حقق حارس المرمى السوري فهد صالح (37 عاماً) حلمه في المملكة المتحدة ليصبح مدرباً في أكاديمية نادي مانزفيلد، بعد أن ترك نادي الكرامة وغادر سوريا عام 2015.
ولعب صالح في صفوف نادي الكرامة وفاز معهم بالعديد من بطولات الدوري والكأس، وشارك في دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، ليغادر مدينته حمص بعد أن قصف منزله عندما كانت زوجته تنتظر طفلهما الأول نور. ولجأ إلى الأردن ومنها حصل على حق اللجوء للملكة المتحدة، وبحسب صحيفة الغارديان.
وأمضى فهد صالح في الأردن ثلاث سنوات ونصف قبل أن يتقدم بطلب للحصول على اللجوء عبر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. قيل له إنه سيعاد توطينه في الولايات المتحدة، قبل أن يغيروا وجهته إلى المملكة المتحدة.
“موظفة الهجرة سخرت مني”
قال صالح إنه تعرض للاستهزاء في البداية عندما كان يفصح عن خططه المستقبلية في المملكة المتحدة، واللعب أو العمل في الأندية الإنجليزية الكبيرة كليفربول وتشيلسي ومانشستر يونايتد.
وأضاف صالح: “في إحدى المقابلات ذكرت أنني كنت حارس مرمى وأنني أرغب في العمل مع فريق.. لكن السيدة التي كانت تجري المقابلة معي ضحكت وقالت لي إنك تحلم”.
وتابع: “الآن أود حقاً أن أراها لأخبرها أنني أعمل مع فريق محترف يسمى مانسفيلد تاون وأنا فخور جداً بما أنا عليه الآن”.
وعند وصوله إلى مانسفيلد في عام 2015، لم يكن صالح قادرا على التحدث بكلمة واحدة من اللغة الإنجليزية، لكنه اليوم يتحدث بلغة جيدة جدا، والتحق أخيراً بدورة القيادة الجامعية وقضى عاماً في العمل بمدرسة ثانوية لدعم أطفال سوريين، وهو أيضاً عضو في الأكاديميات المعنية بأنشطة التطوع والقيادة.
ويجمع صالح بين دوره مدرب حارس مرمى أكاديمية في مانسفيلد والعمل مدرساً للتربية البدنية في مدرسة كريسنت الابتدائية في المدينة. بعد اكتشاف إعلان محلي، يشعر بالامتنان لمنحه فرصة من قبل مدير الأكاديمية، ريتشارد كوبر، ومدير نادي الدوري الثاني، نايجل كلوف، الذي سمح لصالح بالعمل جنباً إلى جنب مع طاقمه التدريبي لمدة شهرين في الموسم الماضي.
يقول صالح: “ذهبت إلى سانت جورج بارك. واو، هذا هو المكان الذي يتدرب فيه فريق إنجلترا. لقد كان حلماً وأصبح حقيقة”.
ويقول صالح: “لم أحضر إلى المملكة المتحدة للحصول على مزايا من الحكومة والجلوس على الأريكة. لقد جئت إلى المملكة المتحدة لأتعلم وأطوّر نفسي، وأحصل على وظيفة مناسبة، وأدعم عائلتي، وأدعم مجتمعي وأكون مثالاً جيداً أمام أطفالي.
منذ وصوله إلى إنجلترا لم ير فهد صالح والدته إلا عبر مكالمات فيديو، ولم يستطع حضور جنازة والده الذي توفي في عام 2017.
عذراً التعليقات مغلقة