بعد الإضراب العام .. مجالس الباب المحلية تهدّد المعلمين بالفصل

عائشة صبري19 أكتوبر 2021آخر تحديث :
مجموعة من الطلاب والطالبات أمام أحد المدارس بريف ادلب الجنوبي – عدسة: حنين السيد – حرية برس©

حرية برس – حلب:

أصدرت مجالس محلية في منطقة الباب شرق محافظة حلب شمالي سوريا، والمعروفة باسم منطقة “درع الفرات”، اليوم الثلاثاء، تعميماً يُفيد بتهديد المعلمين والمعلمات الذين أعلنوا إضراباً عاماً قبل أيام، يقضي بفصلهم من وظائفهم حال لم يعودوا إلى الدوام المدرسي.

ونشرت صفحات مجالس مدن “الباب، قباسين، بزاعة” الرسمية على موقع فيسبوك، تعميماً مماثلاً جاء فيه، أنَّه سيتم اتخاذ إجراءات فيما يتعلق بموضوع إضراب المعلمين عن الدوام وعدم التحاقهم بوظائفهم في مركز المدينة والقرى التابعة لها بسبب قلة الراتب.

وتضمنت الإجراءات: “بدء الاقتطاع من الرواتب بعدد الأيام المتغيب عنها حتى يوم الأربعاء الموافق 20 / 10 / 2021، وفي حال التغيّب المستمر اعتباراً من يوم الأربعاء، سيتم إنهاء وظيفته، وذلك بموجب النظام الداخلي للمجلس المحلي”.

وطالبت المجالس المحلية في التعميم المذكور المعلمين بـ”وجوب العودة إلى مدارسهم حتى لا يتعرضوا  إلى إنهاء وظيفتهم بالفصل”، وأوضحت أنَّ هذا التعميم يعتبر بمثابة “قرار إلزامي”، مبرّرة ذلك أنَّه لحماية حق التعليم للأطفال الذي يعدّ حقاً من حقوق الإنسانية.

وفي سياق متصل، نشرت المجالس المحلية المذكورة، منشوراً لاحقاً بالتعميم يتضمن صور أطفال مكتوب عليها: “من حقهم التعليم .. طلابنا الأعزاء مدارسنا ترحب بكم .. نحن معكم”.

وأغلقت صفحات المجالس خاصية التعليق، نظراً لكثرة الانتقادات التي تلقتها إزاء قرارها تجاه المعلمين والمعلمات، ومن التعليقات وسوم: “الطلاب مع المعلمين، أعطوا معلمي المحرر حقوقهم، أدعم مطالب المعلمين”.

بدورهم، أعلن ناشطو المنطقة استمرار وقوفهم مع مطالب المعلمين المحقّة، مستنكرين عبر منشوراتهم على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي هذا التعميم، ومنهم من أعرب عن استيائه من هذا القرار الجائر عبر التهكم من الأخطاء الإملائية الواردة في التعميم.

وطالب الناشط سليمان أبو ياسين، عضو “رابطة نشطاء الثورة في حمص” عبر صفحته في فيسبوك، بـ”إقالة كل القائمين على هذه المجالس وتسليمها لمن هم أهل لها من ثوار المنطقة وأحرارها،  والتضامن كل التضامن مع المعلمين الأحرار”.

من جهته، الإعلامي محمد السباعي، قال في منشور له: “يرجى من المسؤولين التوقف عن الحركات الاستفزازية بالعلم والمعلمين، فهذا يضر بواقعنا التعليمي وهذه ليست من أخلاقنا وشيمنا، فالعلم ليس سلعة قابلة للاستهزاء والاستخفاف”، مضيفاً: “ما هكذا تعالج الأمور ولا هكذا تُسمع المطالب”.

يذكر أنَّ معلمين في عدد من مدارس مدن الباب وقباسين وبزاعة، أوقفوا التدريس ونفذوا إضراباً شبه كامل للقطاع التعليمي، يوم الخميس الفائت، احتجاجاً على واقع المدارس والعملية التعليمية، وتدني أجور المدرسين.

وكان المعلمون في المنطقة، أصدروا بياناً احتجاجياً طالبوا فيه “بتحسين العملية التعليمية وتطويرها لتكون نموذجاً يحتذى به، لكن للأسف العملية التعليمية ما زالت تراوح مكانها مع تكرار ذات الأخطاء وتعمد اتخاذ قرارات تعسفية، منها فصل المعلم أو نقله التعسفي ومطالبته بما يفوق طاقته”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل