ظهر المقدم أحمد القناطري، في مظاهرة بمدينة أعزاز شمال محافظة حلب، وعلى كتفه رتب سابقة من نظام الأسد، خلال قراءته بياناً حول إيقاف عمل مقرات الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة في المدينة.
ونشر حساب “مزمجر الثورة السورية” على تويتر، الأحد، صورة مقربة للمقدم كتب عليها: “خطير.. ما زال علم النظام على أكتاف المتحدث الرسمي باسم مناف طلاس المقيم في فرنسا، على الثوار الغيارى التصدي لهذه المشاريع الدخيلة، مَن الأولى بالطرد من أعزاز برأيكم؟”.
توضيح القناطري حول الرتب
بدوره، نشر الضابط المنشق عن النظام القناطري، توضيحاً فيما يتعلق بالرتب التي وضعها خلال قراءة البيان المذكور قائلاً: “ليس من حقي وضع رتبة الجيش الوطني كوني غير منضم لأيّ فصيل منه، وليس عندي سوى هذه الرتب التي لم أنتبه لعلم النظام كوني منذ سنوات لم ألبسها”.
واعتبر في صفحته على فيسبوك، أنَّ البعض يبحث عن خطأ حوله بعد قراءته للبيان، موضحاً أنَّ العلم الذي ظهر بالرتبة العسكرية لا يعد موقفاً رسمياً إلا بحال رفع العلم أو وضعه خلفه، ومع ذلك “أعتذر عن هذا الخطأ غير المقصود”.
وطالب من يملك رتب رسمية للثورة من أي فصيل إعطائه إياها، وسيقوم بحرق الرتب السابقة علناً، مع إشارته إلى أنَّ الرتب العسكرية ليست لآل الأسد بل هي ملك لسوريا قبل أن تظهر هذه العصابة التي انشق عنها مع زملائه من الضباط بداية الثورة السورية.
وتابع القناطري: “عندما يطرح الجيش الوطني رتبة موحدة لكافة الفصائل ويلتزم فيها الجميع ولم نلتزم بها فيها حينها سيكون أمر محسوب علينا.. اصنعوا جسماً ثورياً في الداخل يمثل الثورة وشكلوا محكمة ثورية وحاكمونا جميعاً على أي خطأ خلال السنوات والأيام الماضية”.
بيان لإسقاط مؤسسات المعارضة
يشار إلى أنَّ البيان الذي تلاه يوم الجمعة، تحدث فيه القناطري باسم أبناء الثورة وذوي الشهداء والمعتقلين، معلناً ملاحقة أعضاء الائتلاف والحكومة المؤقتة وإغلاق مقراتهم ومنعهم مع أعضاء هيئة التفاوض واللجنة الدستورية من دخول المناطق المحررة، وحذرهم من التجول في الداخل وأمامهم إمّا الاستقالة أو التزام بيوتهم حتى يتم إسقاط مؤسسات المعارضة.
ودعا إلى العمل على استعادة الثوار الحقيقين والنشطاء الصادقين دورهم عسكرياً وسياسياً، مؤكداً أنَّ دماء السوريين ليست للبيع، ولن يقبل الحراك الشعبي بأقل من تحقيق مطالب الثورة التي خرج من أجلها وأهمها إسقاط النظام.
علاقته بمناف طلاس
المقدم أحمد القناطري هو أحد الضباط الذين ظهروا كأعضاء مؤسسين لـ”المجلس العسكري” الذي أعلن عنه مناف طلاس في أيلول/سبتمبر 2022، وعقد اجتماعات في العاصمة الفرنسية باريس لإنشاء هذا المجلس الذي أثار جدلاً حينها، وظهور القناطري باللباس العسكري وتوليّه تلاوة البيان أوحت بأنّ للمجلس العسكري دور بما جرى في مظاهرة أعزاز، لا سيما طرد رئيس الائتلاف سالم المسلط.
وحسب ما رصدت شبكة “آرام” فإنَّ الجدل حول القناطري ورفض بيانه الأخير يأتي لعدم قبول أبناء الثورة السوري “مناف وأخيه فراس طلاس” بأن يكون لهما أيّ دور في المرحلة القادمة لسوريا، وذلك للجرائم التي ارتكبها أبوهما من جهة، ولأعمالهما الغامضة التي تخدم نظام الأسد بشكل أو بآخر من جهة أخرى.
وسبق أن قال القناطري، لـ”القدس العربي“: إنَّ “الاجتماعات التي شهدتها باريس ضمت مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وحضرها عبر الفيديو ضباط سوريين من الداخل سواء من المنشقين عن النظام أو الذين على رأس عملهم في جيش النظام”. مضيفاً: أنَّ “الاجتماعات خرجت بالتوافق على بعض الخطوات العملية المباشرة التي تدعم وتشجع الأطراف السورية لتسريع الحل وإرساء السلام”.
يذكر أنَّ وزير الدفاع السوري السابق، مصطفى طلاس توفي في باريس عن عمر يناهز 85 عاماً، في 27 حزيران/يونيو 2017، وظهر نجلاه “مناف وفراس” حول تابوت أبيهما المغطى بعلم النظام الأحمر، رغم ادعائهما الانشقاق عن النظام.
ويعدّ مصطفى طلاس من أبرز المقرّبين من حافظ الأسد منذ استلامه السلطة في سوريا في بداية السبعينات، وقد عيّنه وزيراً للدفاع في العام 1972 ليبقى في منصبه هذا حتى العام 2004، وفي العام 2011 ذهب لتلقي العلاج عند ابنته ناهد عجة المعروفة بعملها الدبلوماسي مع نظام الأسد كـ قنصلة له في فرنسا.
وفي مقابلة مع الصحيفة الألمانية دير شبيغل في 2005، برّر طلاس الهجوم على حماة عام 1982، إذ قال “استخدمنا السلاح للوصول الى السلطة.. وأي أحد يريد السلطة فعليه أن يأخذها منا بالسلاح”، مشيراً إلى تنفيذ 150 حكماً بالإعدام أسبوعياً في دمشق وحدها في ذلك الحين.
Sorry Comments are closed