العيد في ريف حمص الشمالي.. أربع سنوات والمشهد واحد

فريق التحرير11 سبتمبر 2016آخر تحديث :

عيد حمص

بسام الرحال – حرية برس

في مشهد بات لا يختلف عن أربع سنين مضت من عمر الثورة السورية، بدت أسواق ومحال ريف حمص الشمالي خالية من زوارها، فمع الحصار المستمر الذي فرضته قوات النظام على المنطقة وموجات ارتفاع الأسعار التي عصفت بكافة سبل المعيشة، أصبحت معظم أحوال الناس عسرة مادياً، واقتصر صرفهم لما يملكونه من نقود على الأساسيات التي تبقيهم على قيد الحياة متمثلة بطعام وشراب، وأصبح شراء الملابس والحلويات من الكماليات غير المهمة والتي يمكن الإسغناء عنها، حتى في يوم العيد.

وفي لقاء مراسل “حرية برس” مع أحد تجار ريف حمص الشمالي ويعمل ببيع الملابس ويدعى “رائد أبو فايز” قال : ” كانت الأسواق فيما مضى عامرة بالبضائع وبمختلف التشكيلات والموديلات الرجالية والنسائية وملابس الأطفال، فكانت قبل يومين من العيد تشهد زحمة وانتعاش كبير من حيث الشراء والتبضع، لاسيما أن الأسعار في ذاك الوقت كانت معقولة وتعتبر (ببلاش) بالنسبة للأسعار الآن، والتي ارتبط معظمها بسعر الدولار الأمريكي الذي أصبح العملة الرسمية في السوق والمعاملات بين التجار”.

“تخيل هلق الـ 1000 ليرة سورية يا دوب تجبلك جوز جرابات”، يقول “رائد” ضاحكاً، ويضيف: “سعر كنزه ولادي 3000 ل.س، والبنطال 4000 ل.س، وفستان بناتي صغير 6500 ل.س، وهي أرقام كبيرة بالنسبة لسكان ريف حمص الشمالي محدودي الدخل أو معدوميه، فكل رب أسرة لديه عائلة مكونة من أربعة أطفال بحاجة لمبلغ كبير إذا أراد أن يكسو جميع أطفاله، وقد يصل المبلغ لـ 25000 ل.س، ومثل هذا المبلغ فيما مضى نستطيع به تجهيز عروس بشكل كامل مع كل حوائجها”!.

يقول “خالد أبو يامن” أحد سكان منطقة كفرلاها في مدينة الحولة : “لدي ثلاثة أطفال وأنا وزوجتي، اشتريت ثياب بحوالي 30000 ل.س، وهو مبلغ كبير، فكل طفل كلف حوالي عشر ألاف ليرة، و لولا أن لدي أحد أخوتي مغترب في دول الخليج، لما استطعت أن أشتري قطعة ثياب واحدة، وهناك المئات من أبناء البلدة لم يستطيعوا أن يشتروا الثياب، بسبب عدم توفر دخل مادي لهم، بالإضافة للبطالة المنتشرة في المجتمع وعدم توفر فرص عمل”.

بينما قال “أبو عبد الله” أحد سكان منطقة الرستن : “أنه لن يستطيع أن يشتري الثياب لأبنائه هذا العيد، وسينتظر أن تنخفض الأسعار ليشتري لهم الثياب، فالأسعار اليوم مرتفعة جداً”.

ولم تغب موجبات إرتفاع الأسعار عن أسواق الحلويات هي الأخرى، كما يقول “بشار أبو علي” أحد أصحاب محلات الحلويات، حيث يرجع ارتفاع الأسعار إلى ندرة دخول المواد الأولية وارتفاع أسعارها، كالسكر والسميد والسمنة والطحين، إضافة للغاز وأجور المحلات، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع الأسعار وقلة الإقبال على الشراء”.

ويشرح “بشار” قائلاً: “الإقبال ضعيف على الحلويات بسبب ارتفاع الكبير في الأسعار، حيث وصل سعر فطيرة الجوز 200 ل.س، والقشطة 200 ل.س، وكيلو الوربات بقشطه 1200 ل.س، والهريسة تبدأ من 900 ل.س فما فوق، بينما يتجاوز تاج الملك 2000 ل.س، أما البرازي و البتفور فيتجاوز ال1700 ل.س، للكيلو الواحد و الشوكولا تتجاوز 5500 ل.س، للكيلو الواحد، وهو ما جعل الأهالي عاجزين عن شرائها.

ورغم ما تعانيه المنطقة من قصف وحصار وتكثيف من الغارات الجوية، يبقى أهالي ريف حمص الشمالي يفرحون بعيدهم من خلال سرد فيما بينهم لما تبقى لهم من ذكريات مضت لأعياد بات أناسها بين نازح ومعتقل وشهيد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل