انتهت الأحد مدة سريان الهدنة التي استمرت ستة أشهر في اليمن وجرى التوصل إليها بوساطة قامت بها الأمم المتحدة بين الحوثيين المدعومين من إيران والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، دون ظهور أي إشارة بشأن تمديدها على الرغم من جهود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ لتمديدها.
وكان الرئيس اليمني رشاد العليمي، اجتمع بمبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، وذلك قبيل ساعات على موعد انقضاء سريان الهدنة الإنسانية المهددة بالانهيار، غداة إعلان ميليشيا الحوثي ضمنياً رفض مقترح أممي لتوسيعها وتمديدها.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إن الرئيس العليمي جدد التزام حكومته بنهج السلام العادل والمستدام على أساس المرجعيات المتفق عليها وطنيا، وإقليميا، ودوليا وخصوصا القرار 2216.
وأشار العليمي إلى دلالة موقف الحوثيين المعادي لجهود السلام والمساعي الحسنة لوقف نزيف الدم، مقابل المبادرات التي سهلت لها الحكومة الشرعية للتخفيف من المعاناة الإنسانية في كافة أنحاء البلاد.
وكانت مليشيا الحوثي أعلنت مساء السبت أن تفاهمات الهدنة التي تنتهي الأحد وصلت إلى “طريق مسدود”، وحملت المليشيا في بيان ما أسمتها “دول العدوان” مسؤولية الوصول بالتفاهمات لطريق مسدود.
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
لكن منذ الثاني من نيسان/أبريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف القتال واتخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف النار، ولم يطبق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين لمدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
وقد عبّر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق على تمديد الهدنة بعد انتهاء سريانها اليوم الأحد.
ودعا غروندبرغ في بيان الأطراف اليمنية إلى “الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف”.
وعبّر المبعوث الأممي عن امتنانه لما وصفه بالانخراط “البناء” من كلا الجانبين على مستوى القيادة خلال الأسابيع الماضية، مثمنا موقف الحكومة اليمنية للتعاطي مع مقترحه “بشكل إيجابي”.
كما أكد أنه سيستمر في العمل مع كلي الجانبين سعيا لإيجاد حلول، وسيواصل جهوده الحثيثة للانخراط مع الأطراف بغية التوصل على وجه السرعة إلى اتفاق بشأن كيفية المضي قدما.
من جانبه، أعرب السفير الأمريكي في اليمن ستيفن فاجن في بيان مساء السبت عن قلقه من “عدم إحراز تقدم في تأمين تمديد الهدنة”، داعيا الأطراف “إلى عدم تبديد تقدم الأشهر الستة الماضية وإعطاء الأولوية للشعب اليمني بقبول الهدنة وتوسيعها”.
Sorry Comments are closed