دعا القائد العام لمليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي أمس الجمعة موسكو وطهران لمنع أنقرة من تنفيذ تهديداتها بشن هجوم جديد في شمال سوريا، وذلك قبل أيام من قمة رئاسية تركية روسية إيرانية لبحث الملف السوري.
وأعلن عبدي أنه في ضوء مباحثات مع روسيا، انتشرت قوات إضافية تابعة لنظام الأسد في مناطق تتعرض للتهديدات، في خطوة تكررت خلال هجمات تركية سابقة ضد المليشيات الكردية. وخلال الشهرين الماضيين، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة ضد مقاتلي المليشيات الكردية على أن تستهدف هذه المرة منطقتي منبج وتل رفعت.
وقال عبدي في مؤتمر صحافي رداً على سؤال عن القمة المرتقبة: “نأمل ألا يحدث كما في عفرين ورأس العين وتل أبيض مرة أخرى”، في إشارة إلى العمليات العسكرية التركية السابقة ضد المقاتلين الأكراد، والتي مكّنت أنقرة وفصائل سورية من السيطرة على مناطق حدودية واسعة. وأضاف عبدي: “لدينا ثقة بأن روسيا وإيران لن توافقا على مطالب تركيا”، معرباً عن أمله ألا تكون سوريا “محط بازارات بين القوى الكبرى”.
قمة ثلاثية في طهران بشأن سوريا
ويلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كلًا من الرئيس التركي أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء المقبل في طهران في قمة ستتناول الملف السوري وتتخللها محادثات ثنائية روسية تركية. وتجري الدول الثلاث منذ سنوات محادثات بشأن سوريا في إطار “عملية أستانا” الرامية لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من 11 عاماً. وفي مسعى لوضع حد للتهديدات التركية الأخيرة ومنع الهجوم، كثفت مليشيا “قسد”، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، محادثاتها مع التحالف وروسيا على السواء.
وأعلن عبدي أنه “بموجب المباحثات مع الجانب الروسي، وافقت قواتنا على دخول مزيد من قوات الحكومة” إلى مناطق تتعرض للتهديدات، والتي “هي تحت النفوذ الروسي”، مشيراً إلى أن قوات النظام انتشرت بـ”أعداد كبيرة ومع أسلحة ثقيلة”. وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها قوات النظام في مناطق سيطرة الأكراد بموجب اتفاق لمنع التوسع التركي، وإن كانت السيطرة الفعلية على الأرض بقيت في يد مليشيا قوات سوريا الديمقراطية.
ولم يصدر أي موقف رسمي بشأن الانتشار الأخير من نظام الأسد الذي يحمل على الأكراد لتحالفهم مع واشنطن ويتهمهم بالسعي للانفصال، الأمر الذي ينفونه. كما اعتبر عبدي أن “مواقف التحالف الدولي تبقى ضعيفة، ولا ترقى لمستوى وضع حد للتهديدات”.
ومنذ 2016، شنّت أنقرة مع فصائل سورية ثلاث عمليات عسكرية واسعة في شمال سوريا، ضد المقاتلين الأكراد بشكل خاص، واستهدفت عملية واحدة تنظيم “داعش”. وأتاحت الهجمات لها السيطرة على مساحة واسعة تشمل مدناً رئيسية.
عذراً التعليقات مغلقة