عائشة صبري
تشهد محافظة السويداء أحداثاً ساخنة، تنذر بتغيير ميزان القوى بعد أن عاثت ميليشيا محلية تابعة لنظام الأسد، فساداً في المنطقة بهدف الهيمنة عليها وجعلها بيد إيران.
ويعتبر حقوقيون في السويداء أنَّ المشهد اليوم هو انتصار لغضب الأهالي من تغوّل تلك العصابات الأمنيّة على كرامات الناس.
ويقول أحدهم (فضّل عدم ذكر اسمه) لشبكة “آرام”: إنَّ السيطرة على مقرات “راجي فلحوط” ضربة قوية وفضيحة مدويّة وانتصار على أقوى ميليشيا لمخابرات النظام وإيران في السويداء، فضلاً عن فضح ما تحويه من مخدرات ووثائق أمنية وأسلحة ومتفجرات.
الصحفي نورس عزيز ابن مدينة السويداء يوضح لشبكة “آرام”، أنَّ عمل ما يسمّى “حركة قوى الفجر” التي يقودها “راجي فلحوط” (37 عاماً)، ازدادت قوّتها بعد دعمها من الأمن العسكري والاعتراف بها كجهة أمنية تنفذ قانون الأمن خلال الأشهر الماضية، وتمركزت في مقر على طريق دمشق- السويداء ورفعت لافتة باسمها مع صورة بشار الأسد.
ويضيف: تم تكليف فلحوط بملاحقة أي معارض للنظام مهما كان انتماءه، فيما تم تزويد قواته بأسلحة نوعية ما جعلها تأخذ قوة خارقة بمثابة ضابطة عدلية تعتقل المطلوب لديها وتحاسبه وتسلمه لدمشق، وسارت الأمور حتى احتجزت شاباً من عائلة الطويل من مدينة شهبا ووجهت إليه اتهامات نفاها ذووه، وعندما ذهب إليهم أحد أقربائه أيضاً احتجزته لديها، بعدها وقعت حالات خطف لأبناء من شهبا بينهم طلاب جامعة لمجرد هويتهم الشخصية وذلك عبر مرورهم من حواجز تتبع لـ”فلحوط”.
ويتابع عزيز قوله: هذه الانتهاكات من قبل ميليشيا فلحوط دفعت أهالي شهبا في 23 الشهر الجاري إلى قطع طريق دمشق – السويداء مع ذهاب وسطاء للتفاوض مع فلحوط، إلا أنَّه رفض التفاوض وأصر على الاستمرار في نهجه بالخطف، ما استدعى “رجال الكرامة” إلى محاصرة مقرّاته أمس الثلاثاء.
وأردف: سيطر “رجال الكرامة” على مقر “السليم” وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ستة عناصر وأسر ستة آخرين من ميليشيا فلحوط، بعد السيطرة على المقر وإحراقه، فيما قتل أربعة من أبناء شهبا، ثم سيطروا على المقر الثاني وهو بناء من خمسة طوابق بعد اقتحامه صباح الأربعاء، بينما لم يُعرف مصير “راجي فلحوط” حيث قيل هو في أحد مضافات “رجال الكرامة”، وقيل هرب إلى دمشق.
ضبط مصنع لحبوب الكبتاغون
بعد سيطرتها على مقرّ “فلحوط” المدعوم من شعبة المخابرات العسكرية ضبت “حركة رجال الكرامة” آلات ومكابس لتصنيع حبوب “الكبتاغون”، في بلدة عتيل شمال السويداء.
ويقول الصحفي عزيز: إنَّ راجي كان يشغل عاملاً في قطر وعندما عاد إلى سوريا عمل بتجارة المخدرات والخطف، وتنقل بين عدة فصائل موالية للنظام بين 2016 حتى 2018، حيث أسس فصيلاً خاصاً، أطلق عليه اسم “قوات عتيل الكرامة”، وانتهج سلوكاً مليئاً بالعنف والانتهاكات، ثم أسس فصيل “حركة قوات الفجر” في العام 2022.
وبات يمثل يد “الأمن العسكري” في السويداء، وفتح باب التجنيد بدعم من شعبة المخابرات العسكرية، التي كانت تظن أنها ستفرضه على أهالي المحافظة. كما وتم تزويده بمعمل صغير لصناعة حبوب “الكبتاغون”، لذلك يعدّ موضوع القضاء على هذه الميليشيا بمثابة “قطع يد إيران في السويداء”. حسب عزيز.
ويضيف، أنَّ الفكرة كانت بالسيطرة على السويداء لجعلها كـ “خط تهريب للمخدرات” إلى الأردن ولبسط النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، حيث كان تواصل ميليشيا فلحوط مباشراً مع رجال الدين الشيعة الذين يأتون كـ حجاج إلى منطقة السيدة زينب في دمشق، مشيراً إلى شراء إيران منذ العام 2017 أراضٍ من خلال وكلاء محليين في السويداء وخاصة شرائها مقاسم بمنطقة أم الزيتون إحدى القرى التابعة لشهبا.
فيما أشارت شبكة “السويداء 24” في أيار/مايو الماضي إلى أنَّ مجموعة تابعة لحزب الله، أفرادها من منطقة بعلبك اللبنانية، ترددوا إلى مقر إحدى الجماعات المحلية المسلحة المدعومة من شعبة المخابرات العسكرية في السويداء، للإشراف على إنشاء مصنع صغير لإنتاج حبوب الكبتاغون، شمال السويداء، وشوهد عناصر الحزب أكثر من مرة في المنطقة، برفقة تلك المجموعة.
وأكدت أنَّ مجموعة الحزب، عملت على نقل “المكبس”، وهي الآلة المخصصة لإنتاج الكبتاغون، من ريف حمص إلى السويداء، وأشرفت على إعداد المصنع وانطلاقته، وذلك مقابل مبلغ يتراوح بين 75-100 ألف دولار أمريكي.
وأمس الثلاثاء، قالت “حركة رجال الكرامة” في بيان: بعد الانتهاكات التي قامت بها عصابة المدعو راجي فلحوط بحق أبناء المحافظة، تم البدء بتطويق المقر الذي يتحصن بها أفراد العصابة من قبل الحركة بمؤازرة جميع شرفاء المحافظة.
وأعلنت الحركة إسقاط طائرة مسيرة كانت تستخدم من قبل أفراد ميليشيات “الإرهابي راجي فلحوط”. كما أعلنت الفصائل المحلية في محافظة السويداء النفير العام، بهدف التصدي لعصابة الفلحوط.
في حين، ذكرت شبكة “مراسلي ريف دمشق” هذه الليلة، أنَّ مدينة جرمانا بريف دمشق تستقبل الفارين من عناصر “راجي فلحوط” في بيوتها بعد هروبهم من قبل “حركة رجال الكرامة” في السويداء.
وفي الخامس من حزيران/يونيو الماضي، نصبت مجموعة من ميليشيا “قوى الفجر” المحلية حاجزاً مؤقتاً على أوتوستراد السويداء – دمشق، واحتجزت قائد الشرطة في السويداء، ورئيس فرع الأمن الجنائي، مع مرافقيهما.
وفي نهاية أيار/مايو الفائت، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة آخرون، نتيجة اشتباكات في حي المقوس بمدينة السويداء، بعد اقتحام ميليشيا راجي فلحوط، مسبحاً في الحي، واختطاف عدة أشخاص كانوا داخله، بذريعة أنهم مطلوبون للأجهزة الأمنية.
والجدير بالذكر أنَّ محافظة السويداء تشهد بين الحين والآخر احتجاجات شعبية أو اشتباكات مسلحة، وفي 20 تموز/يوليو 2021 شهدت مدينة شهبا شمال السويداء انتفاضة شعبية ضد العصابات المرتبطة بنظام الأسد، بعد سقوط خمسة قتلى ووقوع أضرار مادية.
https://www.facebook.com/Suwayda24/videos/1045932119257784
Sorry Comments are closed