“قلق” أميركي إزاء الوضع في القدس.. ومحكمة تؤجل ملف “الشيخ جراح”

فريق التحرير10 مايو 2021آخر تحديث :
أصيب مئات الفلسطينيين واعتقل العشرات في اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس

القدس – حرية برس – وكالات:

تجددت الاشتباكات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين في أنحاء متفرقة من القدس الشرقية، ليل الأحد، وسط تصاعد الإدانات العربية والدولية لعنف قوات الاحتلال، في الوقت الذي عبرت فيه واشنطن عن قلقها من الوضع المتوتر في القدس.

المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إميلي هورن، أعلنت الأحد، أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، عبر عن “قلق الولايات المتحدة العميق” إزاء الوضع في القدس لنظيره الإسرائيلي، مائير بن شبات.

وذكر بيان للمتحدثة أن سوليفان أبلغ نظيره في مكالمة هاتفية، بمخاوف الولايات المتحدة “البالغة” بشأن “المواجهات العنيفة في القدس خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان” وكذلك “عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح”.

واتفق الجانبان على أن إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من غزة تجاه إسرائيل “أمر غير مقبول ويجب إدانته”.

ودعا سوليفان الحكومة الإسرائيلية إلى “اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الهدوء خلال احتفالات يوم القدس”.

وكانت الشرطة أطلقت القنابل الصوتية وخراطيم المياه الآسنة لتفريق فلسطينيين تجمعوا عند باب العامود في البلدة القديمة، واشتبكت مع شبّان في حيّ الشيخ جرّاح، كما سُجّلت مناوشات في أنحاء أخرى من المنطقة.

وفي الأثناء قال بيان صادر عن الخارجية الأردنية إن “وزارة الخارجية استدعت الأحد، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، للتأكيد على احتجاج الحكومة الأردنية وإدانتها للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة”.

ووفقا للبيان فقد “أكد السفير يوسف البطاينة، أمين عام الوزارة، للقائم بالأعمال الإسرائيلي أن الممارسات الإسرائيلية الأخيرة ضد المسجد الأقصى المبارك، تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وللوضع القائم التاريخي والقانوني ويتوجب وقفها فوراً”، محذرا من “مغبة استمرار الانتهاكات والاستفزازات والتصعيد”.

وطالب البطاينة، القائم بالأعمال بـ”نقل رسالة إلى السلطات الإسرائيلية بضرورة التقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية بموجب القانون الدولي ووقف الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى المقدسيين”، مطالبا كذلك بـ”وقف إجراءات تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم التي يملكونها”.

وأكد أن المسجد الأقصى “هو مسجد خالص للمسلمين تشرف عليه بشكل حصري إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى المبارك الأردنية”، وأن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الحرم الشريف تمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين في العالم أجمع”.

وشارك مئات الأردنيين الأحد بتظاهرة في عمان للمطالبة بإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير الإسرائيلي، كما طالبوا بإسقاط اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1998.

وكانت عدة عواصم عربية قد أدانت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ونددت بـ”اقتحام” المسجد الأقصى وبعمليات الإخلاء في حي الشيخ جراح.

وحل هدوء نسبي الأحد في باحة المسجد الأقصى الأحد لكن التوتر كان ملموسا في القدس القديمة إذ عادة ما تحصل المواجهات عصرا ومساء بعد الإفطار. وكان يوما الجمعة والسبت قد شهدا المواجهات الأعنف التي سقط فيها أكثر من 300 جريح غالبيهم من الفلسطنيين.

تأجيل النظر في قضية حي الشيخ جراح

وفي سياق متصل، أعلن قضاء الاحتلال الاسرائيلي الأحد تأجيل جلسة كانت مقررة الإثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح.

وقالت المحكمة العليا في بيان “في ظل السياق الحالي وبناء على طلب النائب العام ألغيت الجلسة التي كان من المقرر عقدها غدا” الاثنين موضحة أن موعدا جديدا سيعلن “في الأيام الثلاثين المقبلة”.

وكانت المحكمة المركزية في القدس قد قضت بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في الحي الذي أقامه الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هجروا في العام 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك. لكن قرار المحكمة الأحد يعني “تجميد” قرار الإخلاء إلى حين تحديد جلسة جديدة.

ويشهد الحي منذ أكثر من أسبوعين مواجهات حول قضية ملكية الأرض التي بنيت عليها منازل تعيش فيها أربع عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها.

ويقع حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة التي كانت تخضع للسيادة الأردنية كبقية مدن الضفة الغربية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويستولي مستوطنون يهود بدعم من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. لكن إسرائيل لا تعيد بالمقابل أملاكا وبيوتا لفلسطينيين فقدوها ويسكنها يهود.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل