حذّرت روسيا من استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية بدون مشاركتها في الوقت الذي كثفت فيه قواتها قصف محطات الطاقة الأوكرانية بالصواريخ.
ورغم قرار روسيا السبت الماضي بالانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، غادرت سفن شحن محملة بالحبوب ومنتجات زراعية أخرى الموانئ الأوكرانية اليوم الاثنين، وباعتبارها أحد الوسطاء في هذا الاتفاق، كثّفت تركيا مساعيها الدبلوماسية مع كل من روسيا وأوكرانيا في محاولة لإنقاذ الاتفاق.
وغادرت الموانئ الأوكرانية، اليوم الاثنين، عشر سفن على الأقل، من بينها “إيكاريا إينغل” التي استأجرها برنامج الأغذية العالمي والمحمّلة 30 ألف طن من القمح المخصصة للاستجابة لحالات الطوارئ في القرن الأفريقي، بحسب موقع “مارين ترافيك” المتخصص.
وتم الاتفاق على جدول الشحن ليوم الاثنين من قبل أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، مع إبلاغ روسيا بالتحركات، على ما قال مركز التنسيق المشترك في بيان مساء الأحد. وأفاد مصدر مطّلع على الموضوع “بصفتهم إحدى الجهات الموقّعة للاتفاق، طُلب منهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة السفن”.
وكتب منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب الأوكرانية أمير عبدالله صباح الاثنين على تويتر “لا ينبغي أن تصبح أي شحنة مدنية هدفا عسكريا أو أن تُحتجز رهينة. الطعام يجب أن يمر”.
وفي المجموع، كان من المقرر أن تغادر 12 سفينة الموانئ الأوكرانية الاثنين ويفترض أن تتجه أربع سفن أخرى إلى البلاد، وفقا لمركز التنسيق المشترك الذي يشرف على الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.
روسيا تحذر من مواصلة تنفيذ الاتفاق بدونها
وتأتي حركة الملاحة البحرية هذه بعد يومين من إخطار روسيا الأمم المتحدة وتركيا بتعليق مشاركتها في اتفاق نقل الحبوب من موانئ البحر الأسود “إلى أجل غير مسمى”، مشيرة إلى تعرض أسطولها بالبحر الأسود في ميناء سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم لـ”هجمات إرهابية” بمسيّرات.
لكنّ أوكرانيا اعتبرت الاتهامات الروسية بأنها “ذريعة كاذبة”. كما أن موسكو انسحبت من عمليات تفتيش السفن التي كانت إلزامية بموجب الاتفاق.
وإثر القرار الروسي، ارتفعت أسعار الحبوب صباح الإثنين.
وعسكرياً، استهدفت القوات الروسية الإثنين منشآت للطاقة في أنحاء أوكرانيا بالصواريخ، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وقطع إمدادات المياه في بعض أجزاء البلاد، وفق ما نقل مسؤولون أوكرانيون.
وأفاد حاكم منطقة كريمنتشوك بوسط أوكرانيا أن محطة رئيسية لتوليد الطاقة الكهرومائية تعرضت للهجوم، دون أن يوضح ما إذا كان أصابها القصف مباشرة أو لحقت بها أضرار.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت “أكثر من 50 صاروخ كروز” في هجوم مكثف جديد على منشآت الطاقة في أوكرانيا صباح الإثنين.
وقال سلاح الجو الأوكراني على تلغرام: “أُطلق أكثر من 50 صاروخ كروز من نوع أكس-101/أكس-555 بواسطة طائرات” من طراز تو-95 وتو-160 من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.
من جهتها، وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإثنين أن روسيا قصفت منشآت طاقة في أوكرانيا “بأسلحة فائقة الدقة”.
وتضمن بيان الوزارة أن القوات المسلحة الروسية “تواصل ضرباتها بأسلحة فائقة الدقة وبعيدة المدى على القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة في أوكرانيا. كل الضربات بلغت هدفها. كل الأهداف المحددة أصيبت”.
ووفق تقارير غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير وسائل الإعلام المحلية، فإن محطات الطاقة الكهرومائية تعرضت للهجوم أيضا في منطقة كييف، وفي أوديسا وزابوريجيا في الجنوب، وفي منطقة تشيركاسي في الوسط.
ولم ترد أنباء فورا عن سقوط ضحايا لكن الانفجارات هزت مدنا من بينها كييف حيث قال مسؤولون محليون إن 350 ألف شقة انقطعت عنها الكهرباء، فيما تأثرت إمدادات المياه وتعطلت أنظمة الهاتف المحمول في بعض المناطق.
وأفاد رئيس بلدية خاركيف إن صواريخ استهدفت “منشأة حيوية للبنية التحتية” في المدينة الواقعة في الشمال الشرقي.
“زخة أخرى من الصواريخ الروسية”
وكتب كيريلو تيموشينكو المسؤول الكبير في مكتب الرئيس على تطبيق تلغرام “شن الإرهابيون الروس مرة أخرى هجوما هائلا على منشآت الطاقة في عدد من مناطق أوكرانيا”، مضيفا أن “بعض الصواريخ أسقطتها وسائل االدفاع المضاد للطائرات فيما أصاب بعضها أهدافه”.
وكانت محطات الطاقة الكهرومائية تنتج حوالي خمسة بالمئة من كهرباء أوكرانيا قبل الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط.
وكثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة والمدن منذ أن ألقت باللوم على كييف في تفجير دمر جسرا يربط بين جنوب روسيا وشبه جزيرة القرم.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “زخة أخرى من الصواريخ الروسية تضرب البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا. بدلا من القتال في ساحة المعركة، تحارب روسيا المدنيين… تفعل روسيا ذلك لأنها ما زال بحوزتها صواريخ ولديها الرغبة في قتل الأوكرانيين”.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين لكنها تقصف بصورة متكررة مباني سكنية في أنحاء أوكرانيا.
Sorry Comments are closed