هل تحولت سفارة الأسد في بيروت إلى مركز للخطف والاعتقال؟

فهد القاضي29 أغسطس 2021آخر تحديث :
هل تحولت سفارة الأسد في بيروت إلى مركز للخطف والاعتقال؟

يطارد السوريون أحلامهم من خلال بوابات سفارات النظام الأسدي من أجل الحصول على جواز سفر كونه طوق النجاة الأخير للبحث عن وطن آمن وبديل لهم عن سوريا، بعد أن مزقتهم سنين الظلم والقهر على أيدي عصابات الأسد وإيران والميليشيات الطائفية.

ورغم قلة فاعلية ذلك جواز وسوء تصنيفه دولياً، فإن السوريين اللاجئين في لبنان وبعد أن تحول لبنان إلى مرتع للضباع وزنادقة العصر من ميليشيات حزب الله والمتحالفين معه، وبعد كثرة الانتهاكات الإنسانية التي تعرضوا لها في ظل سيطرة تلك الميليشيات على أجهزة الدولة الأمنية ومفاصلها، فإن أملهم الوحيد بات بطرق باب سفارة النظام السوري هناك من أجل الحصول على جواز سفر لقاء مبالغ طائلة لسلك طريق الهجرة إلى بلد يحترم إنسانيتهم بغض النظر عن الدين والقومية والطائفة، وعلى المجهول الذي ينتظرهم هناك كون خياراتهم أضحت قليلة إن لم نقل معدومة.

وفي مواجهه تلك التحديات، فإن خمسة شبان من الناشطين السوريين اللاجئين في لبنان قصدوا سفارة النظام الأسدي في لبنان منذ عدة أيام من أجل الحصول على جواز سفر سوري وفق الأصول والقوانين المتبعة.

ولكن عناصر السفارة قاموا باختطافهم، والشبان هم: “توفيق الحاجي وأحمد العيد وإبراهيم ماجد الشمري ومحمد عبد الإله سليمان الواكد ومحمد سعيد الواكد”، وحسب أقوال ناشطين مقربين من هؤلاء الشبان، فإن عملية الخطف هذه تمت ضمن السفارة من خلال استدراج هؤلاء الشبان إلى السفارة لتسليمهم جوازات السفر حيث أنه حسب أقوال شهود، فإنهم بمجرد وصولهم إلى السفارة انقض عليها رجال الأمن بالزي الرسمي، واعتقلوهم ضمن حرم السفارة ومن بعدها أصبحوا بحكم المختفين قسراً، ولا توجد أية معلومات عنهم حتى الآن فيما إذا كان ما يزالون في السفارة في منطقة اليرزة أو أنه تم اقتيادهم إلى سوريا.

ويذكر أن توفيق الحاجي هو قائد لإحدى فصائل الجيش الحر سابقاً في درعا، وكذلك بقية الشبان المختطفين أيضاً كانوا من المناهضين لحكم عصابات الأسد في محافظة درعا. وبعد أن انتشرت على وسائل الإعلام التواصل الاجتماعي تفاصيل تلك الحادثة، فإن الدولة اللبنانية لا تزال غائبة عن السمع متخذة وضعية الصامت عن أي موقف أو تصريح توضيحي حيال ما جرى، وأعتقد بأن بيان الجيش اللبناني الأخير والذي صدر منذ سويعات، فإنه كان خجولاً جداً ولا يرتقي لمستوى الحدث، حيث أن الهدف منه هو التغطية على جرائم عصابات الأسد في لبنان.

وإن كان بيان الجيش اللبناني ذا مصداقية، فإنه كان من المتوجب السماح لوسائل الإعلام وللمحامين التواصل مع هؤلاء الشبان المختفين قسرياً لدى عصابات الأسد، وللعلم فإن اللاجئين السوريين في لبنان قد تعرضوا خلال السنوات السابقة لكثير من موجات الاعتقال والانتهاكات من قبل عناصر الأمن وميليشيات حزب الله اللبناني وقد تم تسليم الكثير منهم إلى عصابات الأسد.

وكل تلك الانتهاكات التي ارتكبت بحق اللاجئين السوريين في لبنان موثقة لدى كثير من المنظمات الدولية الحقوقية الإنسانية، ونناشد مفوضية حقوق الإنسان في لبنان ومفوضية اللاجئين باتخاذ ما يلزم من إجراءات للتواصل مع هؤلاء الشبان المختفين قسرياً والاطمئنان على سلامتهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل