حرية برس – درعا:
صعدت قوات نظام الأسد من حملتها العسكرية على أحياء درعا البلد، اليوم الثلاثاء، وذلك بعد إعلان اتفاق يقضي بإنهاء الحصار المفروض على تلك الأحياء في مدينة درعا منذ شهر.
وأفاد “تجمع أحرار حوران” بأن ميليشيات للفرقة الرابعة التابعة لقوات الأسد شنت عمليات دهم وتفتيش جنوب وشرق درعا البلد، صباح اليوم، ليقوم شبان من المنطقة بإطلاق النار في الهواء تحذيراً للميليشيات من الاقتراب أكثر من منازل المدنيين.
وأضاف أن ميليشيات الفرقة الرابعة سرقت محتويات العديد من المنازل على أطراف أحياء طريق السد ودرعا البلد بعد مداهمتها، ونصبت حاجزاً عند بئر الشيّاح في محيط درعا البلد وأطلقت النار بواسطة مضادات أرضية باتجاه السهول والمزارع المحيطة بدرعا البلد، ما أسفر عن وقوع إصابتين في صفوف المدنيين.
وأردف أن قوات الأسد استهدفت حي البحار في درعا البلد بأكثر من خمس قذائف هاون، إضافة إلى قصف بقذائف الهاون والمضادات الأرضية على منطقة المسلخ في حي البحار، وجددت القصف عصر اليوم على أطراف حي طريق السد، ما أدى إلى نزوح عدد من العائلات في أحياء درعا البلد إلى درعا المحطة وإصابة الشاب عاهد أبو عون من بطلق ناري في منطقة الرأس خلال وحالته خطرة، نتيجة القصف المستمر، إضافة إلى إصابة الطفل عدي الفشتكي من مخيم درعا بطلقة من قناص النظام المتمركز في حاجز المحكمة.
وأشار “التجمّع” إلى انسحاب قوات الأسد من النقاط العسكرية الجديدة التي نشرتها ظهر اليوم في درعا البلد، وسط أوضاع أمنية متوترة، واستنفار للميليشيات العسكرية على أطرافها، فيما لوّح أحد ضباط النظام بالخيار العسكري في درعا البلد بعد الانسحاب من ثلاثة مواقع.
وقال مصدر مقرّب من لجان التفاوض: إن “الاتفاق كان يقضي بأن تدخل صباح اليوم قوات تابعة للفرقة 15 وتنشئ نقاطاً محددة استكمالاً لتنفيذ بنود الاتفاق، بين اللجنة المركزية بدرعا البلد ونظام الأسد، القاضية بإنشاء نقاط عسكرية داخلها، ليتفاجأ الأهالي في درعا البلد بمداهمة قوات تابعة للفرقة الرابعة لمنازل المدنيين وسرقتها، وسط توتر يسود المنطقة”.
ويوم أمس الاثنين، أعادت قوات الأسد فتح حاجز السرايا الذي يصل بين أحياء درعا البلد ومركز المدينة، بعد إغلاقه في 24 حزيران/يونيو الفائت، وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة المركزية ونظام الأسد قبل يومين.
تعزيزات عسكرية
وصلت عصر اليوم تعزيزات عسكرية جديدة بينها دبابات وآليات ثقيلة إلى أطراف حي مخيم درعا، وأخرى تصل إلى المناطق الجنوبية من مدينة درعا.
وأوضح مصدر مقرب من اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي، أن قوات الأسد تستقدم التعزيزات العسكرية على الرغم من إنهاء ملف درعا البلد، وذلك من أجل ترويع المناطق الأخرى خصوصاً بعد أن كثرت الأقاويل والإشاعات عن نية النظام بمحاصرة مناطق جديدة، مشدداً أنهم لم يسمحوا له بالانفراد بكل منطقة على حدى.
وأول أمس الأحد، استقدمت قوات الأسد تعزيزات عسكرية كبيرة، وصلت إلى الملعب البلدي في مدينة درعا، وشوهدت أرتال عسكرية على أوتوستراد “دمشق – درعا” قادمة من العاصمة دمشق، تحوي مئات العناصر من ميليشيات الفرقة الرابعة والنمر، بالإضافة لعشرات الدبابات والمدافع، بحسب “تجمع أحرار حوران”.
وفي 24 الشهر الجاري، قال مصدر من اللجنة المركزية بدرعا البلد: “توصلنا لاتفاق نهائي مع ضباط النظام السوري حول درعا البلد بهدف إيقاف الحملة العسكرية عليها، وينص الاتفاق على إنهاء الحصار وفتح الطرقات بين درعا البلد ومركز المحافظة خلال ثلاثة أيام قادمة اعتباراً من يوم الأحد، مقابل تسليم عدد محدود من السلاح الفردي، وإقامة ثلاث نقاط عسكرية داخل أحياء درعا البلد”.
وأضاف: “تم الاتفاق على إجراء تسوية جديدة لنحو 100 شاب في درعا البلد، وتسوية للأشخاص الذين لم يجروا عملية التسوية في تموز 2018، والاتفاق على ضبط اللجان المحلية التابعة للأفرع الأمنية داخل المربع الأمني، وتطبيق القانون بحق أي مسيء من أي طرف كان، بالإضافة لسحب السلاح غير المنضبط من اللجان المحلية والقوات الرديفة”.
Sorry Comments are closed