احتجاجات منبج تزلزل “قسد” وعناصرها يردون على طريقة نظام الأسد

فريق التحرير2 يونيو 2021آخر تحديث :
عائشة صبري
احتجاجات شعبية في مدينة منبج ضد ممارسات “قسد” 1 6 2021

تشهد مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق محافظة حلب شمالي سوريا، احتقاناً شعبياً وإضرباً عاماً احتجاجاً على قرارات “قسد”، وقمعها للمتظاهرين السلميين بالرصاص الحي ما أوقع شهداء وجرحى.

وفرضت الإدارة الذاتية في منبج، ليلة الأول من الشهر الجاري، حظراً للتجوال لمدة 48 ساعة، بعد مقتل شاب وإصابة ثلاثة آخرين أحدهم حالته خطرة أمس الاثنين، واتهمت نظام الأسد بإطلاق الرصاص عبر سيارة بيك آب في قرية “الهدهود” شمال منبج.

وقال الصحفي قحطان الشرقي لشبكة “آرام”: إنَّ حصيلة إطلاق “قسد” النار على المتظاهرين السلميين بلغت ثمانية شهداء خمسة منهم موثقين بالاسم: “حسين محمد الجبلي، إبراهيم الشيخ حسين، عبد السلام نجم، وفا حسن البهيو، جمعة الحمادة”، و27 جريحاً بينهم ثلاثة حالتهم خطيرة، لافتاً إلى أنَّ أغلبهم من قبيلة “البوبنا” وقبائل أخرى منها “البوسلطان”.

https://youtu.be/FUtstjvBGnY

وحول اتهام “قسد” لنظام الأسد بقتل الشاب وجرح آخرين، أوضح “الشرقي” أنَّ “قسد” حاولت منذ بداية المظاهرات توجيه الاتهام للنظام الذي من صالحه تأجيج الأمور في منبج، لكن المتظاهرين قطعوا الطريق عليه عبر رفع الشعارات السلمية، وفشلت الميليشيا بهذه المحاولة. 

بدوره، الناطق باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود وصف لـ”آرام”، قمع المظاهرات في منبج بأنَّه “حالة طبيعية لقوى إرهابية مسيطرة على المنطقة”.

وقال: “ما يحصل حالياً هو مثلما حدث عند اندلاع الثورة السورية وقيام نظام الأسد بقمعها عبر استخدام الرصاص الحي والاعتقالات التعسفية، والإرهاب يبدل ملابسه وتسمياته، والشعب هو من يعاني من ممارساته ومنها التجنيد الإجباري”.

رسالة أهالي منبج

بيَّن “الشرقي” (ابن منبج) أنَّ الوضع داخل المدينة “سيء جداً”، وهي مقطعة الأوصال وهناك مستشفيات محاصرة من قبل “قسد”، لذلك يصعب توثيق كامل الضحايا، إضافة إلى أنَّ الخروج بجنازة الشهداء هو أمر صعب لدى الأهالي.

ولفت إلى أنَّ هناك تخوف من استغلال الاحتجاجات السلمية من قبل نظام الأسد وروسيا لمحاولة دخول منبج، حيث هددت ميليشيا “قسد” الأهالي في حال استمرار الحراك الشعبي ضدها ستلجأ لإدخال النظام.

أمَّا رسالة أهالي منبج التي نقلها “الشرقي”، فهي مناشدة المجتمع الدولي وخاصة تركيا وأمريكا  بتدخل مبني على خارطة الطريق بينهما، والتي تم تجميد تنفيذ بنودها سابقاً، فالتدخل الدولي يمنع حمام الدم في حال دخل النظام إليها.

أسباب الاحتجاجات

عدّد الصحفي عدنان الحسين، أسباب الإضراب والمظاهرات، بأنّها تعود بالدرجة الأولى، إلى “الوضع الاقتصادي السيء جداً، وذلك بسبب فرض الضرائب من قبل الإدارة الذاتية، ووصل بهم الأمر إلى تعيين شخص كردي يشارك التجار في بضائعهم القادمة من خارج منبج، فهم بيدهم كلَّ أنواع التجارة من نفط وغذاء ومواد، إضافة إلى إغلاق المعابر الحدودية بسبب إجراءات فيروس كورنا، فلم يبق للأهالي فرص للعمل”.

أمّا التجنيد الإجباري الذي بدأ فجأة عبر سحب الشبان من دون أي إنذار، فيأتي بالمرتبة الثانية،  ما سبَّب حالة من السخط لا سيَّما أنَّ الشبان يعيلون عائلتهم بقوت يومي، إضافة إلى وجود حالة احتقان شعبي ضد “قسد” حيث فرضتها أمريكا كسياسية قوة الأمر الواقع، وليس للأهالي أيّة رغبة بوجودها.

وعن إمكانية استمرار الاحتجاجات، فأوضح “الحسين” (ابن منبج)، أنَّها تطوَّرت إلى وقوع شهداء وجرحى، وطبيعة العشائر لا تسكت عن الدم، لذلك من المتوقع استمرار المظاهرات، ويمكن أن تصل إلى الحراك المسلح، مشيراً إلى أنَّ منبج تقع تحت اتفاق أمريكي-تركي، و”قسد” تخرق الاتفاق عبر قمع المتظاهرين.

بيانات ثورية

أعلنت 78 هيئة ورابطة ثورية وعشائر وقبائل في سوريا، في بيان مشترك عن تأييدهم لانتفاضة الأهالي في منبج، داعين المجتمع الدولي لاتخاذ موقف جاد وعاجل لإنقاذ الأهالي من إجرام “قسد”. إضافة إلى تأييد مجلس ثوار حلب في بيان منفصل للحراك السلمي في منبج.

بدورها الحكومة السورية المؤقتة، دعت في بيان شركاء وداعمي “قسد” لاتخاذ مواقف حقيقية تتوافق مع القانون الدولي ومراجعة هذه العلاقة والتغطية السياسية التي تسهم في زيادة انتهاك حقوق السوريين ومأساتهم.

كما دعت الأمم المتحدة والدول المعنية إلى أخذ دورها كاملاً، والعمل الفوري والجاد على حماية السوريين في منبج سريعاً، وإرغام “قسد” على وقف حملات التجنيد القسري المخالفة للقانون الدولي، ووقف حملات المداهمة والاعتقال وقمع المظاهرات. فيما خرج أهالي مدينتي جرابلس والباب المجاورتين لمدينة منبج شرق حلب، في وقفات تضامنية مع أهالي المدينة.

من جهته، المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها (التابع لقسد)، زعم في بيان وقوفه إلى جانب الشعب، وأنَّ مهمته الأساسية هي حمايته من أي هجوم خارجي وضمان الأمان والاستقرار، متوعداً بأخذ كافة التدابير للتصدي لأيّ “مخطط اجرامي” يستهدف استقرار المدينة.

كذلك، عقد وجهاء العشائر والأعيان والمجالس المدنية والعسكرية وقوى الأمن الداخلي التابعين لـ”قسد” اجتماعاً تم خلاله بحث كافة المطالب التي نادى بها المتظاهرون ووضعت كافة المقترحات الكفيلة بتلبية هذه المطالب بما يخدم مصلحة المواطنين. حسب البيان

في حين، ذكرت “شبكة منبج مباشر” على تويتر، أنَّ تعزيزات لعناصر أجنبية غير سورية تابعة لـ”قسد” دخلت مساء الثلاثاء، إلى منبج وانتشروا في بعض الحواجز، وهم يرتدون سراويل فضفاضة تشبه لباس مقاتلي جبال قنديل وتم سحب العناصر العرب من كافة الحواجز.

https://twitter.com/manbijlive/status/1399784421201436680

يذكر أنَّ أهالي منبج نفذوا إضراباً في أسواق المدينة، في 12 / 10 / 2019، وذلك تنديداً باتفاق ميليشيا “قسد” مع نظام الأسد، القاضي بدخول الأخير وتسليمه المدينة، سبقه في 14 / 1 / 2018 “إضراب الكرامة” دعت إليه عشيرة “البوبنا” احتجاجاً على مقتل اثنين من أبنائها وتعذيبهما بشكل وحشي كما ظهر على جثتيهما من قبل “قسد”.

وفي 1 / 11 / 2018 سيّر الجيشان التركي والأمريكي، أول دوريّة مشتركة لهما في منبج، تطبيقاً لخارطة الطريق بين أنقرة وواشنطن في الرابع من يونيو/حزيران 2018 تنصّ على انسحاب “قسد” من المدينة، وتشكيل مجلس محلّي يُراعي الأكثرية فيها، لكن الإدارة الأمريكية ماطلت في تنفيذ بنود الاتفاق رغم انقضاء المدة الزمنية المتفق عليها.

المصدر شبكة آرام
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل