دفعت شركة “ميتا” الكثير من نشطاء الثورة السورية، إلى النشر حول فقدان عدد من الأصدقاء والمتابعين على حساباتهم في تطبيق “فيسبوك”، معربين عن تفاجئهم بالإجراء الجديد.
وتراوحت منشوراتهم ما بين معتذرة بأنَّ الإلغاء خارج عن الإرادة، أو ساخرة من الإجراء، أو حزينة على فقدان أصدقاء يعزّون عليهم لا سيما الشهداء والمعتقلين لما لهم من ذكريات جميلة في مشوار الثورة، كما أعرب عن ذلك الصحفي أحمد أبا زيد، الذي فقد أكثر من 4000 متابع.
سبب إلغاء الحسابات
الآراء تعددت حول سبب إلغاء عدد كبير من متابعي صفحات فيسبوك وانستغرام، ويوضح فادي السعدي، مختص بحلّ مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي لشبكة “آرام”، أنَّ المشكلة تعود إلى الحسابات الوهمية التي تنشئها بعض الشركات التي تؤثر على عمل مختصّي البرامج، فهي تنشئ عدداً كبيراً من الحسابات الوهمية وتبيعها كمتابعين للصفحات التجارية.
وتُعطي الشركة أمراً بإضافة متابعة لتلك الصفحات أو الحسابات، فيزيد عدد المتابعين تلقائياً، وهذا الفعل، وفق السعدي، يُقلّل من التفاعل على الصفحة لأنَّ المنشور لا يصل سوى لـ 3% من متابعي الصفحة، مثلاً عدد المتابعين 100 ألف، الفيسبوك يختار 3000 فقط لرؤية المنشور وإن كانوا من الحسابات الوهمية ينعدم تفاعل.
ومن أضرار تلك الحسابات الوهمية، كما يقول السعدي، إنَّها تُعيق توثيق الإشارة الزرقاء التي من شروطها ألّا يكون هناك حسابات وهمية بعدد كبير، فهي تضر الصفحة بدلاً من نفعها، وبالتالي “فيسبوك” عندما يزيل الحسابات الوهمية وغير النشطة هو “شيء إيجابي”.
ويلفت إلى أنَّه لا يوجد آلية ولا مدة زمنية لإزالة الحساب الوهمي أو غير النشط، وغالباً أسباب الإزالة تكون بعدم تفاعل المستخدم أو وجود انتهاكات في صفحته أو خطأ من نظام فيسبوك يكون ربّما من إجراءات التفاعل أو الانتهاكات، وهي بمثابة ثغرة للفيس كي يزيل الحساب.
وينصح السعدي، مستخدمي “فيسبوك” بقوله: “كي تحافظ على حسابك يجب ألا تهمله وتقوم بإجراءات حمايته مثل توثيق رقم هاتف لإعطاء رمز أمان، وهناك تطبيقات تساعد بإعطاء رمز للأمان، وألا تترك فراغات في خيارات معلوماتك الشخصية (حول).. وتضع رقماً سرياً قوياً”.
تجارب شخصية
أعلن الكثير من النشطاء السوريين، عن خسارتهم للأصدقاء والمتابعين، ومن بينهم، الصحفي ميلاد شهابي، الذي أعرب عن تفاجئه من حذف أصدقاء بدون علم المستخدم، أو ورود تنبيه.
يقول لـ”آرام”: عندما رأيت صديقي يتحدث عن حذف 300 صديق من حسابه، تفقدت قائمة أصدقائي فاكتشفت حذف أكثر من ألفين صديق/ة حساباتهم فاعلة على فيسبوك خلال يومين، وعدد المتابعين انخفض من 11720 إلى 9505متابع، إضافة إلى إلغاء الفيس طلبات صداقة أرسلتها لبعض أصدقائي.
