا قُتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال. وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من عمال الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل