استيقظ فجر الأمس سكان مدينة جسر الشغور غربي إدلب وجبل التركمان شمالي اللاذقية على أصوات الاشتباكات في فصل جديد من فصول الاقتتال بين الفصائل العسكرية المسلحة في الشمال السوري، ودون سابق إنذار أو بوادر إشكال نشرت هيئة تحرير الشام عناصر عسكرية وأمنية سيرتها ليلاً في عدة أرتال إلى المنطقة، مستهدفة جماعة “أبو فاطمة التركي” التي لم يسمع بها السكان في إدلب من قبل والمعروفة باسم جماعة “جند الله”، موجهة لهم عدة تهم أبرزها “الاحتطاب والغلو والتكفير والقتل وإيواء الفارين من القضاء”، لتغيب شمس اليوم الأول من هذا الاقتتال على إخراج فصيل “جنود الشام” الذي يتزعمه مسلم الشيشاني من جبال الساحل، رغم أن الهيئة أعلنت بادئ الأمر أنه ليس هدفاً لها.
من هم جماعة “جند الله”؟
قبل الخوض في تفاصيل ما حدث في جبال التركمان ومدينة جسر الشغور يجب التعريف بجماعة أبو فاطمة التركي أو “جند الله” كما يسمون أنفسهم، ولماذا شنت هيئة تحرير الشام حملتها العسكرية والأمنية عليهم.
تحدث القيادي في هيئة تحرير الشام أبو ماريا القحطاني في تصريحات صحفية عن جماعة “جند الله” ونشاطها منذ التأسيس وحتى الآن، حيث أوضح القحطاني بأن تأسيس هذه الجماعة بدءاً في منطقة ريف المهندسين الثاني غربي حلب عام 2014، على يد متشددين أذريين، وهي امتداد لجماعات متطرفة موجودة في أذربيجان قبل قيام الثورة السورية.
وبحسب “القحطاني”، فإن هذه الجماعة طردت من مناطق نفوذ جبهة النصرة بعد انفصالها عن تنظيم الدولة وطرد التنظيم من ريفي حلب وإدلب وتوجهه إلى المنطقة الشرقية، وأعلنت النصرة آنذاك في 2014 القضاء على وجود جماعة “جند الله” بعد اعتقال 40 عنصراً منهم والتحاق الآخرين بتنظيم الدولة، وبعد انتقالهم إلى دير الزور اندمجوا بـ”الحازمية” وحملوا فكرها، وهي الفرقة التي كانت تتبع لتنظيم الدولة وانشقت عنه وكَفَّرت زعيمه البغدادي، قبل أن يستأصلها تنظيم الدولة بعد صدام مسلح دامٍ في دير الزور.
عادت جماعة “جند الله” إلى مناطق سيطرة جبهة النصرة حيث بدأت العمل تحت اسم فصيل “جند الخلافة” في منطقة الدانا شمالي إدلب، عام 2015، ومن ثم توسع نشاطهم إلى جبل التركمان حيث اتخذوا نقاط رباط لهم ضد نظام الأسد وافتتحوا المقار العسكرية وتوسعوا في المنطقة التي تعتبر بعيدة عن أعين الجميع، وخاصة هيئة تحرير الشام.
ويطلق على الجماعة محلياً اسم جماعة “أبو فاطمة التركي” نسبة إلى مؤسسها الذي قتل قبل ثلاثة أعوام، ويقودها حالياً أبو حنيف الأذري، وأبو جابر الأذري نائباً له، فيما يشغل أبو الفداء الجزراوي منصب الشرعي العام للجماعة، ومن خلفه كل من أبو عبد الرحمن الأذري مسؤول التواصل، وأبو خليل الأذري العسكري العام وحمزة الأذري “أمير جبل التركمان” ويتسلم السوري المدعو عبد الباسط الدانا منصب مسؤول الأنصار في الجماعة والتي يعتبر جل عناصرها من الأذريين.
وقدر ناشطون عددهم بـ 600 مقاتل بينما قللت مصادر هيئة تحرير الشام من العدد وقالت إنه لا يتجاوز الـ 150 مقاتلاً.
وبحسب القحطاني فإن جماعة أبو فاطمة التركي “جند الله” تعتبر أن الأصل في جميع الناس هو الكفر، ومن يريد الانضمام إليهم عليه الخضوع لدورة استتابة مدتها ستة أشهر، كما أنها خاطبت تنظيم الدولة قبل عام ونصف طالبة مبايعته والعودة لصفوفه بهدف كسب الدعم المالي لكن التنظيم رفض طلبها بسبب حادثة دير الزور السابقة.
التهم الموجهة لجماعة جند الله وتفاصيل اليوم الأول من الاقتتال
توجه هيئة تحرير الشام عدة تهم لجماعة جند الله أبرزها: قتل المهاجر عبد الله أموت التركي، وقتل أبو سليمان وهو تاجر سيارات كان يشتري لهم السيارات وقتلوه بسبب خلاف على سيارة، بالإضافة لتهمة “الاحتطاب” وهي “تحصيل المال من الكفار لتكون مصدر تمويل للمجاهد” ويعتبرها مشروعة من التكفيريين واجباً على المجاهد وقد انتشرت في سوريا على يد جماعات تكفر المسلمين أو تكفر بعضها وفي حالة جماعة جند الله فهم يسلبون الفصائل العسكرية سيارات وأسلحة لتمويل نفسهم.
بالإضافة لاتهام الهيئة للجماعة بإيواء فلول القاعدة وتنظيم حراس الدين فرع القاعدة في سوريا الذي قضت عليه هيئة تحرير الشام سابقاً، وإيواء العديد ممن وصفتهم قنوات إعلامية محسوبة على الهيئة بالغلاة والخوارج، المطلوبين في قضايا أمنية وتكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وإقامة معسكرات في جبل التركمان وتحول المنطقة إلى بؤرة لتنظيم أعمال أمنية تستهدف الفصائل العسكرية والجيش التركي في المنطقة، بحسب ما أوردته تلك الحسابات المحسوبة على الهيئة.
كما أن وجود فصائل عسكرية لا تنضوي تحت مظلة غرفة عمليات الفتح المبين التي تديرها هيئة تحرير الشام مع الجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى صغيرة، لا يرضي الهيئة فهي تعتبر أن نقاط رباط تلك الفصائل غير المنضوية في غرفة العمليات ولا تنسق معها يمكن أن تكون الخاصرة الضعيفة التي تسمح للنظام بدخول المنطقة.
جماعة جند الله اكتفت بإصدار بيان نفت فيه التهم الموجهة لها واتهمت هيئة تحرير الشام بالسعي لتسليم التركمان لنظام الأسد وروسيا.
وشهد يوم الأمس اشتباكات عنيفة دامت لعدة ساعات في كل من مدينة جسر الشغور وجبل التركمان استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من الجانبين والطائرات المسيرة من جانب هيئة تحرير الشام وأسفرت عن عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، قبل أن تنتهي تلك الاشتباكات في مدينة جسر الشغور بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على المقر الذي كان يتحصن فيه عناصر جماعة جند الله، وتهدأ وتيرتها في جبل التركمان مع استمرار الاستنفار الأمني والعسكري من قبل هيئة تحرير الشام ونشرها الحواجز في المنطقة وقطع الطريق الواصل إلى جبل التركمان.
وعلى الفور حاول بعض المهاجرين المحايدين التدخل لحل الخلاف الحاصل وإيقاف الاقتتال وتدخل عبد الملك الشيشاني قائد فصيل “أجناد القوقاز” بين الطرفين وبعد خروجه من جلسة مع قيادة جماعة “جند الله” أطلقت عليه الجماعة النار وأصابته.
بيان لطمأنة المهاجرين وتحييدهم
على الفور حاولت هيئة تحرير الشام احتواء الموقف وطمأنة المهاجرين ومخاطبتهم بأن حملتها لا تستهدفهم، فعملت على إصدار بيان عبر شخصيات مهاجرة كبيرة وقيادات مجموعات للمهاجرين حمل عنوان “كلمة وفاء ونصيحة” ووقع عليه من كتل المهاجرين كل من: الحزب الإسلامي التركستاني – جماعة التوحيد والجهاد “الأوزبكي” – جيش المهاجرين والأنصار “قوقاز” – شام الإسلام “مغاربة” – مهاجري بلاد الحرمين “تجمع العطاء” – كتيبة عقبة بن فرقد “الأذريين” – حركة مهاجرين أهل السنة في إيران – جماعة الطاجيك – جماعة الألبان – جماعة المالديف – جماعة أبو خالد التركي.
ومن الشخصيات المهاجرة ذات التأثير كل من: الشيخ أبو معاذ المصري، والشيخ أبو الفتح الفرغلي، والشيخ أبو صفية الإيراني، ومختار التركي، والدكتور أبو حسين الأردني، وأبو هاجر التونسي وأبو زيد الجزراوي وأبو قتادة الألباني وعبدالله قنصل.
ورفض البيان أفعال من وصفهم بالمجاميع المنسوبة للمهاجرين التي لا فاعلية عسكرية لها، وتقوم بمخالفات وتجاوزات كإيواء الغلاة والخوارج والمطلوبين بقضايا أمنية وجنائية، وأكد على ضرورة الوقوف بوجه المجرمين لتحقيق أمن واستقرار المنطقة.
وشدد البيان على ضرورة توحيد الجهود وجمع الكلمة ضمن غرفة العمليات المشتركة العاملة في المنطقة لمواجهة عدوان الأسد وحلفائه في إشارة إلى غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تديرها كل من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى صغيرة.
ما علاقة مسلم الشيشاني؟
مصادر في هيئة تحرير الشام قالت لموقع تلفزيون سوريا إن الهيئة أبلغت الشيشاني مسبقاً أن جماعته “جنود الشام” ليست هدفاً لحملتها لكنها طلبت منه الخروج من نقاطه ومقاره في جبل التركمان فرفض ذلك مهدداً بالصدام المسلح، وهو ما جاء في الشهادة التي نشرها “شاكيل البريطاني” العامل في المجال الإغاثي والمقرب والمحسوب على هيئة تحرير الشام، حيث أفاد شاكيل بأنه كان عضواً في لجنة سعت لحقن الدماء بين جميع الأطراف في التركمان، وأنه توجه كمهاجر مستقل لمساعدة مهاجر مثله أي مسلم الشيشاني بعد أخذه الإذن بالتفاوض مع الشيشاني من هيئة تحرير الشام.
ويقول شاكيل في رسالة صوتية متداولة نقلها المكتب الإعلامي لهيئة تحرير الشام عنه: وضحنا لمسلم الشيشاني أن الهيئة لا تستهدف بحملتها إلا جماعة “أبو فاطمة التركي” وتقول إن لديها أدلة على أنهم خوارج. وأخبرنا “الشيشاني” بأنه يستطيع الخروج بأمان من جبل التركمان والرباط في أي مكان آخر إن شاء.
– وافق “مسلم الشيشاني” بعد ساعات من المناقشات على الخروج من التركمان لكنه اشترط أن يتم الوصول إلى حل سلمي مع جماعة “أبي فاطمة” كذلك. فتواصلنا مع الهيئة وأبلغناهم بكلامه فلم يمانعوا وقالوا بشرط أن يتم تسليم المطلوبين في قضاء الخوارج.
– أبلغنا “مسلم الشيشاني” بموافقة الهيئة، لكنهم رفضوا هذا العرض وقالوا إنهم لن يخرجوا من هناك إلا جثثهم.
فقلنا لمسلم الشيشاني: دعنا نحل هذه المشكلة ونحقن دماء الإخوة، فرفض قائلا: لا، لن نقبل بأي شروط!
-عدنا إلى الهيئة وأخبرناهم بما حصل فلم يعد أمامهم خيار إلا مواصلة العملية.
ورغم أن مسلم الشيشاني اتخذ خيار المواجهة بادئ الأمر إلا أنه مع حلول المساء بادر لتسليم نقاط رباطه ومقاره في جبال التركمان وخرج برفقة قرابة السبعين من جماعته من التركمان بحسب ما أفادت به مصادر من هيئة تحرير الشام التي نشرت فيديو يظهر خروج مسلم الشيشاني برفقة مجموعة مهر الدين يقضي من جبل التركمان بإشراف الحزب الإسلامي التركستاني والأوزبك، وبشرط تسليم المطلوبين للقضاء.
وتعود جذور الخلاف بين هيئة تحرير الشام وفصيل “جنود الشام” بقيادة مسلم الشيشاني إلى نهاية حزيران الماضي عندما وجه جهاز الأمن العام استدعاء الشيشاني ومن ثم نقل الإعلامي الأميركي المناوئ للهيئة بلال عبد الكريم عن قيام هيئة تحرير الشام بتخيير الشيشاني بين الانضمام لها أو مغادرة إدلب، ونفي الهيئة لذلك واتهامها للشيشاني بإيواء مطلوبين للقضاء من مجموعته وعدم تعاونه لتسليمهم، وضلوع منتسبين له في خلايا تنظيم الدولة التي تم القضاء عليها في كل من كفرتخاريم وتلعادة، ورفضه العمل مع بقية الفصائل في غرفة عمليات الفتح المبين وعدم مشاركته في الأعمال العسكرية الأخيرة في المنطقة.
أين وجهة مسلم الشيشاني وما مصيره؟
تواصل موقع تلفزيون سوريا مع مصادر خاصة من داخل جماعة جنود الشام أفادت بأن وجهة مسلم الشيشاني وجماعته هي منازلهم في منطقة دركوش بريف إدلب الغربي حيث تم التوافق على تسليم المطلوبين للقضاء، وحظر على مسلم ومجموعته تشكيل أي فصيل عسكري أو الانضمام لفصيل عسكري خارج غرفة عمليات الفتح المبين.
حيث إن مخاوف هيئة تحرير الشام من تشكيل مسلم الشيشاني لما يعرف بـ “جيش خراسان” ما زالت قائمة خاصة وأنه يتمتع بشعبية أكبر من غيره في أوساط المهاجرين والسوريين لتجنبه الاقتتال الداخلي وللدور الكبير الذي لعبه فصيله في معركة “الأنفال” في ريف اللاذقية عام 2014.
وكانت هيئة تحرير الشام عقب انتصارها في المعارك ضد فصيل حراس الدين وبقية فصائل غرفة عمليات “فاثبتوا” في حزيران 2020 أصدرت بياناً عبر جناحها العسكري يقضي بحظر أي عمل عسكري خارج غرفة عمليات “الفتح المبين” ومنع تأسيس أي فصيل جديد هناك.
ويرى مراقبون أن هيئة تحرير الشام نجحت في تحقيق أهدافها وإبعاد الشيشاني عن جبال الساحل عبر اتباعها سياسة “فرق تَسُد” وتحييد الخصوم عبر تحييد المهاجرين وحصر الخلاف في مجموعة أبو فاطمة التركي لتجنب الصدام المسلح مع كتل المهاجرين الكثيرة في المنطقة، وبعدها حققت مبتغاها بإخراج مسلم الشيشاني بعد تحييده عن العملية التي كان هدفها جماعة أبو فاطمة التركي ولكنها فيما يبدو انتهت بعد إخراج الشيشاني من المنطقة.
ضرب الأعداء التقليديين لروسيا
ويرى عباس شريفة الباحث في مركز جسور للدراسات في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن هيئة تحرير الشام بحاجة لبسط سيطرتها على كامل المناطق المحررة في إدلب فهي تحكم المنطقة عبر حكومة الإنقاذ في الجانب الإداري وعبر جهاز الأمن العام وعبر غرفة عمليات مشتركة مع الجبهة الوطنية للتحرير، ولن تسمح بوجود أي حالة إدارة عسكرية أو أمنية أو إدارية لا تنضوي تحت هذه المفاصل التي أسستها تحرير الشام.
ويضيف شريفة أن تحرير الشام تنظر إلى الكتائب المستقلة التي ترتبط في جبال الساحل على أنها بؤرة تهديد في حال استقطبت العناصر الجهادية الساخطة على هيئة تحرير الشام، والتي يمكن أن تمثل تحدياً في مواجهة الهيئة، لذلك تعمد الهيئة إلى توجيه ضربات استباقية لتفكيك أي حالة يمكن أي تؤدي إلى إيجاد قوى متمردة.
وفي الشق السياسي يرى شريفة أن هيئة تحرير الشام تبعث برسائل خارجية على أنها قادرة على ضبط مختلف الجماعات الجهادية، التي يمكن أن تهدد أمن أي دولة ما، طالما تحرير الشام موجودة، وطمأنة تلك الدول وخاصة تركيا التي تعرضت دورياتها وقواتها لسلسلة استهدافات مؤخراً وإمساك الهيئة بخيوط تربط تلك الجماعات التي تستهدف القوات التركية بالكتائب المستقلة.
وأشار الصحفي محمد حسن العايد إلى أن استراتيجية هيئة تحرير الشام في إنهاء الفصائل ليست بجديدة فقد بدأتها عام 2014 بالقضاء على فصائل الجيش السوري الحر حتى انتهى بها المطاف في الأعوام الأخيرة بالقضاء على شركائها السابقين.
وأن هيئة تحرير الشام باتت متيقنة بضرورة بناء تحالفات مع الدول من أجل استمرارية الهيئة في الإمساك بزمام الأمور في إدلب، حتى إنها انتقلت لتمارس دور ضابط الأمن لتحقيق رغبات تلك الدول والبطش بالفصائل التي لا ترغب تلك الدول بوجودها، في سعي من الهيئة لاعتمادها كلاعب رئيس في الشمال السوري.
وفي حادثة إنهاء وجود فصيل “جنود الشام” فيقول العايد لموقع تلفزيون سوريا إن اختيار فصيل جند الشام كان مدروساً بعناية فهناك عداء تقليدي وتاريخي بين مسلم الشيشاني متزعم الفصيل والروس فهو قاتلهم في حربي الشيشان الأولى والثانية، وانتقل إلى سوريا وقاتلهم ويتموضع في جبال الساحل السوري المنطقة الأكثر قرباً من مصالح الروس الحيوية في سوريا والمنطقة التي تعتقد روسيا بأنها نقطة إطلاق الطائرات المسيرة التي تستهدف القاعدة الجوية الروسية في حميميم، ومن هنا يعتقد العايد بأن ضغطاً تركياً بريطانياً مورس على هيئة تحرير الشام لإنهاء وجود الشيشاني في جبال الساحل من أجل تخفيف حدة تهديدات روسيا بشن هجمات على المنطقة، ومن أجل إثبات نية هيئة تحرير الشام بالاعتدال ومشاركتها في القضاء على الجماعات الإرهابية تمهيداً لإخراجها من سلة التصنيف مع تلك الجماعات.
من جهته قال فراس فحام الباحث في الشأن السوري في مقابلة صحفية عبر شاشة تلفزيون سوريا إن هيئة تحرير الشام تهدف من خلال تلك الممارسات لملاقاة أهداف الدول وتقديم الخدمات ومغازلة الروس عبر استهداف الجهاديين القوقاز وإبعادهم عن المشهد.
كما أن السبب الاقتصادي حاضر هو الآخر في المشهد، فيرى الصحفي براء الرزوق في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن وجود تنظيمات متشددة تعارض التفاهمات التركية الروسية حول طريق M4 يعيق تنفيذ تلك التفاهمات وفتح الطريق أمام الحركة التجارية، مما يوجب على تركيا إزاحة تلك التنظيمات عن الخريطة عبر هيئة تحرير الشام فتركيا ليست بصدد خوض مواجهة مباشرة مع جماعات متشددة في جغرافيا صعبة ومفتوحة إنما تترك الأمر لهيئة تحرير الشام التي تتشاطر الأرض مع تلك المجموعات وتستطيع إحكام قبضتها العسكرية عليها عبر قطع طرق إمدادها ومداهمة مراكز وجود عناصرها، وخبرة الهيئة الكبيرة في قتال الفصائل، وهو ما حصل مؤخراً مع فصيل “حراس الدين” التابع لتنظيم القاعدة والذي اجتثته هيئة تحرير الشام قبل عام ونيف، والذي كان ينتشر في عدة مناطق من بينها منطقة محمبل جنوب غربي إدلب على طريق M4 وكان يعرقل تسيير الدوريات التركية الروسية المشتركة ووجهت له اتهامات باستهداف القوات التركية في منطقة نفوذه.
عذراً التعليقات مغلقة