كازاخستان.. مقتل العشرات وروسيا ترسل جنودها وسط قلق غربي

فريق التحرير7 يناير 2022آخر تحديث :
قوات مكافحة الشغب في أحد ميادين ألماتا في كازاخستان

أعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية الجمعة مقتل 26 “مجرماً مسلحاً” وإصابة 18 آخرين بجروح، فيما قُتل 18 من عناصر قوات الأمن وأصيب 748 آخرون بجروح. وقالت في بيان إن جميع مناطق كازاخستان “تم تحريرها ووضعها تحت حماية معززة” مع إقامة سبعين نقطة تفتيش في أنحاء البلاد.

واضافت في البيان أنه في ألما اتا التي شهدت أعنف أعمال الشغب “تؤمن قوات حفظ النظام والقوات المسلحة والرديفة لها، النظام العام وحماية البنى التحتية الاستراتيجية وتنظيف الشوارع”.

وشاهد مراسلو رويترز صباح اليوم الجمعة حاملات جند مدرعة وعسكريين في الميدان الرئيسي في ألما اتا، أكبر مدن قازاخستان، حيث أطلق الجنود النار على محتجين قبل يوم.

وعلى بعد بضع مئات من الأمتار، رأى مراسلو رويترز جثة في سيارة مدنية لحقت بها أضرار بالغة. وفي جزء آخر من المدينة رأوا متجر ذخيرة منهوبا. ورأى المراسلون أيضا مركبات عسكرية وحوالي 100 في زي عسكري بميدان آخر في ألما اتا.

القوات الروسية تتدخل

كانت قوات روسية ومن دول أخرى حليفة لموسكو قد وصلت الخميس إلى كازاخستان لدعم السلطات التي واجهت على مدى ثلاثة أيام غضباً في الشارع من زيادة أسعار الغاز تحول إلى أعمال شغب فوضوية لا سيما في ألما اتا.

وذكرت إدارة توكاييف أن قوة لحفظ السلام تابعة لتحالف عسكري لجمهوريات سوفيتية سابقة، كان توكاييف قد طلبها هذا الأسبوع، تصل إلى قازاخستان حاليا لكنها لا تشارك في القتال أو في “القضاء على المسلحين”.

وأضافت الإدارة إن القوة التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تتزعمها موسكو ستوفر غطاء وستؤدي مهمة أمنية. وذكرت وكالة الإعلام الروسية يوم الخميس نقلاً عن الأمين العام للتحالف أن قوة حفظ السلام التابعة لمعاهدة الأمن الجماعي ستضم إجمالاً نحو 2500 فرد وستبقى في كازاخستان لأيام أو أسابيع.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو اليوم الجمعة إن موسكو واثقة من قدرة كازاخستان على التعامل مع مشكلاتها.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جروشكو قوله إن روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي أرسلت قوات حفظ سلام لمساعدة قازاخستان في مواجهة الاضطرابات الحالية، كانت “تدافع عن كازاخستان وتقوم بما ينبغي أن يفعله الحلفاء”.

قلق غربي وأممي ودعوات للتهدئة

وأعلنت الخارجية الألمانية أنها تتابع بقلق تطورات الوضع في كازاخستان، وقالت إن أعمال الشغب العنيفة ليست وسيلة مقبولة للسجالات السياسية وأضافت أن استخدام العنف القاتل بحق مدنيين، “ولاسيما عند تدخل القوات العسكرية” يجب أن يكون الوسيلة
الأخيرة تماما. وذكرت الوزارة أنه يجب الآن التوصل إلى حل سلمي ” في إطار الحوار الشامل مع كل المعنيين”.

وفي بروكسل أعرب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “قلقه العميق” حيال الاضطرابات في كازاخستان، وقال على تويتر “يجب ضمان حقوق المدنيين وأمنهم. تعيد المساعدة العسكرية الخارجية ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها”، لافتا إلى “القلق العميق” إزاء تطور الوضع في كازاخستان بعد إرسال “قوات حفظ سلام” من روسيا وحلفائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي . وأكد بوريل أن “الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم دعمه لمواجهة هذه الأزمة”.

من جانبها قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه في بيان “من حقّ الناس التظاهر سلميا والتعبير بحرية. في الوقت نفسه، يجب على المتظاهرين عدم اللجوء إلى العنف ضد الآخرين بغض النظر عن غضبهم أو استيائهم”، ودعت للإفراج عن المحتجزين على خلفية ممارسة حقهم في التظاهر السلميّ.

دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، خلال اتصال مع نظيره الكازاخستاني، إلى ايجاد حلّ سلمي للوضع المضطرب في كازاخستان واحترام حرية الإعلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن بلينكن “شدد على دعم الولايات المتحدة الكامل للمؤسسات الدستورية في كازاخستان وحرية الإعلام ودافع عن حلّ سلمي للأزمة يحترم حقوق الانسان”.

بريطانيا دعت من جانبها إلى إنهاء الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان، وقال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون للصحافيين “نحضّ على وفق التصعيد ونريد حلا سلميا”.

تحذير أمريكي

من جانبها، حذّرت الولايات المتحدة الخميس القوات الروسية التي تم نشرها في كازاخستان من السيطرة على مؤسسات الجمهورية السوفياتية السابقة، مشيرة إلى أن العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان.

وأفاد الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس الصحفيين أن “الولايات المتحدة، وبصراحة العالم، سيراقب للكشف عن أي انتهاك لحقوق الإنسان”، مضيفا “سنراقب أيضا للكشف عن أي خطوات قد تمهّد للسيطرة على مؤسسات كازاخستان”.

ولم يحدث أن وقع عنف بهذا الحجم في كازاخستان الخاضعة منذ العهد السوفيتي لحكم صارم من جانب الزعيم نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي يمسك بمقاليد الأمور رغم تنحيه عن الرئاسة قبل ثلاث سنوات.

وبدأت الانتفاضة في صورة احتجاجات على رفع أسعار الوقود في بداية العام الجديد ثم تضخمت يوم الأربعاء عندما اقتحم محتجون مباني عامة في ألما اتا ومدن أخرى وأضرموا النار بها مرددين شعارات مناهضة لنزارباييف، متهمين أسرته وحلفاءه بتكديس الثروات بينما تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة من الفقر.

وانقطعت خدمات الإنترنت وتوقف عمل البنوك في معظم أنحاء البلاد.

المصدر وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل