قال رئيس بلدية سيفيرودونيتسك الواقعة بشرق أوكرانيا، أولكسندر ستريوك، اليوم السبت (25 حزيران/يونيو 2022) إن القوات الروسية احتلت المدينة الاستراتيجية بالكامل، في أكبر انتكاسة لكييف بساحة المعركة منذ ما يزيد على شهر، في أعقاب واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب.
وقال ستريوك في التلفزيون الأوكراني: “المدينة الآن تحت الاحتلال الكامل لروسيا. إنهم يحاولون إقامة نظامهم الخاص. وعلى حد علمي، عينوا نوعًا من القادة”.
وأوضح ستريوك أن المدنيين بدأوا يخرجون من مصنع “أزوت” في سيفيرودونيتسك الذي لجأ إليه المئات في الأيام الأخيرة لتجنب القصف، وأضاف: “عاش هؤلاء نحو ثلاثة أشهر في الملاجئ والطبقات السفلى. إنه أمر صعب عاطفيًا ونفسيًا”، مؤكدًا أنهم “يحتاجون الآن إلى مساعدة طبية ونفسية”. من جهته قال متحدث للانفصاليين الموالين لموسكو إنه تم “إجلاء” نحو 800 مدني كانوا لجأوا إلى هذا المصنع خلال أسابيع المواجهات، من دون أن يحدد الوجهة التي سلكوها.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناتشنكوف السيطرة على المدينة، معلنًا “التحرير الكامل” لسيفيرودونيتسك ومناطق بوريفسكي وفورونوفي وسيروتين المجاورة. وقال إن بذلك تكون “كامل الأراضي الواقعة على الضفة اليسرى لـ(نهر) دونيتس ضمن نطاق منطقة لوهانسك تحت السيطرة التامة” للقوات الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا.
ووصفت أوكرانيا انسحابها من المدينة بأنه “انسحاب تكتيكي” حتى تقاتل من أراض مرتفعة في ليسيتشانسك على الضفة المقابلة لنهر سيفرسكي دونيتس. وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، لرويترز إن أوكرانيا تنفذ عملية “تكتيكية لإعادة تنظيم الصفوف” بسحب قواتها من سيفيرودونيتسك إلى مناطق مرتفعة على الضفة المقابلة للنهر. وأضاف: “روسيا تستخدم التكتيك… الذي استخدمته في ماريوبول: محو المدينة من على وجه الأرض… في ظل هذه الظروف، لم يعد تمركز الدفاع في الأنقاض والحقول المفتوحة ممكنًا. لذا تتجه القوات الأوكرانية إلى مناطق مرتفعة لمواصلة عمليات الدفاع”.
“انسحاب تكتيكي”؟
ويعد سقوط سيفيرودونيتسك، التي كان يقطنها ما يربو على 100 ألف نسمة لكنها صارت الآن مدينة أشباح، أكبر انتصار لروسيا منذ سيطرتها على ميناء ماريوبول الشهر الماضي. ويمثل ذلك تحولًا في ساحة المعركة بشرق أوكرانيا بعد أسابيع لم يسفر خلالها تفوق العتاد الروسي سوى عن مكاسب محدودة.
وتأمل روسيا الآن في مواصلة الضغط والسيطرة على المزيد من الأراضي على الضفة المقابلة، بينما تأمل أوكرانيا في أن يجعل الثمن، الذي دفعته موسكو للاستيلاء على المدينة المدمرة، القوات الروسية عرضة لهجوم مضاد في الأسابيع المقبلة. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ممثل لمقاتلين من “جمهورية لوهانسك الشعبية” المعلنة من جانب واحد قوله إن القوات الروسية والموالية لروسيا دخلت ليسيتشانسك المجاورة وإن القتال يدور في مناطق حضرية هناك.
ومنذ فشل هجوم القوات الروسية على العاصمة كييف في آذار/مارس، ركزت موسكو ووكلاؤها على الجنوب ومنطقة دونباس، وهي منطقة شرقية مكونة من لوهانسك وجارتها دونيتسك. ونجح الروس خلال الأيام الماضية في شق طريقهم عبر النهر وتقدموا باتجاه ليسيتشانسك، مهددين بتطويق الأوكرانيين في المنطقة.
ومن المرجح أن تنظر روسيا إلى سيطرتها على سيفيرودونيتسك على أنه تبرير لتحولها من محاولتها المبكرة الفاشلة في “حرب خاطفة” إلى هجوم شرس لا هوادة فيه باستخدام مدفعية ضخمة في الشرق. وردًا على سؤال حول هجوم مضاد محتمل في الجنوب، قال رئيس المخابرات العسكرية إن أوكرانيا ستبدأ على الأرجح في رؤية النتائج اعتبارًا من آب/أغسطس، وأضاف لرويترز: “انتظروا قليلًا، وسنرى ما النتائج”.
Sorry Comments are closed