انتشرت حواجز ودوريات طيارة في محافظة حمص بشكل مكثف في وقت متأخر من مساء أمس، الاثنين 24 من أيار، تحضيرًا للانتخابات المزمع عقدها غدًا الأربعاء.
وقطعت الحواجز أوصال المدينة بالتزامن مع تنظيم خيام للترويج لرئيس النظام، بشار الأسد، في الأحياء الموالية وأمام مبنى فرع حزب “البعث” والجامعة وشارع الستين.
وأقيم حاجز تابع للمخابرات الجوية بالقرب من كراج الانطلاق القديم، وآخر تابع للأمن العسكري بالقرب من مبنى التربية، وحاجز للأمن السياسي في مدخل حي المحطة، وتجوب دوريات تابعة للجنة الأمنية أحياء المدينة بشكل مكثف، تجنبًا لأي حوادث قبل الانتخابات.
احتفالات بالترغيب والترهيب
لم تشهد “خيام الوطن”، كما يطلق عليها منظموها، الموزعة للاحتفالات والترويج للانتخابات، حضورًا جماهيريًا مقبولًا في مدينة حمص وريفها على حد سواء، ما دفع منظميها لدعوة فنانين مشاهير لجذب المشاركين، مع التضييق على الموظفين والحزبيين وإلزامهم بالمشاركة.
نزار دندشي، من سكان حي باب الدريب، قال لعنب بلدي، إن الخيام لم تشهد حضورًا كما في الانتخابات السابقة، لذلك دعا منظمو الحفلات مغنين مثل صادق حديد وبهاء اليوسف، ولكن حتى بعد حضورهم حدثت مشاجرة في الحفل الذي أقيم عند طريق الستين في حي الزهرة ما استدعى إلغاءه.
وعانى الموظفون في ريف حمص الشمالي، من التضييق عليهم وإجبارهم على حضور الحفلات والمشاركة بها، مع التهديد بتسجيل أسماء من لا يلتزم بالحضور، وأخذ التفقد في بداية ونهاية كل حفل.
عمار الحاج، مدرس من كفرلاها في سهل الحولة، قال لعنب بلدي، إن الحضور أصبح إلزاميًا مع اقتراب موعد الانتخابات، ورؤساء الدائرة الحزبية يشددون على الحضور وعلى مسائلة كل من لا يحضر إلى الحفل، ويقبلون أعذارًا موجبة للغياب إلا حالات الوفاة.
وكلفت شعبة حزب “البعث” في منطقة الرستن، كل منتسبيها بتنظيم خيام ودعوة أفراد عوائلهم والعوائل الأخرى، وتصوير الحفل والدبكة وبثه عبر الصفحات المحلية على “فيس بوك”.
سومر من سكان مدينة الرستن قال لعنب بلدي، إن شعبة الحزب كلفت كل العائلات الكبيرة بتنظيم الحفلات، وأكد أن الدعوة تكون عن طريق “إحراج” المدعو لإجباره على الحضور، وينقل الحفل بتصوير مباشر على صفحات للمدينة، وغالبًا ما تترافق مع تعليقات السب والشتم من أفراد العائلة نفسها، ممن هجروا إلى مناطق خارجة سيطرة النظام أو خارج سوريا، ما سبب مشاكل ضمن جميع العائلات.
في الريف الشمالي تهديد وقتل
شهد ريف مدينة حمص الشمالي خلال الأسبوع الأخير توترًا أمنيًا على خلفية مقتل مهندس الصوت عمار التلاوي في إطلاق نار على “خيمة وطن” على مفرق الفرحانية بالقرب من مدينة تلبيسة، على أوتوستراد حمص حماة، في 19 من أيار الحالي.
عبد الله من سكان قرية الفرحانية، قال لعنب بلدي، إن دراجة نارية هاجمت الخيمة حوالي الساعة 12 ونصف ليلًا، وأصاب مطلقو النار مهندس الصوت وهو داخل الفان ويستعد للمغادرة إلى منزله بحمص، وتوفي على الفور.
وأضاف عبد الله أن سيارتين لحقتا بالدراجة النارية، لكنها تمكنت من الفرار كونها كان على الطرف الآخر من الأوتوستراد، وتبع الحادثة استنفار أمني في المنطقة، ونشرت عدة نقاط عسكرية على المفرق الرئيسية، تابعة للكتيبة 917 مهام خاصة، التي تتمركز بالقرب من مفرق المختارية.
ونشرت جماعة تطلق على نفسها “سرايا المقاومة في حمص” على تطبيق “تلجرام”، تهديدًا للخيمة التي استهدف بها التلاوي قبل يوم من إطلاق النار، ونشرت بعد الحادثة بيانًا تتبنى فيه مسؤوليتها عن قتل التلاوي.
مصدر مقرب من أحد وجهاء مدينة تلبيسة، قال لعنب بلدي، إن وفدًا من وجهاء ريف حمص الشمالي توجهوا في اليوم الثاني للقيام بواجب العزاء، لكن أهالي القتيل رفضوا قبول عزائهم وردوا عليهم بعبارات طائفية.
وأوضح المصدر أن أهل القتيل استنكروا مقتل التلاوي، المنحدر من حي الزهرة في حمص، وهو الوحيد من خارج مدينة تلبيسة من جميع من كانوا في الحفل.
وقام مجهولون في الرستن، في 21 من أيار، بحرق صور لبشار الأسد بالقرب من مقر أمن الدولة في المدينة، ما كثف الدوريات الليلية التي تعترض طريق كل شخص، وتم إيقاف سبعة أشخاص، أفرج عنهم تباعًا.
ومزقت بعض الصور في قرية الزعفرانة وعز الدين وغرناطة، وقامت المفارز الأمنية بإزالة الصور الممزقة مباشرة، وعلقت صورًا أخرى بديلة عنها.
وبدأت حملة بشار الأسد الانتخابية، في 15 من أيار، وحملت عنوان “الأمل بالعمل”، ويؤمن السوريون بأن نتيجة الانتخابات محسومة لصالحه، في حين لم يقم المرشحان الآخرين بنصب أي خيام، واقتصرت حملتهم الانتخابية على تعليق بعض الصور بشكل خجول.
Sorry Comments are closed