صاحب القصيدة الشهيرة “أرسلت روحي” يفارق الحياة في مخيمات إدلب

فريق التحرير12 سبتمبر 2021آخر تحديث :
الشاعر السوري نادر شاليش

حرية برس – إدلب:

توفي الشاعر نادر شاليش، صاحب القصيدة الشهيرة المعروفة باسم “أرسلت روحي إلى داري تطوف بها”، وذلك في مخيمات النزوح في بلدة أطمة شمال محافظة إدلب شمالي سوريا.

ونعى ناشطون سوريون، الراحل الذي طالما أبكت كلماته كل سوري ذاق مرارة التهجير والبعد عن منزله وبلده.

واشتهر “شاليش” بعد أن تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلاً له يلقي فيه قصيدة مؤثرة بعنوان “أرسلت روحي” أمام إحدى عدسات الناشطين في مخيم أطمة شمال إدلب، لكنه لم يكملها وقتها، وذلك بعد أن نزح مع أهله عقب تهدم منزله بسبب قصف نظام الأسد عام 2013.

وقبل نزوحه عمل “شاليش” مدرساً ومديراً لإحدى المدارس في كفرنبوذة، وبقيت القصيدة محفورة في أذهان السوريين، وتحديداً المهجرين والنازحين، لما لها من تأثير عليهم، خاصة أن دموع الشاعر لم تتوقف أثناء ترديدها.

نص القصيدة:

أرسلتُ روحي إلى داري تطوفُ بها

لمّا خُطانا إليها ما لها سُبُلُ

أن تسأل الدار إن كانت تذكّرُنا

أم أنّها نسيت إذ أهلها رحلوا

أن تسأل السقف هل ما زال مُنتصباً

فوق الجدار شموخاً رغم ما فعلوا

أم أنّها ركعت للأرض ساجدةً

تشكو إلى الله في حزنٍ وتبتهلُ

أن تسأل النخل هل أكمامه نضجت

أن تسأل التين والزيتون متّصلُ

أمّا القطوف من الأعناب دانيةً

مثل اللآلئ كالحوراء تكتملُ

أم شجرة التوت والأغصان فارعةٌ

ناءت بحملٍ وقد طابت به الأكُلُ

هيهات يا دارُ أن تصفو الحياة بنا

ويرجع الجمع بعد النأي يكتملُ

لكنّ روحي ستبقى فيك ساكنةً

ما لي بأطمة لا شاةٌ ولا جَمَلُ

إن متُّ يا دار أو طال الزمان بنا

فالصبر يا دار لا يضعف لنا أملُ

أو عدتُ يا دار هل ألقاك باسمة

أم في اللقاء يعزّ القول والجُمَلُ

ويصبح الهمس نجوانا فلا كَلِمٌ

والعينُ تهطل سحّاً تغدق المُقَلُ

بالله يا دار لا تُبْدِيْ معاتبتي

أنّي رحلت بحالي دونما قُبَلُ

ما كان لبٌّ بساعات الرحيل

وما وقت أتيح إذ النيران تنهملُ

لابدّ لليل من صبحٍ يبدّده

ويَسْطع النور والظلْماء ترتحلُ

ويرجعُ الحقّ فوق الكفّ عالية

راياته البيض لا كفرٌ ولا دجلُ

علائمُ الصبح قد لاحت مبشّرةً

لم يبقَ في الساح لا عُزّى ولا هُبَلُ

فأوّل النصر للأوثان نكسرها

فعلُ الخليل وفعلُ المصطفى مثَلُ

لن تسكت الحرب لو ستين محولة

حتّى يطهّر وجه السهل والتللُ

أغرى بك الفرس أن تغدو لنا ملكاً

يخلف جبلّة ما أعيتهم الحيلُ

لكن غباءك أن صدّقت مَكْرَهمُ

كالطفل فارجع ففي أوهامك الأجلُ.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل