ضبطت السلطات الإسبانية يوم الأحد الماضي شحنة مخدرات كانت مخبأة في سفينة قادمة من لبنان بطاقم سوري، تحمل مواد بناء ووجهتها المغرب.
وأعلنت السلطات أنّها صادرت الشحنة بعد ضبطها أمام السواحل الإسبانية بعملية استخباراتية بقيادة إيرلندية وفرنسية، فيما تقدّر قيمة المخدرات بنحو 400 مليون يورو.
وذكرت صحيفة “أبريش تايم” الإيرلندية أنّه بعد تفتيش سفينة الشحن “ناتاليا” في المياه الدولية في أرخبيل الكناري، ضبطت سلطات إنفاذ القانون والجمارك الإسبانية 20 طناً من الحشيش.
وأضافت الصحيفة أنّ طاقم السفينة، التي كانت في حالة خطرة وغير صالحة للإبحار، يتكون من 11 رجلاً سورياً، احتجزتهم السلطات الإسبانية للتحقيق.
وانطلقت السفينة ناتاليا من لبنان إلى مدينة لاغوس في نيجيريا عبر ميناء اسكندرونة التركي عندما بدأ المكتب الأيرلندي التابع لمركز عمليات التحليل البحري الأوروبي “Maoc” ومقره في لشبونة بتعقبها.
وكانت السفينة تتجه نحو المغرب على أنّها تنقل شحنة من مواد البناء، فيما تم إخفاء المخدرات داخل العنابر.
ولفت تقرير المكتب، إلى أنّ السفينة أجرت تغييرات مشبوهة على سجّلها خلال الشهر الماضي، وشمل ذلك تغيير اسمها إلى نتاليا وعلمها من توغو إلى علم دولة جزيرة بالاو.
وتعتقد الشرطة أن عصابة التهريب التي تم القبض عليها لها صلات بمهربين آخرين في دول على طول الطريق بما في ذلك مالطا وسوريا ومصر وليبيا.
وأدى ذلك إلى عملية صعود الشرطة على متن السفينة في أثناء إبحارها إلى جنوب جزء الكناري، حيث يُظهر تسجيل مصور، نشرته الشرطة الوطنية الإسبانية، ضباطاً ينفذون عملية صعود مسلحة قبل الكشف عن أكوام من “بالات الحشيش” المشتبه فيها في المخزن.
وفي وقت سابق أشار تقرير لصحيفة فاينشال تايمز البريطانية إلى تنامي تجارة المخدرات في سوريا ولبنان، مشيرا إلى أنّ “الحجم الهائل لعمليات ترحيل المخدرات من سوريا يؤدي إلى استنتاج أن نظام بشار الأسد، الذي استعاد السيطرة على ثلثي البلاد، متواطئ في هذه التجارة غير المشروعة”.
وأكدت تقارير دولية وصحفية موثقة، أن صناعة وتجارة المخدرات، وخاصة “الكبتاغون”، أصبحت “شريان حياة” لاقتصاد النظام، إذ بلغت القيمة السوقية لكميات “الكبتاغون” السوري في عام 2020 ما لا يقل عن 3.5 مليارات دولار، أي خمسة أضعاف قيمة صادرات النظام خلال العام نفسه.
وفي أيار/مايو الماضي، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً تحدثت فيه عن تصنيع مخدر “الكبتاغون” في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وكيف أصبح مكسباً تجارياً كبيراً لاقتصاد النظام، وينافس الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد السوري، مشيرة إلى أنه حوّل سوريا إلى “دولة مخدرات”.
عذراً التعليقات مغلقة