اقتحم مئات من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الأحد مقرات السلطات الرئيسية في برازيليا: مبنى الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي، متسببين بالكثير من الأضرار، حسبما تُظهر صور تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لكن جهودها فشلت في تفريق المتظاهرين.
ويحتجّ هؤلاء المتظاهرون على عودة اليساري إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسًا للبرازيل بعدما فاز على بولسونارو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 أكتوبر/ تشرين الأول، ويروج هؤلاء إلى أن الانتخابات الرئاسية قد تمت سرقتها، فيما دعا المتشددون منهم علانية إلى انقلاب عسكري من أجل إعادة بولسونارو إلى السلطة، فيما يسعى البعض إلى بث الفوضى من خلال التخريب والهجمات العنيفة على أمل إثارة رد فعل عسكري.
“فاشيون ومتعصبون”
ومن جهته، أعلن الرئيس لولا دا سيلفا تدخلا أمنيا اتحاديا في العاصمة برازيليا ووصف مثيري الشغب بأنهم “فاشيون ومتعصبون” وقال إنهم سيعاقبون “بقوة القانون الكاملة”. وأضاف في خطاب ألقاه أن التدخل الاتحادي في برازيليا سيستمر حتى 31 يناير/ كانون الثاني. وقال لولا الذي أدّى اليمين رئيسًا للبرازيل قبل أسبوع واحد فقط: “سنجدهم كلّهم وسيُعاقَبون جميعًا”.
ومن جانبه، قال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على تويتر “هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك”.
وكان دينو سمح السبت بنشر عناصر من القوة الوطنية وهي قوة شرطة خاصة ترسل أحيانا إلى الولايات في حال حصول تهديد ضد القانون والأمن.
وأظهر تسجيل فيديو حصلت عليه رويترز من جماعات مرتبطة بالرئيس البرازيلي السابق بولسونارو ولقطات من محطات محلية أن أنصار بولسونارو اقتحموا حاجزا لقوات الأمن واجتاحوا مقرات وزارات ومبنى الكونغرس في برازيليا.
وقال رئيس مجلس الشيوخ ، رودريغو باتشيكو، إن الشرطة تركز على احتواء الموقف، وأضاف في منشور له على تويتر إنه “يرفض بشدة الأعمال المناهضة للديمقراطية” ودعا إلى رد قضائي.
وانتشرت على مواقع التواصل فيديوهات مماثلة يظهر فيها مئات الأشخاص وهم يتدفقون على مبنى المؤتمر الوطني، فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وذكرت سي.إن.إن برازيل أن المحتجين اقتحموا أيضا مرأبا للسيارات في قصر بلانالتو الرئاسي.
وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية (إي إف إي) أن محتجين يرتدون قمصاناً صفراء وخضراء وأعلاماً برازيلية هاجموا بعض سيارات الشرطة التي كانت تؤمن مبنى الكونغرس كما دمروا حواجز الحماية.
ورئيس البرازيل الحالي لويس أناسيو لولا دا سيلفا في زيارة رسمية حالياً لولاية ساو باولو.
يشبه فعل أنصار ترامب
وتذكّر هذه الصور بقيام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب – حليف بولسونارو – باقتحام مبنى الكونغرس في واشطن في 6 يناير/ كانون الثاني 2021.
وقد غادر بولسونارو البرازيل في نهاية السنة متوجها الى ولاية فلوريدا التي يقيم فيها ترامب حاليا.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من تنصيب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس في العاصمة برازيليا.
ردود فعل دولية
وفي ردود الفعل الدولية، ندد نواب فرنسيون من معسكر الرئيس ومن المعارضة اليسارية مساء الأحد بـ”هجمات اليمين المتطرف” في البرازيل وعبروا عن دعمهم للرئيس لولا.
ودانت خارجية فرنسا مساء الأحد بـ”أشدّ العبارات” أعمال العنف الجارية ضدّ ثلاث مؤسّسات ديموقراطيّة في البرازيل. وقالت الخارجيّة الفرنسيّة في بيان إنّ هذه الاعتداءات ضدّ الكونغرس ورئاسة الجمهوريّة والمحكمة العليا “تُمثّل تشكيكًا غير مقبول بنتيجة انتخابات ديموقراطيّة فاز بها لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في 30 تشرين الأوّل/أكتوبر بشكلٍ لا لبس فيه”.
ومن ناحيتها، قالت واشنطن إنها “تدين أي محاولة” لتقويض الديموقراطية في البرازيل.
عذراً التعليقات مغلقة