ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث يتعهد بخدمة شعبه مدى الحياة

الملك تشارلز في أول خطاب للأمة يتعهد بالتمسك بالمبادئ الدستورية الراسخة

فريق التحرير9 سبتمبر 2022آخر تحديث :
الملك تشارلز الثالث، في أول خطاب يوجهه للأمة – BBC

تعهد الملك تشارلز ملك بريطانيا بخدمة شعب المملكة المتحدة والمناطق والأقاليم الأخرى مدى الحياة في خطاب رسمي للأمة بعد يوم واحد من وفاة والدته الملكة إليزابيث عن عمر يناهز 96 عاما.

وقال الملك “مثلما كانت تفعل الملكة نفسها، بمثل هذا التفاني الذي لا يتزعزع، أنا أيضا أتعهد الآن رسميا، على مدى ما بقي من العمر الذي قدره الله لي، بالتمسك بالمبادئ الدستورية الراسخة في أمتنا”.

وأضاف “أينما كنت تعيش في المملكة المتحدة، أو في المناطق التابعة والأقاليم في جميع أنحاء العالم، ومهما كانت خلفيتك أو معتقداتك، سأسعى لخدمتك بإخلاص واحترام ومحبة، كما فعلت طيلة حياتي”.

وعبر الملك تشارلز عاهل بريطانيا الجديد عن حبه للأمير هاري وزوجته ميغان، وهما ابنه وزوجة ابنه، خلال أول كلمة يلقيها وهو ملك اليوم الجمعة، في إشارة ذات مغزى للزوجين اللذين تربطهما علاقة متوترة ببقية العائلة. وقال تشارلز في كلمة بثها التلفزيون “أود أيضا التعبير عن حبي لهاري وميغان مع استمرارهما في حياتهما خارج البلاد”.

كما منح العاهل البريطاني ابنه الأكبر وليام وزوجته كيت لقب أمير وأميرة ويلز. وقال تشارلز في خطابه “مع وجود كاثرين (كيت) إلى جانبه، سيواصل أمير وأميرة ويلز الجديدان، حسب علمي، الإلهام والقيادة لحواراتنا الوطنية”.

وأصبح تشارلز، الذي نال لقب أمير ويلز عام 1958، ملكا بصورة تلقائية بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الخميس.

كان تشارلز قد هرع ليكون بجانب الملكة قبيل وفاتها في مقر إقامتها الإسكتلندي أمس الخميس، وعاد إلى لندن مع زوجته كاميلا، قبل أن يلتقي رئيسة الوزراء ويلقي بيانا تلفزيونيا حوالي الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش. وصافح العاهل البريطاني الجديد أفرادا من العامة خارج قصر بكنغهام الجمعة، بعدما نزل من سيارته.

وأظهرت لقطات تلفزيونية تشارلز وزوجته كاميلا ينزلان من السيارة الملكية وسط هتافات من حشد تجمع خارج القصر. ثم شرع الملك في مصافحة العشرات وإلقاء نظرة على الزهور التي ودعها الناس أمام القصر تكريما لوالدته لمدة عشر دقائق على الأقل. وغنى العديد من أفراد الجمهور “حفظ الله الملك” وقال أحدهم “نحبك يا تشارلز!”

وتدفقت رسائل التعازي من شتى أنحاء العالم بعد وفاة الملكة إليزابيث، صاحبة أطول فترة على عرش بريطانيا والتي تمتعت بحضور بارز على الساحة العالمية لسبعة عقود. واستأنف البريطانيون، الذين استيقظوا للمرة الأولى على صباح بدون المرأة التي وصفها حفيدها هاري ذات يوم بأنها “جدة البلاد”، التجمع أمام قصر بكنغهام وقلعة وندسور لوضع الزهور والتقاط الصور في المكان.

وعرضت اللوحات الإعلانية في أنحاء المدينة رسائل العزاء. ونشرت الصحف على صفحاتها الأولى صور الملكة.

وأعلن قصر بكنغهام عن فترة حداد لأفراد العائلة المالكة لمدة أسبوع بعد الجنازة التي لم يحدد موعدها ولكن يتوقع إقامتها في غضون عشرة أيام.

حداد وطني

أعلنت الحكومة البريطانية عن فترة حداد وطني تستمر حتى إقامة الجنازة الرسمية. كما تم فتح كتاب للعزاء على الإنترنت. وتوافد الناس على قلعة بالمورال في اسكتلندا، حيث توفيت الملكة أمس وتجمع أفراد العائلة المالكة، لتقديم العزاء. وقالت كاي ماكلمينت (55 عاما)، التي جاءت مع صديقة لوضع الزهور عند القلعة “كانت رائعة. كانت مثل جدة للجميع. لقد نجحت دائما في اجتذاب القلوب بكلماتها”.

كما تجمع الآلاف في قصر بكنغهام، مقر إقامة الملكة في وسط لندن، لوضع الزهور خارج السور الحديدي الأسود الشهير. وقال عامل السكة الحديدية ليام فيتزجون (27 عاما) “جئت بابنتي الصغيرة إلى هنا، لأنه على الرغم من أنها لن تتذكر ذلك، يمكننا أن نقول لها إنها جاءت هنا في وقت تاريخي … لقد كانت الملكة الوحيدة التي عرفناها. لن نرى ملكة مثلها مجددا”.

وقالت الحكومة إنها تتوقع حشودا كبيرة عند القصور الملكية. وذكرت في بيان “نتوقع ازدحاما وتأخرا كبيرا في بعض وسائل النقل العام”.

وكانت الملكة إليزابيث رأس الدولة في المملكة المتحدة و14 دولة ومنطقة أخرى من بينها أستراليا وكندا وجامايكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة.

وقال تشارلز (73 عاما)، الذي ورث تلقائيا العرش، إن الوفاة كانت لحظة حزن كبير له ولعائلته. وأضاف “نشعر بحزن شديد لوفاة ملكة عزيزة وأم حبيبة. أعلم أن غيابها سيكون له وقع شديد في جميع أنحاء البلاد، والمناطق والكومنولث، وعلى عدد هائل من البشر في جميع أنحاء العالم”. ومن المتوقع أن يلتقي الملك تشارلز رئيسة الوزراء ليز تراس اليوم الجمعة قبل أن يلقي خطابا للأمة في وقت لاحق.

وسوف تطلق أعيرة المدفعية نحو 96 تكريما للملكة الراحلة في متنزه هايد بارك وعند برج لندن، كما تدق أجراس كنيسة وستمنستر وكنيسة القديس بولس. وفي قلعة وندسور، سوف يدق جرس سيباستوبول الذي تم الاستيلاء عليه خلال حرب القرم في القرن التاسع عشر والذي لا يقرع إلا لإعلان وفاة الملك.

ويشهد البرلمان جلسة خاصة للنواب لتكريم الملكة ومن المقرر أن يجتمع غدا السبت أيضا، وهو أمر نادر، للموافقة على رسالة تعزية للملك.

وبعد خسارة رمز الثبات والصمود، تبدأ بريطانيا عهدا جديدا بقيادة ملك جديد ورئيسة وزراء جديدة وسط أزمة اقتصادية خطيرة وبعد سنوات من الانقسام السياسي.

وتتوقف خلال فترة الحداد إضرابات عمالية بدأت منذ فترة نتيجة زيادة التضخم. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنها ألغت حفلات برومز الموسيقية تكريما للملكة، والتي كان من المقرر أن تختتم يوم السبت.

وتبدأ فترة حداد وطني في المملكة المتحدة حتى تشييع الملكة. كما أعلن قصر بكنغهام فترة حداد “ملكي” لسبعة أيام تبدأ يوم تشييع الملكة الذي لم يحدد بعد. و”الحداد الملكي” المختلف عن الحداد الوطني الذي يبدأ الجمعة، يلتزم به أفراد العائلة الملكية وموظفو النظام الملكي وكذلك الحرس المشاركون في المراسم.

ومع بدء الحداد الوطني، ألغيت الفعاليات الرياضية والثقافية بينما قررت المتاجر الكبرى إبقاء أبوابها مغلقة وعلق عمال السكك الحديدية والبريد إضراباتهم المخطط لها في مواجهة أزمة غلاء المعيشة.

ونشرت صور إليزابيث الثانية مبتسمة وفي جميع مراحل حياتها على الصفحات الأولى للصحف البريطانية الجمعة ما يدل على الفراغ الذي خلفه رحيلها بعد حكم دام سبعين عاما وسبعة أشهر.

وكتبت صحيفة “ديلي تلغراف” على صفحتها الأولى “الحزن هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحب”، كما قالت إليزابيث الثانية للشعب الأمريكي بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في نيويورك.

أما صحيفة “ذي صن” فقد عنونت “تصبحين على خير يا سيدتي” بينما كتبت صحيفة ديلي ميل من جهتها “قلوبنا محطمة”. ونشرت صحف أخرى صورة للملكة عند تتويجها مختومة بتاريخي “1926-2022”.

المصدر وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل