أقيمت اليوم الجمعة، أول صلاة جمعة في مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد بمحافظة حمص وسط سوريا، وذلك بعد مرور عامين من انتهاء عمليات ترميمه من قبل نظام الأسد الذي دمّره بفعل القصف المدفعي خلال تواجد الثوار في المدينة.
وأفادت مصادر محلية لشبكة “آرام” بأنَّ الشيخ عصام المصري، الذي يشغل منصب مدير أوقاف حمص، أمّ المصلّين وتلا خطبة الجمعة، حيث شهد المسجد إقبالاً كبيراً من كافة سكان أحياء المدينة، مشيرة إلى أنَّه ستقام في المسجد شعائر الصلوات الخمس ابتداء من صلاة عصر اليوم.
وتأتي هذه الخطوة من نظام الأسد، بعد عمليات ترميم مسجد خالد بن الوليد وإزالة جميع المعالم الأثرية من المسجد واستبدالها بالرخام والسيراميك، ومن أبرز تغييرات الترميم الحديث للجامع، هي “صحن المسجد” الذي كان مسقطه مستطيل وتطل عليه أروقة حجرية أقواسها مدببة مطلية ومبنية بالحجر الأبيض والأسود، أمَّا في الترميم الأخير فقد استبدل الحجر بمادة الرخام أو السيراميك.
واللافت هو تغيير شكل الضريح، الذي استعمل فيه الحجر والرخام وتمّت إزالة كلّ معالم الضريح السابق حيث كان هناك تابوت أثري نفيس جداً من الخشب المحفور المزدان بالألوان يحيط بقبر خالد بن الوليد، وهذا التابوت قدّمه الظاهر بيبرس عام 1267 م.
وقد أصلح هذا التابوت في المعمل الفني التابع للمديرية العامة للآثار والمتاحف، وأنقذ من التلف، وبني بدلاً منه قبر جديد داخل غرفة وهي ذات قبة فيها ضريحين الواحد يضم الصحابي خالد بن الوليد والآخر يضم ولده عبد الرحمن.
يشار إلى أنَّ مسجد خالد بن الوليد له رمزية كبيرة لدى المسلمين، وهو يعدُّ نقطة سياحة لكافة من يزور مدينة حمص، وتتميز ساحته بوجود الأشجار والزهور، وطيور الحمام، وهي شبيهة بساحة المسجد الأموي في العاصمة دمشق.
وخلال اندلاع الثورة السورية في 15 مارس/آذار 2011، كانت ساحة المسجد مسرحاً للمتظاهرين ضد نظام الأسد، واستشهد على أرضها الكثير من الشباب برصاص أمن النظام الذي يفضّ المظاهرات السلمية بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.
وتعرّض المسجد الأثري، لقصف لا سيّما في عام 2013 خلال حصار شديد استمر عامين، ما خلّف فيه وفي المرقد أضراراً بالغة وشُوّهت معالمه، وفي عام 2015، (بعد عام من خروج الثوار إلى ريف حمص الشمالي) انطلقت عملية ترميمه بتمويل من رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، وأعيد افتتاحه في فبراير/ شباط 2019 بحضور مفتي جمهورية الشيشان صلاح ميجييف، لكن لم تقم فيه الصلاة حينها.
عذراً التعليقات مغلقة