اقتحم مودعون لبنانيون اليوم الجمعة عدة مصارف في مواقع مختلفة في محاولات لاسترداد جزء من ودائعهم، وفق ما أفاد مصدر أمني ومراسلو فرانس برس. وبعد أن سجلت حادثة اقتحام صباح الجمعة لمصرف في مدينة صيدا في جنوب لبنان، أبلغ عن أربعة حوادث مماثلة في مناطق متفرقة من بيروت وجنوب لبنان.
واعتقلت الشرطة اللبنانية مودعاً اقتحم فرع أحد المصارف في قضاء صيدا بجنوب البلاد، حيث احتجز رهائن، للمطالبة باستعادة أمواله. وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام: “كان المودع يرافق شخصا آخر، وعمد إلى تهديد الموظفين بسلاح حربي وسكب مادة البنزين وهدد بحرق الفرع حال لم يتم اعطاؤه وديعته”. ولفتت الوكالة إلى أن حالة فوضى سادت في المصرف لبعض الوقت، قبل أن يسلم الشخص المسلح نفسه إلى القوى الأمنية.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدر أمني إن رجلا يحمل مسدسا تبين بعد ذلك أنه لعبة اعتُقل بعد أن اقتحم مصرفا اليوم لاستعادة مدخراته المجمدة في النظام المصرفي، في ثالث حادث على الأقل من هذا النوع يقع هذا الأسبوع.
وأوضح المصدر أن الرجل تمكن من استرداد جزء من أمواله من بنك بيبلوس في مدينة الغازية بجنوب البلاد قبل اعتقاله، مضيفا أن السلاح الذي كان بحوزته يُعتقد أنه لعبة. ولم يتسن الوصول إلى المسؤولين في بنك بيبلوس للتعليق.
وفي واقعة أخرى قال بنك لبنان والمهجر (بلوم) في بيان إلى رويترز اليوم إن مسلحا دخل فرع البنك في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، مضيفا أن الوضع تحت السيطرة. وجاء في بيان البنك أن الرجل يحتجز الموظفين للمطالبة بوديعته. وذكر البنك أن قوات الأمن موجودة في المكان وتتفاوض مع الرجل لحثه على مغادرة البنك.
وجاءت حوادث اليوم في أعقاب واقعتين أخريين في العاصمة بيروت وفي بلدة عاليه يوم الأربعاء تمكن خلالهما المودعون من استرداد جزء من أموالهم بالقوة باستخدام مسدسات لعبة كان يعتقد خطأ أنها أسلحة حقيقية.
فقد اقتحمت المودعة سالي حافظ أحد فروع بنك لبنان والمهجر في بيروت، مشهرة سلاحاً تبين لاحقاً أنه مصنوع من البلاستيك، من أجل الحصول على جزء من وديعتها.
تلا ذلك بساعات محاولة أحد المودعين في مدينة عاليه، أخذ وديعة له في أحد الصارف بالقوة.
واعتُقل رجل الشهر الماضي بعد أن اقتحم بنكا في بيروت لسحب أموال من أجل علاج والده المريض، لكن أخلي سبيله بدون توجيه اتهام له بعد أن أسقط البنك دعواه القضائية ضده.
وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين بالحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين تعليمات إداراتهم.
ومنعت البنوك اللبنانية معظم المودعين من الحصول على مدخراتهم منذ أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية قبل ثلاث سنوات، ليصبح الكثير من السكان غير قادرين على دفع تكاليف الاحتياجات الأساسية.
ولم يتم تقنين وضع ضوابط على رؤوس الأموال، لكن المحاكم كانت بطيئة في إصدار أحكام لصالح المودعين الذين يحاولون الحصول على مدخراتهم عن طريق رفع دعاوى قضائية ضد البنوك، مما دفع البعض للبحث عن طرق بديلة للحصول على أموالهم.
وحثت جمعية مصارف لبنان السلطات أمس الخميس على محاسبة المتورطين في “هجمات لفظية وجسدية” على البنوك وقالت إن البنوك نفسها لن تتساهل. ونقلت وكالة رويترز عن مصرفيين أن البنوك اللبنانية ستغلق أبوابها لثلاثة أيام الأسبوع المقبل بسبب مخاوف أمنية وسط زيادة في هجمات المودعين.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، الجمعة، في مؤتمر صحفي عقب ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن المركزي، إن القوى الأمنية ستبدأ باتخاذ إجراءات مشددة لحفظ الأمن بالبلاد، على خلفية أزمة اقتحام البنوك.
وأضاف مولوي: “القوى الأمنية بالتنسيق مع الجيش ستتخذ إجراءات أمنية مشددة بهدف الحفاظ على الأمن والنظام في البلاد”، لافتا أن “الهدف من الاجتماع هو حماية كافة المودعين وليس المصارف”.
عذراً التعليقات مغلقة