بعد الضجة حول امتحان الرياضيات .. وفاة طالب بكالوريا في إدلب

فريق التحرير15 يونيو 2021Last Update :
صورة أثناء تقديم طلاب البكالوريا لمادة الرياضيات في إدلب والطالب المتوفى أحمد رحيل

حرية برس – إدلب:

توفي الطالب، أحمد محمد عيد رحيل، في محافظة إدلب شمالي سوريا، ليلة الأحد-الاثنين، وذلك بعد ساعات من تقديمه امتحان مادة الرياضات في المرحلة الثانوية (البكالوريا)، والذي أثار جدلاً بسبب صعوبة الأسئلة، حيث تعددت روايات الوفاة التي تزامنت مع هذا الامتحان.

وتضاربت أسباب الوفاة ما بين رواية والد الطالب الذي أعلن أنَّ الوفاة تعود إلى “شردقة بالتنفس”، وهذا ما أكده التقرير الطبي الوارد عن الحالة، وبين شقيق المتوفى الذي أكد أنَّ الوفاة سببها “أزمة قلبية”، فيما ذكر أحد مسعفي الطالب على موقع فيسبوك أنَّ “أحمد” توفى نتيجة تناول جرعة دواء زائدة أدت إلى نزيف هضمي، في “محاولة انتحار”.

وأوضح الصحفي محمود رحيل، أحد أقرباء المتوفى أنَّ هذا التضارب في السبب المباشر للوفاة، لا ينفي أنَّ الدافع والمسبب هو الصدمة والاكتئاب الذي سببته صعوبة الامتحان، خاصة أنَّ “أحمد” كان طالباً مجتهداً ويحلم بدخول كلية الطب البشري، فربَّما كلّ الأسباب الواردة تصبُّ في كونه أصيب بصدمة نفسية في الامتحان لكنَّه كتمها ولم يعبّر عنها.

ونفى والد الطالب “أحمد” لمنصة “تأكد” عبر تسجيل صوتي رواية الأدوية أو الأزمة القلبية، مؤكداً أنَّ ابنه كان طبيعياً وذهب للنوم وتوفي ليلاً، كما نفى صلة الامتحان بالوفاة. فيما ذكر أقارب الطالب أنَّه من حفاظ القرآن الكريم ولا يمكن أن ينتحر، كما رُفعت دعوى ضد مدعي أنّه مسعف لحالة “انتحار بجرعة دواء” في المحكمة ليحاسب على ادعائه “الكاذب”.

وقال الطبيب زاهر الطقش (الذي كشف على جثة الطالب في الطبابة الشرعية) أنَّ سبب الوفاة هو نقص الأكسجة الناتج عن استنشاق مواد طعامية، موضحاً أنَّ استنشاق الطعام حصل خلال نوم الطالب نتيجة استفراغه، وأشار إلى صعوبة تحديد سبب “الاستفراغ” الذي تسبب برجوع بقايا الطعام من معدة الطالب خلال نومه ودخوله في مجرى التنفس.

يشار إلى أنَّ الطالب ينحدر من بلدة جرجناز جنوب إدلب، ونزح مع عائلته إلى قرية “بيرة أرمناز” التابعة إدارياً لمدينة حارم على الحدود السورية التركية، وأحدث خبر وفاته ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيَّما مع كثرة الحديث عن صعوبة أسئلة الرياضيات التي وصفت بـ”تعجيزية”، بينما يرى متخصِّصون أنَّها “منطقية” كونها تميّز الطالب المتفوق من الجيّد والمتوسط، وبالتالي يحصل المستحق على حقّه.

يذكر أنَّ الطالبة “بسملة عبد الحق الحليم” توفت في السادس من الشهر الجاري، بعد تقديمها امتحان مادة الفيزياء في مدرسة “حمود عبد العزيز” في إدلب، وأفاد ذوو الطالبة –حسب ناشطين- أنَّها استيقظت في الليل وهي تعاني من آلام في المعدة فتناولت حبة مسكن، لكنها بالخطأ كانت حبة دواء ضغط، ما أدى إلى تسممها ووفاتها بعد إدخالها إلى المشفى.

وكانت أسئلة مادة الرياضيات لطلاب المرحلة الثانوية (البكالوريا) في محافظة إدلب، الأحد، أثارت استياء وغضب الطلاب والأهالي وناشطي المنطقة، كونها حسب وصفهم، “تعجيزية” ويحتاج العبقري لوقت أطول من المحدد في الامتحان لحلِّها، بينما يرى متخصِّصون أنَّ الأسئلة “منطقية” كونها تميّز الطالب المتفوق من الجيّد والمتوسط، وبالتالي يحصل المستحق على حقّه.

وانهالت مئات التعليقات المندَّدة بصعوبة الأسئلة، على منشور أوردته “مديرية التربية والتعليم في إدلب” عبر صفحتها في فيسبوك، حول سير العملية الامتحانية لليوم الرابع، حيث تقدّم طلاب شهادة التعليم الأساسي والشهادة الثانوية لمادتي الرياضيات (العلمي) والجغرافيا (الأدبي).

وقامت المديرية بتقييد التعليق، بعد سيل من الانتقادات والشتائم الذي تلقته على المنشور بسبب الأسئلة التي وصفها حتّى المدرسون بالصعبة للغاية، وخرج معظم الطلاب والطالبات والدموع على وجهوههم تعبيراً عن حزنهم من صعوبة الأسئلة، إضافة إلى وقوع حالات إغماء لمن لا يحتمل الصدمة، حيث طالبت معظم التعليقات التربية بتصوير سيارات الإسعاف التي نقلت هذه الحالات.

وفي تسجيل صوتي تناقله ناشطون على لسان أحد المدرسين قال فيه: إنَّ “أسئلة تربية نظام الأسد لا يمكن أن تصل إلى نصف صعوبة أسئلة تربية إدلب، وصعوبتها تأتي من أنَّها طويلة تحتاج وقتاً أكثر من المحدّد”.

ولفت الأستاذ إلى أنَّ “نماذج الأسئلة السابقة للطالب الذكي لا تأخذ سوى نصف ساعة للحل، ولا أحد سيأخذ أكثر من 50 درجة من أصل 60 الدرجة الكاملة، وإن حصل على درجة 50 هو طالب يستحق أن يدرِّس هذه المادة للطلاب”، وعزا السبب إلى استبعاد الكوادر التدريسية السابقة.

وقال الأستاذ أنس الرحمون في منشور له: “أن تأتي مسألة هامشيّة درسها الطّالب بطلبٍ واحد في الكتاب، و يُضاف عليها أربعة طلبات، فهذا أمر خارج عن المألوف، وحُقَّ للطّلبة أن يخرجوا من الامتحان اليوم  وقد أضاعوا الشّرق من الغرب”.

وأضاف: “عزيزي واضع الأسئلة: لا مانع أن تكون (النكشة) في سؤال التّكاملات، أو أسئلة الدّرجتين في مقدمة الورقة للمفاضلة بين الطّلاب وفرز النّجباء، أمّا أن تضعها في مسألة الـ(13 علامة) فأخشى ما أخشاه أن يكون ذلك ظلمٌ موصوفٌ”. حسب قوله.

من جهته، مدير دائرة امتحانات وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة، محمد أحمدو قال في منشور له على فيسبوك: “بالمجمل الأسئلة كانت شاملة للمنهاج ومستوفية أغلب شروطها مع تحفظي على زمن إجابتها وقد ميزت الطالب الذكي من الطالب الذي دخل الفرع العلمي وهو لا يعرف جدول المدرسة من جدول الضرب”.

وأضاف أن الأسئلة بمنظوره التربوي والعلمي لهذه المادة “كانت جيدة وذات مستوى جيد جداً وتتميز بنقطتين أساسيتين: الأولى: تميز المدرّس المتخصص والمخلص في إعطائه للمادة عن المدرس البهلواني المتعدي على المصلحة، والثانية: ميزت الطالب الذي اجتهد وثابر على نفسه واستكمل سنوات دراسته دون انقطاع عن طالب ارتقى من طالب ناجح في التاسع ثم انتقل للدراسة في المعاهد الخاصة ليكون مباشرة في الثالث الثانوي الفرع العلمي”.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل