أغان وأهازيح وشعارات تطالب بالحرية و”إسقاط النظام” خرجت مع الانتفاضة السورية قبل 11 عاما، والآن تملأ صفحات ناشطين سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي.
مواد مصورة قديمة ظهرت خلال الساعات الماضية مع إطلاق دعوة لـ”استعادة الثورة”، وفق ناشط سوري تحدث لموقع الحرة.
بدأت الدعوة بالاحتجاج ضد نظام بشار الأسد، التي تشهد بعض مناطقه احتجاجات منذ أسابيع، قبل أن تمتد إلى الدعوة انتفاضة في عموم البلاد.
وأطلق ناشطون سوريون في الداخل والخارج هذه الدعوة من خلال هاشتاغ باللغة العربية وآخر بالإنكليزية، وهما #انتفضوالنعيدسيرتها_الأولى #IntafdoToRestoreHerFirstBiography.
وكتبت الناشطة المقيمة في سوريا “ياسمين” في حسابها على تويتر: سنقوم بإطلاق هاشتاغ تحت عنوان #انتفضوالنعيدسيرتها_الأولى #IntafdoToRestoreHerFirstBiography وندعونكم لتكونوا معنا عبر منصات السوشيال ميديا كافة وتويتر خاصة هي دعوة لجميع الأحرار داخل مناطق سيطرة نظام الأسد وخارجها كونوا معنا وشاركوا الهاشتاغ على أوسع نطاق يا أحرار وحرائر”.
ويقول الناشط السوري المقيم في إسطنبول، محمود الحموي، لموقع الحرة إنه منذ إطلاق الوسم في ساعة متأخرة، الاثنين، تفاعل عدد كبير من السوريين معه.
ويتزامن إطلاق هذا الوسم مع تظاهرات تشهدها مدينة السويداء جنوب البلاد، وأخرى في الجارة الغربية درعا، وفق مراسل الحرة.
ورفع العشرات في تظاهرات السويداء، التي خرجت، الاثنين، للأسبوع الثالث، لافتات احتوت مطالب سياسية واقتصادية، وفي درعا، طالب المحتجون بإطلاق سراح المعتقلين، ورفعوا الراية المعتمدة للثورة السورية.
ويشكل الحراك السلمي في هاتين المدينتين في الوقت الحالي “حالة استثنائية” في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، التي نادرا ما تخرج فيها مظاهرات شعبية، على مدى السنوات الماضية، بسبب القبضة الأمنية المشددة هناك، وبعدما عزز النظام سلطته التي اهتزت، بعد تحول الحراك السلمي في 2011 إلى مسلح.
كانت سوريا دخلت في واحدة من أسوأ أزماتها المعيشية، بعدما انقطعت المحروقات بالكامل في معظم المناطق، لأسباب ربطتها حكومة النظام السوري بـ”ضعف التوريدات القادمة من إيران”.
وعلى إثر هذه الأزمة، باتت حركة النقل في عموم سوريا مشلولة، بينما زادت ساعات تقنين الكهرباء، المقطوعة لساعات طويلة في الأصل، واشتدت هذه التداعيات لتنسحب على قطاع الاتصالات السلكية، لتصبح جميع المقاسم في البلاد “خارج الخدمة”، وفق مراسل الحرة.
وفي تصريح لموقع الحرة عبر تويتر، قالت “ياسمين” وهي ضمن الناشطين الذين أطلقوا الهاشتاغ، إن الهدف منه هو حث السوريين في مناطق النظام على “الانتفاض” ضد كل الأوضاع السياسة والاقتصادية، خاصة في ظل هذه الفترة بعد أن ازدادت الأوضاع سواء “ووقف الراتب وهو لا يتجواز 20 دولارا”.
وتوضح أن أسباب الانتفاض ضد نظام الأسد كثيرة، وأن الهاشتاغ يهدف إلى الإشارة إلى هذه الأسباب ومنها “الجوع والغلاء والفساد والسجون وانهيار العملة ونقص الخبز والكهرباء والمياه”.
ويتناول الهاشتاغ أيضا “هجرة الشباب والفساد انهيار العملة وفساد العائلة الحاكمة”، وتقول: “أين أبناء بثينه شعبان وأبناء اسماء الأسد يلي (الذين) عايشين بالنعيم” بينما يعاني السوريون من الجوع والفقر.
ويشير الناشط السوري، الحموي، في تصريحاته لموقع الحرة إلى أن رسالة الهاشتاغ هي “انتفضوا لنعيد سيرتها الأولى، أي استعادة الثورة والقضاء على النظام” مع حث المجتمع الدولي على التحرك لإنهاء الوضع الحالي.
ويتحدث الناشط في تصريحاته عن الشعارات التي خرجت قبل 11 عاما من قبيل “واحد واحد. الشعب السوري واحد” في إشارة إلى الوحدة قبل أن تتدخل أطراف خارجية في سؤون البلاد.
ويؤكد أن الدعوة للانتفاض تأتي على وقع تظاهرات السويداء ودرعا، وعلى الوضع الاقتصادي السياسي والدولة الأمنية بمناطق النظام والملف السوري بشكل عام، بينما “لم يتحرك المجتمع الدولي لمعالجة هذا الأمر”.
ونشر الناشط مقطعا للترويج للوسم عن التظاهرات العارمة التي خرجت في حمص قبل أكثر من عقد، وكتب: “هنا حمص. عاصمة الثورة. هكذا بدات الثورة في حمص، ويجب أن تعود وعلى الشعب السوري اليوم الانتفاضة وإنهاء هذا النظام الذي سقطت كل مؤسساته المدنية ولم يبقى إلا المؤسسة الأمنية”.
وتداول الناشطون دعوة إلى “وقفة تضامنية” في “ساحات الحرية” في سوريا، الأربعاء، “للتأكيد على “مطالب الشعب وحقه في تقرير مصيره ودعما للحراك المدني في جنوب البلاد”.
وتتضمن المواد المنشورة على الهاشاتغ الجديد مقاطع أرشيفية من عام 2011 تشير إلى خروج المتظاهرين في المدن السورية قبل أن تتحول الثورة إلى حرب أهلية، وتضمنت أيضا تعليقات تدعو السوريين إلى الانتفاض:
وكتبت منال في تعليق: “كونوا أنانيين بما يخص بلدنا و#انتفضوالنعيدسيرتها_الأولى فإنه لا يفل الحديد إلا الحديد”.
وجاء في تعليق آخر: “إلى أهلنا في مناطق عصابة الأسد: الانتفاضة على هذا النظام باتت واجبة على كل مواطن، كيف لا ولم يبقى أحد منكم إلا يعاني كل يوم ألف معاناة كي يستطيع تأمين وجبة من أرخص الأطعمة، ولا حلول لدى هذا النظام”.
Sorry Comments are closed