تواصلت الخميس المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم السادس على التوالي. فيما فشلت المساعي الدولية إلى حد الآن في إقناع الفريق الأول عبد الفتاح البرهان وغريمه محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي بوقف القتال.
من جهتها، اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
وحذّر البرهان في حوار عبر الهاتف مع قناة «الجزيرة» من أنّه «لا خيار إلا الحسم العسكري» إذا لم تَعُد قوات الدعم السريع إلى مواقعها التي كانت ترابط فيها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
وشدّد قائد الجيش في الوقت ذاته على رفضه أيّ حديث «مباشر» مع «حميدتي»، ملمّحاً إلى أنّ الطموحات الشخصية للأخير بحكم السودان هي الدافع الأساسي لهذا النزاع.
وقال البرهان، الذي سبق أن وصفه دقلو قبل أيام بـ«المجرم»، إنّ «هذه الحرب تقف وراءها أطماع شخصية لأشخاص محدودين يريدون أن يحكموا الدولة السودانية، وأن يستولوا على مقدّراتها وإمكاناتها».
وفي الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة، تسرع العائلات بالخروج إلى الطرق والفرار، هرباً من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع والتي أودت بحياة أكثر من 270 مدنياً منذ السبت، وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب.
منذ تحول النزاع على السلطة الكامن منذ أسابيع بين الفريقين، إلى معركة ضارية السبت، يبدو الوضع ملتبسا للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة. ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقق.
ودوت الانفجارات مجددا الخميس في الخرطوم وفي الأبيض (على بعد 350 كيلومتر جنوب العاصمة).
ويطلق الطرفان إعلانات عن انتصارات واتهامات للطرف الآخر. لكن لا أحد يستطيع التحقق مما يتم تداوله على الشبكات الاجتماعية لأن الخطر قائم.
وذكر أطباء شهود أن سلاح الجو الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق المأهولة بالخرطوم، لا يتردد في إلقاء قنابل على مستشفيات أحيانا.
وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال خمسة أيام “توقف عن الخدمة سبعون بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال”، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
وعلى الصعيد الإنساني، اضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.
وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جدارا أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.
وكان الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس، دعا اليوم الخميس، طرفي القتال في السودان إلى الالتزام بهدنة “لمدة 3 أيام على الأقلّ” بمناسبة عيد الفطر.
وقال غوتيريس للصحافيين، في أعقاب اجتماع افتراضي عقده مع مسؤولين من الاتّحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات إقليمية أخرى، إنّ “هذا وقت مهمّ في التقويم الإسلامي. أعتقد أنّه وقت مناسب ليصمد وقف لإطلاق النار”.
وأضاف: “نحن على اتّصال مع الأطراف، ونعتقد أنّه من الممكن” إرساء هذه الهدنة.
عذراً التعليقات مغلقة