المال مقابل الإفراج عن السوريين في سجون ليبيا

فريق التحرير23 أغسطس 2021آخر تحديث :
سوريون في سجون ليبيا

ما يزال عشرات السوريين يقبعون داخل السجون الليبية متوزعين على سجن غوط الشعال وسجن الزواية وسجن أبو سليم وسجن عين زارا في طرابلس على السواحل الليبية بعد أن ألقي القبض عليهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الإيطالية بحثاً عن حياة كريمة بعيداً عن الواقع الأمني المتردّي جنوب سوريا.

ونقل “تجمع أحرار حوران” عن والد أحد القابعين داخل سجن غوط الشعال، موضحاً أنّ ابنه محمد ما يزال داخل السجن منذ منتصف شهر رمضان الفائت بتهمة الهجرة غير الشرعية.

وقال: “لا نستطيع التواصل معه بشكل مباشر، إذ يقتصر التواصل عن طريق أشخاص في ليبيا، يطلبون مبالغ ضخمه تقدر بـ 2000$ للشخص الواحد مقابل إخراجه من السجن، ونحن لا نملك المبلغ الكافي لإخراجه”.

في حين شرح قتيبة الجابر من مدينة نوى وهو والد أحد المسجونين في سجن الزاوية بليبيا منذ ثاني أيام عيد الأضحى الماضي، أنه تواصل مع أحد السماسرة من أجل إخراج ابنه طلب منه 900$ لإخراجه لكنه لا يملك هذا المبلغ، مضيفاً: “لقد بعت ما لدي من أبقار حتى أوصلته إلى ليبيا، والآن لا أملك المبلغ المطلوب حتى أخرج ولدي من سجن الزاوية”.

من جهة ثانية تبلغ تكلفة الوصول إلى الأراضي الإيطالية للشخص الواحد، 1700 دولار أمريكي، إلا أن البعض يتم إلقاء القبض عليهم وإرجاعهم إلى الأراضي الليبية لتبدأ بذلك فصول جديدة من المأساة، حيث يعرض عليهم إخراج الشخص الواحد من سجن غوط الشعال 2000$ ومن سجن الزاوية 900$ وتختلف التسعيرة من سجن لآخر.

وتحدثت سمية العلي من ريف درعا والدة أحد المعتقلين في سجن غوط الشعال أنّ ابنها موجود داخل السجن منذ 31 تمّوز/يوليو الفائت ولا تعلم أي شيء عن مصيره سوى عن طريق شخص خرج منذ عشرة أيام من السجن بعد أن دفع ذويه مبلغ مالي وقال: إن ابنها كان يشعر بدوار وإغماء نتيجة الضغط الشديد داخل السجن وقلة الطعام.

وبسبب التعذيب قُتل اللاجئان السوريان “محمد يوسف بركات” و”عزوز بركات الصفدي” في سجن الزاوية في ليبيا، حيث تستمر معاناة 800 محتجز هناك، واستنكر “المرصد الأورومتوسطي” الممارسات غير الإنسانية التي ترتكبها السلطات الليبية بحق السوريين المحتجزين في سجونها، داعياً إلى تدخل فوري لإنهاء تلك التجاوزات المهينة للكرامة الإنسانية.

وطالب المرصد الحكومة الليبية بفتح تحقيق عاجل في ظروف احتجاز مئات المهاجرين السوريين، ووقف جميع الممارسات التعسفية وغير القانونية بحقهم، ومحاسبة جميع المتورطين في تلك الانتهاكات المشينة.

وسبق أن وثق “تجمع أحرار حوران” أسماء أكثر من 100 معتقل من مدينة نوى غرب درعا، متواجدين في السجون الليبية، ألقي القبض عليهم خلال فترات متفاوتة خلال محاولتهم الوصول الى إيطاليا انطلاقاً من السواحل الليبية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل