أفادت صحيفة “التايمز” البريطانية أن 400 عنصر من مرتزقة “فاغنر” الروسية يتواجدون في العاصمة الأوكرانية كييف بهدف اغتيال الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، تمهيدا لسيطرة موسكو على البلاد.
وتقول الصحيفة إن عناصر مجموعة “فاغنر” لديها أوامر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتصفية زيلينسكي و23 شخصية حكومية أخرى للسماح لموسكو بالسيطرة على جارتها الواقعة بأوروبا الشرقية.
وينتظر المرتزقة إشارة من الكرملين، ووُعدوا بمكافآت ضخمة مقابل أعمال القتل في الأيام القليلة المقبلة وممر آمن للخروج من أوكرانيا قبل نهاية الأسبوع.
والسبت، تسربت معلومات الخطة الروسية للحكومة الأوكرانية، مما دفع كييف لإعلان حظر تجول “صارم” لمدة 36 ساعة للبحث عن المرتزقة الروس، طبقا لمصادر الصحيفة اللندنية التي قالت إن سلطات أوكرانيا حذرت السكان من الخروج حتى لا يخاطروا بحياتهم، حيث سيتم النظر للمخالفين على أنهم عملاء للكرملين.
وقال مصدر مطلع على أنشطة مجموعة “فاغنر” لصحيفة “التايمز” إن ما بين 2000 و4000 مرتزق وصلوا بالفعل إلى أوكرانيا خلال يناير الماضي، حيث انتشر البعض في المنطقتين الانفصاليتين دونيتسك ولوهانسك، فيما دخل 400 آخرون من بيلاروس وشقوا طريقهم إلى العاصمة.
وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، قال اثنان من كبار المسؤولين الأمنيين الأوروبيين لصحيفة “نيويورك تايمز” إن المرتزقة الروس من ذوي الخبرة في القتال في سوريا وليبيا تسللوا سرا إلى المنطقتين الانفصاليتين شرق أوكرانيا.
وقال المسؤولان الأوروبيان إن المرتزقة ينتمون إلى مجموعة “فاغنر” الروسية شبه العسكرية، ووصلوا إلى الجيوب الانفصالية في دونيتسك ولوهانسك وهم يرتدون ملابس مدنية.
وقال أحد المسؤولين إن أجهزة المخابرات الغربية تتبعتهم وهم يغادرون ليبيا وسوريا ويصلون إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، ومن هناك تسللوا إلى مناطق الانفصاليين.
واكتسب مقاتلو فاغنر خبرة عسكرية في الحروب بالشرق الأوسط وعملوا كمستشارين أمنيين لحكومات مختلفة، بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومؤخرا مالي. وعلى الرغم من أنهم مرتبطون ارتباطا وثيقا بالجيش الروسي، إلا أنهم يعملون عن بعد، مما سمح للكرملين بإنكار مسؤوليته عنهم، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
في منتصف فبراير، قالت ثلاثة مصادر أمنية غربية كبيرة لوكالة رويترز إن المرتزقة الروس المرتبطين بأجهزة الأمن والاستخبارات الروسية عززوا وجودهم في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن روسيا قد تحاول إيجاد ذريعة للغزو.
وقالوا إن مخاوفهم زادت في الأسابيع الأخيرة من أن التوغل الروسي في أوكرانيا يمكن أن تسبقه حرب معلومات وهجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا مثل شبكات الكهرباء والغاز، بحسب ما نقلت رويترز.
وقالت المصادر إن روسيا قد تستخدم المرتزقة لزرع الفتنة وشل أوكرانيا، من خلال الاغتيالات المستهدفة واستخدام أسلحة متخصصة.
وقال مصدر أمني غربي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، “من المرجح أن يكون المرتزقة الروس، بتوجيه من الدولة الروسية، متورطين في أعمال عدائية في أوكرانيا بما في ذلك على الأرجح إيجاد ذريعة لغزو”.
وقالت المصادر الأمنية الغربية إن المرتزقة يتبعون شركات عسكرية روسية خاصة تربطها علاقات وثيقة بجهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، ووكالة المخابرات العسكرية الروسية (GRU).
ومن بين أولئك الذين تم إرسالهم في الأسابيع الأخيرة ضابط سابق عمل أيضا في مجموعة مرتزقة “فاغنر”، الذي قالت مصادر الوكالة إنه ذهب إلى دونيتسك، إحدى منطقتين بشرق أوكرانيا يسيطر عليهما الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.
وكانت روسيا اعترفت بما يسمى بـ “الجمهوريتين الانفصاليتين” في أوكرانيا قبل أن تغزو قواتها البلاد يوم 24 فبراير الحالي.
عذراً التعليقات مغلقة