درعا – حرية برس:
تشهد مدينة درعا جنوبي سوريا حالة من الترقب والتوتر الأمني واحتمالية لتصعيد عسكري من قبل نظام الأسد وروسيا عقب جولات من التفاوض بينهم وبين لجان درعا المركزية، من أجل مناقشة الأوضاع الأمنية في المحافظة، والتي تشهد عمليات اغتيال بشكل يومي، وفوضى أمنية عارمة محورها الميليشيات المحلية التابعة لأفرع النظام الأمنية.
وكانت آخر المطالب الروسية للجنة التفاوض بدرعا البلد، تسليم 200 قطعة سلاح فردية “يستخدم للحماية الشخصية”، مقابل إخراج اللجان المحلية التابعة للأجهزة الأمنية من مواقعها في حي المنشية وحي سجنة وجمرك درعا القديم، إضافة إلى سحب السلاح منهم، الأمر الذي لاقى رفضاً شعبياً واسعاً في المنطقة.
ورداً على رفض المطلب هدّد الجنرال الروسي المعروف باسم “أسد الله” بالتصعيد العسكري على منطقة درعا البلد، والذي بدأ بفرض الحصار على المنطقة وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية منها إلى مركز المدينة منذ ليلة الأمس، في حين حلق صباح اليوم الجمعة 25 حزيران، الطيران الحربي فوق مدينة درعا وريفها على علوٍ منخفض تهديداً بالتصعيد.
وبحسب “تجمع أحرار حوران” فإنّ رتلاً لميليشيا كتائب الرضوان التابعة لإيران دخل إلى مدينة ازرع مساء أمس الخميس، يقل عشرات العناصر الذين يستقلون سيارات دفع رباعي وأسلحة رشاشة.
يأتي ذلك بعد أنّ هدد الجنرال الروسي “أسد الله” أهالي درعا باستخدام ميليشيات شيعية ضدهم، الأمر الذي يؤكد حضور التنسيق الإيراني – الروسي في ملف المحافظة، إذ عُيّن “أسد الله” من قِبل روسيا منذ نحو أسبوعين عن المنطقة الجنوبية.
وبدأ حصار مدينة درعا منذ نهاية أيار/مايو الفائت، بعد أن أغلقت قوات الأسد العديد من الطرقات المحيطة بدرعا المحطة، عن طريق رفع سواتر ترابية كبيرة في منتصفها، الأمر الذي يؤكد نية النظام على التصعيد العسكري في المنطقة قبل مطالبته والجنرال الروسي “أسد الله” بتسليم السلاح الفردي، ويرجح وفق ناشطون أنها عملية انتقام من أهالي المحافظة رداً على رفضها المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
احتجاجات شعبية
بدورهم دعا ناشطون من درعا، الأهالي في جميع مدن وبلدات المحافظة للتظاهر عقب صلاة الجمعة تحت مسمى “رفع الحصار عن درعا البلد”، كما تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع درعا البلد عبر وسم #تضامن_مع_مهد_الثورة.
وحرج أهالي درعا البلد وقفة احتجاجية رفضاً للاستفزاز والابتزاز الذي تسعى إليه روسيا في المنطقة عن طريق الجنرال المعُيّن حديثاً في المنطقة “أسد الله”، ويتحدث الدكتور زياد المحاميد، عضو لجنة درعا البلد أنّ “روسيا لم تفِ بالتزاماتها وتمارس الضغوط على الأهالي”.
ورفع أهالي مدن طفس واليادودة والمزيريب ومنطقة حوض اليرموك غرب درعا، والحراك والغارية الشرقية والكرك الشرقي والجيزة شرق درعا، شعارات تضامنية مع درعا البلد، والتي أطبق عليها النظام حصاراً منذ ليلة أمس الخميس، على خلفية رفض الأهالي والوجهاء فيها، طلب النظام والاحتلال الروسي بتسليم السلاح الفردي “المستخدم للحماية الشخصية”.
وقفة احتجاجية لأبناء بلدة المزيريب غربي درعا تضامناً مع مهد الثورة السورية “درعا البلد”
تحت عنوان “ابتزاز رخيص”.. خطبة الجمعة للشيخ فيصل أبازيد، أحد وجهاء مدينة درعا، يتحدث خلالها عن استفزازات وضغوطات تُمارس من قبل جنرال روسي يدعى “أسد الله” ومن خلفه ضباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بهدف إخضاع أهالي المنطقة.
Sorry Comments are closed