خطة لبنان لإعادة السوريين.. مخاوف ومناشدات أممية بأن تكون “العودة طوعية”

فريق التحرير20 أغسطس 2022آخر تحديث :
لبنان – مخيم عرسال للاجئين السوريين – عدسة سلام مصري

أعلنت السلطات اللبنانية عن خطتها الرامية لإعادة 15 ألف لاجئ سوري شهريا إلى بلدهم، رغم تكرار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مناشداتهما بأن تكون العودة على أساس طوعي دون المساس بكرامة اللاجئين أو تعريضهم لخطر الاعتقالات التعسفية من قبل نظام الأسد.

يوشك لبنان وسوريا على إطلاق خطة مثيرة للجدل، لإعادة مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا منذ أكثر من 11 عاما، في الوقت الذي تستمر فيه محاولات الفرار من سوريا إلى لبنان، ومنها إلى السواحل الأوروبية، لا سيما جزيرة قبرص اليونانية.

وبعد ساعات قليلة من إعلان وزير الإدارة المحلية في نظام الأسد حسين مخلوف، ووزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين في دمشق عن الخطة، قُتِل جندي لبناني في مواجهة مع المهربين في الجزء الشمالي الشرقي من لبنان على الحدود مع سوريا.

لبنانيون وسوريون وفلسطينيون يحاولون الهجرة عبر السواحل اللبنانية

وازداد عدد المغادرين من سواحل البحر المتوسط في لبنان خلال الأشهر الماضية، يتحدرون بشكل رئيسي من فلسطين وسوريا، إضافة إلى مغادرة أعداد كبيرة من لبنان، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد على مدى السنوات الثلاث الماضية. ووفقا للأمم المتحدة يعيش 80% من سكان لبنان في حالة فقر.

بينما تعاني سوريا، بعد أكثر من عقد من الحرب التي أودت بحياة مليون ونصف المليون شخص حتى الآن، من آثار الأزمة الحالية في الشرق الأوسط.

وأعلنت السلطات في بيروت ودمشق، أنها مستعدة لإطلاق خطة العودة من أجل تغيير هذا الاتجاه، بحيث سيتم إعادة 15 ألف لاجئ سوري شهريا من لبنان إلى سوريا.

وقدمت الحكومة اللبنانية، هذه الأرقام على لسان وزير المهجرين شرف الدين، بينما اقتصرت تصريحات نظام الأسد على القول إن “أبوابنا مفتوحة لمن يرغب من السوريين في العودة إلى بلادهم”، وإن “الدولة السورية مستعدة لتقديم كل ما يحتاجون إليه، بما في ذلك ترتيبات المعيشة المؤقتة”.

وقال الوزير اللبناني “مرفوض كلياً ألّا يعود النازحون الى بلادهم بعدما باتت آمنة، والدولة السورية تمد يدها للتعاون في هذا الملف”.

السوريون العائدون يواجهون خطر الاعتقال

وأجبر حوالي نصف سكان سوريا (البالغ عددهم نحو 20 مليون نسمة) على مغادرة منازلهم منذ العام 2011، حيث نزحوا داخل سوريا أو إلى الدول الجوار، لا سيما لبنان والأردن وتركيا، فيما تمكن البعض من اللجوء إلى أوروبا.

ومن بين هؤلاء، فر أكثر من مليون شخص إلى لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 4 ملايين نسمة، ويعيشون ظروفا معيشية سيئة للغاية في بلد يوشك على الانهيار.

ويواجه عشرات الآلاف من الرجال خطر الاعتقال والسجن إذا ما عادوا إلى سوريا، بحسب تقارير المنظمات الدولية.

وبالنسبة لأغلب الشباب العائدين، فإن أول ما سيكون بانتظارهم هو الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية في بلد تبدو فيه الحرب بلا نهاية، بينما يقول سوريون آخرون، إنهم لا يريدون العودة، لأنه لا يوجد أمل بمستقبل كريم في بلدهم.

وفي هذا السياق كررت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مناشداتهما، إعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، فقط على أساس طوعي دون المساس بكرامتهم، أو تعريضهم لخطر الاعتقالات والانتهاكات من قبل أجهزة الحكومة الأمنية أو العسكرية.

المصدر مهاجر نيوز
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل