بغياب الكثير من القادة العرب، انطلق اليوم الثلاثاء اجتماع القمة العربية الذي تستضيفه الجزائر بعد انقطاع ثلاث سنوات، ووسط الانقسامات حول النزاعات الإقليمية، خصوصا في سوريا وليبيا، فضلا عن تطبيع بعض الدول علاقاتها مع إسرائيل.
وافتتحت أعمال القمة بكلمة للرئيس التونسي قيس سعيّد رئيس الدورة الماضية، دعا فيها إلى “تجاوز الخلافات” و”لم الشمل” من أجل الانتصار على من يشنون “حربا ضروسا لإسقاط الدول” سلم بعدها رئاسة الدورة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وبدوره أشار تبون إلى أن “العالم العربي لم يعرف في تاريخه المعاصر مرحلة عصيبة كما هو الآن” مشيرا إلى الخطر على “الأمن الغذائي” في المنطقة، لذلك “يتعين علينا بناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا المشتركة”.
وتشهد قمة الجزائر مشاركة 15 قائداً عربياً إلى جانب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي تستضيف بلاده القمة، ومن القادة الحاضرين، الرئيسان التونسي قيس سعيد والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، فيما غاب ملك المغرب محمد السادس “لأسباب إقليمية”، وفق وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وحضر أيضا رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي وجزر القمر، عثماني غزالي، وجيبوتي إسماعيل عمر جيله والصومال حسن شيخ محمود، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
كما شارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسا فلسطين محمود عباس والعراق عبد اللطيف جمال رشيد، ونائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، وولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الصباح.
وتخلف ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عن جلسة الافتتاح وقالت وكالة الأنباء الأردنية إنه يصل الجزائر مساء الثلاثاء.
ومثل لبنان رئيس حكومته نجيب ميقاتي، وسلطنة عمان أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء، الممثل الخاص للسلطان، والبحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، الممثل الخاص للملك، والسعودية الأمير فيصل بن فرحان، بعد اعتذار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الحضور رسميا “لأسباب صحية”.
كما حضر الرئيس السنغالي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ماكي سال، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وإلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، رئيس حركة عدم الانحياز، كضيوف بالقمة.
وعقدت جامعة الدول العربية التي تضم 22 دولة، آخر قمة لها في آذار/مارس 2019 في تونس، قبل تفشي وباء كوفيد-19.
ومنذ ذلك الحين، قامت دول عدة أعضاء في المنظمة، التي وضعت تاريخيًا دعم القضية الفلسطينية وإدانة إسرائيل على رأس أولوياتها، بتطبيع لافت مع إسرائيل، فطبعت دولة الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في 2020 في إطار سلسلة اتفاقيات تفاوضت عليها واشنطن. ثم حذت البحرين والمغرب والسودان حذوها.
ويبرز هذا التقارب في سياق القمة خصوصا أن الجزائر مضيفة الاجتماع، قد رعت الجزائر اتفاق مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، رغم أن فرص تنفيذه على أرض الواقع تبدو ضئيلة.
ومنذ وصول الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة نهاية 2019، عادت الدبلوماسية الجزائرية للنشاط الكثيف، بعد سنوات من الجمود على الساحة الدولية بسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. وقامت الجزائر بجميع التحضيرات اللازمة من أجل استقبال مميز للمشاركين في القمة التي تختتم مساء الأربعاء.
وأفادت مصادر من الجامعة العربية، أن وزراء الخارجية العرب حاولوا خلال عملهم على البيان الختامي “إعلان الجزائر”، إيجاد صيغة توافقية للتنديد بـ”التدخل” التركي والإيراني في الشؤون العربية. فقد طلب بعض الأعضاء ذكر أنقرة وطهران بالاسم بينما عارض آخرون ذلك.
عذراً التعليقات مغلقة