قال جنرال روسي، اليوم الجمعة، إن موسكو تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل، في تصريح وصفته أوكرانيا بأنه تكذيب لتأكيدات روسيا السابقة بأنها ليس لديها طموحات في التوسع على الأرض.
ونقلت وكالات أنباء حكومية روسية عن رستم مينيكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، قوله إن السيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا ستمهد سبيلا للوصول إلى الجزء الانفصالي الذي تحتله روسيا في مولدوفا في الغرب.
وكانت موسكو قد قرّرت سحب قواتها من محيط كييف ومن شمال أوكرانيا في نهاية آذار/ مارس لتركيز عملياتها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها.
وسيؤدي ذلك إلى عزل الساحل الأوكراني بالكامل وسيترتب عليه الاندفاع لمئات الأميال غربا وراء الخطوط الحالية، فيما وراء المدينتين الكبريين ميكولايف وأوديسا في أوكرانيا.
وتزعم موسكو إنها تنفذ “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا وتحرير سكانها من قبضة من تصفهم بأنهم قوميون خطرون. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الغزو الروسي بأنه عدوان غير مبرر.
وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر “لقد توقفوا عن إخفاء ذلك.. اعترفت (روسيا) بأن هدف” المرحلة الثانية “من الحرب ليس الانتصار على نازيين خياليين، بل احتلال شرق وجنوب أوكرانيا. الإمبريالية في (أوضح) صورة”.
ورفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الرد على سؤال حول ما إذا كانت روسيا قد وسعت أهداف عمليتها وكيف ترى موسكو المستقبل السياسي لجنوب أوكرانيا.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين على الأرجح.
وطلب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الجمعة ضمان وجود ممرات إنسانية في ماريوبول لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي.
من جهته، أعلن الكرملين في بيان حول المحادثات الهاتفية أن كييفلا تسمح للقوات الأوكرانية المحاصرة في مدينة ماريوبول الساحلية بالاستسلام.
والجمعة أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها مستعدة “في أي لحظة” لوقف إطلاق النار في موقع آزوفستال الصناعي، من أجل السماح بإجلاء مدنيين، إذا استسلم المقاتلون.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المفاوضات بين موسكو وكييف الرامية إلى إيجاد حلّ للنزاع “متعثّرة”، بعدما فشلت المباحثات في إحراز أي تقدم واضح.
وقال لافروف إن المفاوضات “متعثّرة، لأن اقتراحًا قدّمناه إلى المفاوضين الأوكرانيين منذ خمسة أيام وتمّت صياغته مع الأخذ في الاعتبار تعليقاتهم، لا يزال بدون جواب”. من جانبه، أشار رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي إلى أن جلسة مفاوضات جديدة عُقدت الجمعة.
جرائم حرب
وتتهم السلطات الأوكرانية بانتظام القوات الروسية باستهداف الطرق التي يستخدمها الفارون من المعارك. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في مذكرة الجمعة “في الأراضي المحتلة مؤقتًا تواصل وحدات العدو إعاقة تنقل السكان المحليين والسرقة والمساهمة في تفاقم الأزمة الإنسانية. فهي تدمر البنى التحتية الحيوية وتمنع وصول المساعدات الإنسانية من أوكرانيا. وهناك حالات تعرض مدنيين ومتطوعين لإطلاق النار”.
ووثقت الأمم المتحدة الجمعة سلسلة أعمال للجيش الروسي قالت إنها قد ترقى إلى جرائم حرب.
وقالت رافينا شامدساني خلال جلسة عرض منتظمة للأمم المتحدة في جنيف إن “القوات المسلحة الروسية قصفت بشكل عشوائي مناطق مأهولة ما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير مستشفيات ومدارس وبنى تحتية مدنية أخرى وكلها أعمال قد ترقى إلى جرائم حرب”.
وأضافت إن الأمم المتحدة وثّقت “عمليات قتل” 50 مدنيا “بعضهم أعدموا ميدانيا” في مدينة بوتشا في ضواحي كييف.
والجمعة أعلنت الشرطة البريطانية أنها تلقت نحو خمسين بلاغا بشأن جرائم حرب محتملة في إطار دعوة شهود للإدلاء بإفاداتهم في إطار تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية، مشيرة إلى أنها تتوقع مزيدا من الإفادات مع وصول مزيد من اللاجئين من أوكرانيا إلى المملكة المتحدة.
غوتيريش إلى موسكو
وقال رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويشينكو لصحافيين على يوتيوب “إنهم يعدون حفرا طولها ثلاثين مترا وينقلون جثث سكان ماريوبول في شاحنات”. وأضاف إنه يقدر عدد الذين قتلوا في القصف الروسي بعشرين الف شخص على الأقل في ماريوبول منذ بدء الحصار.
والجمعة أعلن الكرملين أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي وجّه رسالتين الثلاثاء إلى الرئيسين الروسي والأوكراني طلب فيهما زيارة موسكو وكييف، سيلتقي بوتين ولافروف الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يستقبل بوتين الأمين العام للأمم المتحدة في موسكو الثلاثاء المقبل لبحث الغزو الروسي على أوكرانيا، وفقا لمصادر بالكرملين.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف أنه من المقرر أيضا أن يجري غوتيريش مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
عذراً التعليقات مغلقة