دمشق – حرية برس:
على مقربة من دمار واسع تسببت به قواته، أعلن اليوم في دمشق عن فوز بشار الأسد بولاية رئاسية رابعة، وفق ما أفاد به رئيس مجلس الشعب التابع للنظام، حمودة صباغ، بعد حصوله على 95.1% من الأصوات في انتخابات هزلية جرت أمس الأربعاء.
وقال صباغ إن الأسد “فاز بمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية” بعد حصوله “على 13,540,860 صوتاً، بنسبة مقدارها95.1 بالمئة من عدد أصوات المقترعين الصحيحة” التي زادت عن 14 مليون مقترعا، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال بلغت 78.4%، ولم يفسر صباغ هذا العدد من الناخبين الذي يشكل فضيحة في ظل تهجير ملايين السوريين، الذين حرمهم نظام الأسد من المشاركة في انتخباباته الصورية.
وأضاف صباغ أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 78.64%. وأن المرشحين الآخرين اللذين نافسا الأسد في هذه الانتخابات، وهما الوزير والنائب السابق عبد الله سلوم عبد الله والمحامي محمود مرعي من “معارضة الداخل” المقبولة من النظام حصلا على 1.54% و3.3% من الأصوات على التوالي.
وكان الأسد حصل في انتخابات العام 2014 على أكثرية 88% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية آنذاك.
ومن جهته رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتائج الانتخابات، وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل بعد مشاورات الخميس في لشبونة مع وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء بالتكتل إن الانتخابات “لن تؤدي إلى إنهاء للنزاع” في سوريا. وأضاف أن عملية الانتخاب لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى مبادرات من أجل عودة للعلاقات الدولية مع النظام السوري إلى طبيعتها.
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إن الانتخابات الجارية في سوريا ليست جزءا من العملية السياسية التي دعا إليها قرار مجلس الأمن 2254.
وفي إحاطته الافتراضية أمام جلسة مفتوحة لمجلس الأمن صباح أمس بتوقيت نيويورك، أضاف بيدرسون أن “الأمم المتحدة تواصل التأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسي تفاوضي في سوريا لتنفيذ القرار 2254” وهو ما وصفه بأنه “السبيل الوحيد المستدام لإنهاء الصراع ومعاناة الشعب السوري”.
ونقل موقع الأمم المتحدة عن بيدرسون أنه “أحيط علما بالانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم في سوريا تحت مظلة الدستور الحالي” وأشار إلى أن الأمم المتحدة لا تشارك في تلك الانتخابات ولا تفويض لديها بذلك.
وجرت الانتخابات على وقع مظاهرات حاشدة عمت مناطق سيطرة المعارضة السورية وفي درعا التي يهيمن عليها نظام الأسد، رفضاَ لتلك الانتخابات التي وصفوها بـ”المسرحية”.
وقبيل إجراء الانتخابات، اعتبرت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة أن الانتخابات الرئاسية السورية “لن تكون حرة ولا نزيهة”
واستنكر وزراء خارجية، في بيان مشترك، قرار نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار الموصوف في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وأعربوا عن دعمهم لأصوات جميع السوريين بمن فيهم منظمات المجتمع المدني والمعارضة السورية الذين أدانوا العملية الانتخابية ووصفوها بأنها غير شرعية.
وقال الوزراء إنه “يجب إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة وفقا لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة”.
وأكدوا ضرورة “السماح لجميع السوريين بالمشاركة، بمن في ذلك النازحون السوريون واللاجئون وأفراد الشتات في بيئة آمنة ومحايدة”.
وقالوا: “نحث المجتمع الدولي على الرفض القاطع لهذه المحاولة من قبل نظام الأسد لاستعادة الشرعية دون إنهاء انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان والمشاركة بشكل هادف في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع”.
وشهدت المناطق السورية الخارجة بالكامل أو جزئياً عن سيطرة النظام تظاهرات رافضة للانتخابات، افتتحتها درعا البلد، جنوبي البلاد، منذ يومين، مع تجمّع العشرات في ساحة المسجد العمري الذي انطلقت منه شرارة الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، رفضاً للانتخابات الرئاسية، رافعين شعار “لا مستقبل للسوريين مع القاتل”.
Sorry Comments are closed