اسطنبول – حرية برس:
حذر المجلس الإسلامي السوري حركة المقاومة الإسلامية حماس من عزم الحركة إعادة علاقاتها مع نظام الأسد، سيضعها “في حالة مفاصلة واضحة مع الأمة وستعزل نفسها عن مشروع قادة الحركة المخلصين الأوائل لتنتقل إلى صف الولي الفقيه والميليشيات والعصابات الطائفية بمواجهة شعوب المنطقة وأبنائها الأحرار والتاريخ والمبادئ والقيم”.
وأكد بيان المجلس الذي نشر اليوم السبت 23 تموز 2022، أن التّصريحات والأخبار المتتالية تُبيّن “عزم حركة حماس إعادة علاقتها مع العصابة المجرمة الحاكمة في سوريا، وإن المجلس الإسلامي السوري قد بذل جهده مع علماء العالم الإسلامي لثني الحركة عن المضي في هذا القرار الخطير، ولكن الحركة مع الأسف لم تبد استجابة ولا رداً، تمييعاً للموضوع، بل حاولت صرف الأنظار عن حقيقة مناصحتهم وتحذيرهم بتسريب مخل لصورة تظهر العلماء الذين ذهبوا محذرين للحركة بمظهر المباركين بحدث هامشي تم إقحامه آخر اللقاء”.
وحذّر المجلس حماس من المضي في “القرار الخطير”، مشدداً على أن نظام الأسد “عدو لقضايا الأمة جميعاً ولهمومها ومشاريع تحررها من المغتصبين، فهو عدو لفلسطين وشعبها كعداوته لسوريا وشعبها، يشهد على ذلك مئات المجازر من تل الزعتر إلى التضامن ومجازر حي اليرموك، وآلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين لا يزالون يقبعون في أبشع المسالخ البشرية”.
ودعا المجلس في ختام بيانه، حركة حماس إلى “التراجع العلني عن هذا القرار، والمحافظة على سيرة الشهداء السابقين الذين قدمتهم الحركة ممن جعلوا شعوب الأمة تقف معهم أولئك الذين لم يفرّطوا ولم يركنوا إلى الظلمة الطائفيين”، وحذر المجلس الحركة من أن عدم تراجعها عن القرار سيضعها “في حالة مفاصلة واضحة مع الأمة وستعزل نفسها عن مشروع قادة الحركة المخلصين الأوائل لتنتقل إلى صفّ الولي الفقيه والميليشيات والعصابات الطائفية بمواجهة شعوب المنطقة وأبنائها الأحرار والتاريخ والمبادئ والقيم”.
كان ووفد من العلماء المسلمين التقى مطلع شهر تموز الحالي في اسطنبول قيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وطالبها بمراجعة قرارها باستعادة العلاقة مع نظام الأسد نظراً لما في هذا القرار من مفاسد عظيمة، وأكد بيان لوفد العلماء في 8 تموز، أن قرار حركة حماس ينطوي على مفاسد عظيمة ولا يتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية.
وكشف البيان الذي صدر يوم السبت 9 تموز، عن 8 علماء التقوا بقيادة المكتب السياسي لحركة حماس أن الوفد استمع من قيادة الحركة لحيثيات قرارها الخاص باستعادة العلاقة مع نظام الأسد، ومسوغاته من وجهة نظرهم، وطالبهم بأن تقوم الحركة بمراجعته وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء.
وكان القيادي في “حماس” خليل الحية أكد في 28 يونيو/ حزيران الماضي في حوار لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن مؤسسات الحركة أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع نظام الأسد، دون تفاصيل إضافية.
وأثار نشر صورة تجمع الشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري، بإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، في 4 من تموز الجاري، ردود فعل غاضبة بين الناشطين السوريين، معتبرين أن الرفاعي بلقائه مع قيادي “حماس”، “يدوس على كرامة السوريين”، مطالبين بإقالته، وهو ما استدعى نشر “المجلس الإسلامي” توضيحًا في 5 من تموز عبر تسجيل فيديو مصوّر، في قناته الرسمية عبر “يوتيوب”، قال فيه المتحدث الرسمي باسم “المجلس”، الشيخ مطيع البطين، إن لقاء الرفاعي بإسماعيل هنية تمّ لأمر واحد، وهو تنبيه الحركة بغرض ثنيها عن قرار إعادة علاقتها بنظام الأسد.
وكانت حركة “حماس” قررت مغادرة العاصمة دمشق، وقطع علاقاها كع نظام بشار الأسد في عام 2012، إثر اندلاع الثورة السورية رفضاً لسياسة القتل التي انتهجها ضد شعبه.
عذراً التعليقات مغلقة