لا بدَّ من نهاية للطغاة، فليس في شريعة التاريخ أو سنة الكون بقاء لطاغية أو مجرم، وإن أطال الله أعمار بعضهم لحين، إلا أن مصيرهم المحتم في غالب الأحيان هو القتل والزوال إلى مزبلة التاريخ.
في السنوات الأخيرة الماضية لقي عدد من الطواغيت العرب المصير الذي يستحقوه، كمعمر القذافي الذي قتل في مخبئه، وعلي عبد الله الصالح الذي قتل بعد اعتراض موكبه، أما طغاة آخرون استبقوا مصيرهم بالهرب والفرار خارج حدود بلدانهم بعد أن أدركوا أن شعوبهم سترد لهم ما ذاقوه على أيديهم من عذاب وألم.
الطاغية بشار الأسد يبدو أنه في طريقه لتطبيق أحد سيناريوهات أقرانه، ولكن فوّت على نفسه النجاة كما فعل زين العابدين بن علي، أو عبد العزيز بوتفليقة، ليتجه نحو المصير ذاته الذي واجهه علي عبد الله صالح، وهو الموت بنيران كان يظنُّ البائد أنها صديقة.
تعنت مستمر بالحل العسكري الدموي من أجل البقاء على كرسي الحكم وعدم الرضوخ لأدنى مطالب الشعب، بل على العكس ازدياد في تبنّي الحل الدموي والقمعي القائم على القتل والاغتيال، والتهجير والتغييب القسري في أقبية المخابرات، متخذاً من الخيانة المستمرة ورهن البلاد للمحتلين قوته في البقاء فوق صدور السوريين.
إن نتائج مهزلة الانتخابات التي أجراها رأس النظام والتي قرر من خلالها الفوز بنسبة تزيد عن 95 بالمئة، تؤكد محتوى الرسالة التي أراد المجرم إرسالها للشعب السوري ودول العالم، وهو أنه لا شيء تغير في طبيعته الإجرامية، وأنه لن يقدم أدنى تنازل بخصوص الانتقال السلمي للسلطة في سورية، كما نص أحد البنود في القرار الأممي 2254 فما زال قادراً -كما كان قبيل الثورة- على إعلان نجاحه الكاسح في الانتخابات، وبأي عملية إسقاط بسيطة في الملف السوري نستطيع قراءة عقلية النظام الحقيقية بعيداً عن التصريحات المجردة الناتجة عن الضغوطات.
شهر العسل الروسي الإيراني في سوريا لن يستمر إلى النهاية، كما لم يستمر بين البائد علي عبد الله الصالح والحوثيين فكما انتهت مهمة الأخير وتحوَّل إلى جثة هامدة بعد اشتباك قصير بين موكبه والحوثيين قرب صنعاء سيأتي يوم تنتهي به مهمة بشار الأسد، وربَّما بطلقة واحدة قرب دمشق، وهذا ما بات وشيكاً.
Sorry Comments are closed