حذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون من انهيار الوضع في سوريا مجدداً إذا لم تعُد “العملية السياسية إلى مسارها الصحيح مرة جديدة”، وأعترف بفشل اللجنة الدستورية، معتبرا أنها لم تحقق الأهداف المتوقعة منها.
وقال بيدرسون إن “وظيفتي هي تذكير المجتمع الدولي بأن سوريا في أزمة مستمرة”، مشيراً إلى أن الأزمة السورية هي “أولاً وقبل كل شيء أزمة ذات أبعاد ملحمية للشعب السوري، وللبلدان المجاورة التي تضم أعداداً كبيرة من اللاجئين”.
وقال بيدرسون إنه أراد خلال الاجتماع الذي جمعه بوزراء خارجية الدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن يبلغهم باستمراره في عمل اللجنة الدستورية على الرغم من كونها لم تحقق الأهداف المتوقعة منها، واصفاً الجولات الأخيرة ب”المخيبة للآمال”، حسبما ذكر موقع “المونيتور” الأميركي.
وأضاف بيدرسون أن اللجنة الدستورية تواجه تحدياً يتمثل برفض النظام وروسيا القدوم إلى جنيف، لافتاً إلى أنه أوضح لوزراء الدول الثلاث أن “التحدي الرئيس ليس بالمكان، وإنما بعدم إحراز تقدم جوهري في تعاملنا مع اللجنة المؤسسية”.
ولم يخفِ المبعوث الأممي وجود “رؤية مختلفة من ثلاثي أستانة حول ما هو ممكن في وقت يهدد الأتراك بعمل عسكري إذا شعروا أن أمنهم لم يتحقق بالتزامن مع إمكانية تواصلهم مع حكومة دمشق”، موضحاً أن ما سمعه من الوزراء الثلاثة “كان دعماً لعملي”، و”ما طُلب مني أن أذكره هو ما أفعله ومحاولة التحضير لذلك، وهو ما أسميه نهج خطوة مقابل خطوة”.
وأوضح بيدرسن أن 9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر، ولدينا أكثر من 14 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مضيفاً أن “الحقيقة المحزنة هي أن نصف السكان تركوا منازلهم، ولدينا خمسة جيوش تعمل داخل المنطقة نفسها، والدولة مقسمة على أربع مناطق مختلفة على الأقل، بما فيها مرتفعات الجولان، وليس هناك ما يشير على أي من هذه الجبهات إلى أننا سنرى تحسناً، سوى تجميد الخطوط الأمامية منذ 20 آذار الماضي”.
وتابع: “هناك العديد من الأشياء على المحك، لكن الوضع في سوريا لا يزال خطيراً جداً، وليس لدي اجتماع مع الأطراف الأوروبية، وهذا على ما أعتقد تعبير مثير للاهتمام عن عدم وجود تركيز على سوريا”.
وطالب بيدرسون بتحرك فوري نحو “وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وإعادة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح”، محذراً من “تهديد حقيقي للسوريين والمنطقة، وللسلم والأمن الدوليين، خصوصاً على خلفية ما يحدث في أوكرانيا والقضايا الأخرى”.
وفيما يتعلق بالتقدم في قضية المعتقلين والمحتجزين والمفقودين السورين، قال بيدرسون إن قضية المعتقلين “تؤثر على كل أسرة تقريباً، في مناطق سيطرة النظام السوري ومناطق سيطرة المعارضة”، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك الكثير من التطور في مرسوم العفو الذي أصدره رئيس النظام، بشار الأسد، في نيسان الماضي، لكن ستكون هذه القضية إحدى القضايا التي سيناقشها مع وزير خارجية النظام فيصل المقداد اليوم السبت”.
وأوضح بيدرسون أن “وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني ليس شرطاً مسبقاً للمضي قدماً في مبادرة “خطوة مقابل خطوة”، لكنه “محاولة لخلق تفاهم بين الجهات الفاعلة الرئيسية، وإمكانية المضي قدماً من دون تهديد المصلحة الأساسية لأي من الأطراف”.
Sorry Comments are closed