وصف مسؤول أممي الأوضاع التي يعيشها النازحون في الخيام بشمال سوريا بالمروعة، ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد لنقل هؤلاء الأشخاص من الخيام إلى مأوى مؤقت أكثر أمناً وكرامة.
ووفقا لما نقله موقع أخبار الأمم المتحدة، ففي شمال شرق سوريا، انهارت حوالي ألف خيمة إما بالكامل أو تضررت بشكل كبير، بسبب تساقط الثلوج الكثيف في بعض المناطق، وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مئوية. وفي شمال غرب البلاد، تضاعفت الأوضاع الأمنية المتردية من معاناة السكان وتتسبب في نزوح الكثيرين.
ونشر حساب الأمم المتحدة على تويتر صورة لمعاناة هؤلاء، وقال إن الثلوج حولت حياة بعض الأماكن التي يعيش فيها النازحون إلى مناطق كوارث:
وسبّبت موجة البرد حالة من الفوضى في حركة المرور ورحلات الطيران في البلدان المجاورة، غير أن آثارها أشد في شمال غرب سوريا حيث نزح ثلاثة ملايين في أزمة إنسانية طويلة الأمد. واضطر كثيرون من هؤلاء للنزوح عدة مرات خلال الحرب المستعرة في بلدهم منذ 11 عاما.
وفي محاولة يائسة لتدفئة أنفسهم يحرق النازحون الورق المقوى (الكرتون) والزجاجات البلاستيكية فيستنشقون الأبخرة السامة.
وقالت إلسا كيرك، مديرة منظمة “فيلت هونجر هيلفه” في سوريا لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الثلاثاء (25 يناير/كانون الثاني 2022) إن آلاف الخيام حول إدلب وحلب لحقت بها أضرار أو حل بها الدمار .
وأضافت أن “الوضع بالنسبة للمقيمين في المخيمات مهلك. وباتت مراتبهم مبتلة ولا يمكن تجفيفها، وهناك نقص في الأغطية. كما أن العديد من اللاجئين ليس لديهم المال لتدفئة منازلهم في ظل درجات الحرارة الشتوية الباردة”.
وخلال مؤتمر عقد عبر الانترنت، قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كتس، للصحفيين في نيويورك: “إننا قلقون للغاية بشأن الوضع هناك، وكما تعلمون فإن واحدة من بين أكثر الفئات السكانية ضعفا في العالم تعيش في تلك المنطقة.” وأضاف :”خلال هذا الطقس البارد للغاية، رأينا بالفعل مشاهد مروعة في الأيام القليلة الماضية”.
ودعا كتس المجتمع الدولي إلى فعل المزيد والمساعدة في إخراج هؤلاء الأشخاص من الخيام إلى مأوى مؤقت أكثر أمنا وكرامة. ولفت إلى أنه في الأيام الأخيرة، كان العاملون الإنسانيون يبذلون قصارى جهدهم لتنظيف الشوارع وجلب العيادات المتنقلة إلى هؤلاء الأشخاص وإصلاح أو استبدال بعض الخيام المتضررة، وتوفير المواد الإغاثية الأخرى كالطعام والأغطية والملابس الشتوية، وغيرها من المساعدات الطارئة.
وقال كتس إن الأمم المتحدة ناشدت الحصول على أكثر من أربعة مليارات دولار لكل سوريا العام الماضي، لكنها حصلت فقط على 45% من ذلك، والعام الذي سبقه تلقت 58% من التمويل الذي كانت تأمل في الحصول عليه.
وأوضح أن العديد من النارحين ليس لديهم مجارف أو معدات أخرى لإزاحة الثلوج ويستخدمون أيديهم العارية، وقال: “إننا بالفعل نرى أن النظام الإنساني على مستوى العالم منهك للغاية في الوقت الحالي، مع أزمات كبيرة في دول مثل أفغانستان واليمن وإثيوبيا وجنوب السودان. وفي سوريا يعاني الناس بسبب عشر سنوات من هذه الحرب”.
وأشار إلى وجود 6.5 مليون نازح داخلي في سوريا، وأقر بأن تكلفة تلبية الاحتياجات لهؤلاء الأشخاص كبيرة.
عذراً التعليقات مغلقة