ويشير شهابي، إلى أنَّ المحزن هو أن يشمل الحذف أصدقاء استشهدوا أو اعتقلوا ولدينا ذكريات معهم، وهذه الثغرة بالفيسبوك لا نعلم إن تشمل سوريا أو عموم الشرق الأوسط، لكنّها تعتبر “انتهاك خصوصية مستمر دون أدنى مراعاة أو احترام للمستخدمين أو توضيح الأمر لهم”.
بدورها، الناشطة السورية، ليال كريم، تؤكد، لـ”آرام” أنَّ عدد أصدقائها الـ5000 يتناقص ليصل إلى 4800 صديق كما فقدت نحو ألف متابع من أصل 6000 متابع، موضحة أنَّها لا تعلم أسماء المحذوفين، لكنّها تجري حذفاً يدوياً بشكل دائم لحسابات مكررة أو أسماء وهمية، لذلك استغربت الإجراء.
كذلك، الصحفي محمد الخضير، أحد المتضررين من الأمر، يذكر لـ”آرام” أنَّه فقد 800 صديق من أصل 5000 صديق وألف متابع من أصل 7700 متابع خلال اليومين الماضيين، لافتاً إلى أنَّه لا يعرف السبب إن كان تقنياً، أو فعلاً يشمل الحسابات الوهمية أو المتكررة لشخص واحد.
بينما يُرجح الصحفي قحطان الشرقي، أنّ السبب تقني يتعلّق بخوارزمية تتحكم بالحسابات الوهمية والمغلقة، لكنَّه يؤكد لـ”آرام” أنَّ الإجراء بالنسبة إليه شمل أصدقاء فاعلين معه وليسوا وهمين أو غير نشطين، حيث فقد 150 صديقاً، وبالمقابل وصله 400 طلب صداقة جديد خلال يومين، متوقعاً أنَّ سياسة فيسبوك هذه قد تدفع المستخدمين للتفاعل.
أمَّا الإعلامي عمر البم، فيرى أنَّ الإجراء عبارة عن تصفية الحسابات المتوقفة وغير مستخدمة منذ سنوات وذلك عن تجربته الشخصية، قائلاً لـ”آرام”: “حذفت كلّ الحسابات غير النشطة أو المستخدم موقف حسابه، وعندما بدأ الأصدقاء بالتحدث عن نقص عدد الأصدقاء والمتابعين، تفقدت حسابي ولم ينقص منه أحد”.
فيما لاحظ الإعلامي يوسف بدوي، أن الإجراء شمل بعض الصفحات الإخبارية التي يتابعها باستمرار، حيث انخفض عدد متابعيها بشكل ملحوظ وفجائي، ومنها مجلتي “عين المدينة” و”فوكس حلب”، كل صفحة نقصت ألف متابع. حسب قوله لـ”آرام”.
في حين كتب خالد أبو أمين على صفحته في فيسبوك: “تواصلت اليوم مع إدارة فيسبوك لأستفسر منهم عن ظاهرة حذف العديد من الأصدقاء في هذين اليومين، فأخبروني أنهم أنشأوا خوارزمية لمعرفة الصفحات المزيفة من خلال علاقة جنس صاحب الصفحة بتفاعلاته مع الصفحات الأخرى، فكلّ صفحة يعرف صاحبها أنه ذكر ولا يتفاعل إلا مع صفحات النساء تكون مشبوهة وتقوم الخوارزمية بحذفها، وأخبروني أن 97.8 بالمئة من هذه الصفحات لصفحات ناطقين باللغة العربية”.
فيما يعتقد الصحفي صخر إدريس، أنَّ الإجراء يشمل الحسابات التي كانت تصطاد الصحفيين والناشطين والضباط.. الخ، ومعظمها استخدمتها أنظمة الأمن في نظام الأسد بالإضافة إلى التنظيمات المتطرفة.
أمّا مدير منصة مناصحة، محمد نور حمدان، فاقنص الفرصة للحديث عن عدم أهمية تأثير منصة فيسبوك على الحياة العملية لكلّ شخص أو تأثيره هو على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر الإجراء “فرصة لاستقبال صداقات جديدة وتنشيط الحساب”.
Sorry Comments are closed