أحصى موقع “صوت بيروت إنترناشونال” في تقرير له، أمس السبت، ما لا يقل عن خمسين معملاً لإنتاج “الكبتاغون” تتوزع بين لبنان سوريا، أبرزها في مناطق البقاع الشمالي خصوصاً في بريتال والهرمل اللبنانية.
في حين تتوزع الأخرى في مدينة القصير جنوب حمص (تضم العدد الأكبر) ومنطقة القلمون بريف دمشق، لا سيما في بلدة فليطة الطريق الأساسي الذي يربط القلمون بالأراضي اللبنانية وبمنطقة عرسال تحديداً.
وكانت بلدة عسال الورد السورية (مركز معامل حسين دقو) المنطقة الأكثر حماوةً خلال المعارك الطاحنة بين نظام الأسد وفصائل المعارضة بدايةً ومن ثم مع تنظيم “داعش”، كونها تشكّل الممر الأبرز الذي ينطلق من رأس الحرف في سهل البقاع مروراً بمنطقة المبحص ومنها إلى بلدة الطفيل – عسال الورد.
ويضاف إليها المعامل التي بدأت بالإنتاج في محافظة درعا، وفق مصدر متابع لعمليات التهريب إن كان على صعيد “الكبتاغون”، أو الأسلحة وغيرها من المواد التي توفر التمويل الذي بدأ بالنضوب بعد العقوبات التي طالت النظام السوري وفق قانون “قيصر” ومؤسسات تابعة لإيران وأتباعها.
وقال مسؤول في المعارضة السورية لـ”صوت بيروت إنترناشونال”: إنَّ “نظام الأسد لجأ إلى استحداث طريق تهريب بينه وبين لبنان بالتعاون مع “حزب الله” لتهريب الأسلحة والمخدرات بالدرجة الأولى التي تؤمن التمويل لمنظومتهم العسكرية من عتاد إلى رواتب العناصر وعوائلهم، وهذا يظهر حجم الأزمة المالية التي يعيشونها بحيث يقومون بالمخاطرة لناحية إمكانية كشف الشحنات المهربة لربما يتمكنون من تمرير واحدة من العشرات التي يصدرونها”.
لذا تعتبر الأراضي الزراعية بين البلدين لا سيما في منطقة جرد القلمون الغربي التي باتت أرضاً خصبة لزراعة الحشيش والمواد المخدرة على أنواعها، بإشراف “حزب الله” وبالتعاون مع الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد.
وأضاف المصدر، أنَّ الأسلحة تأخذ حيزاً كبيراً من عملية التهريب ذهاباً وإياباً, فمعظم هذه الأسلحة التي يتم نقلها إلى سوريا، كانت هربت في السابق إلى لبنان لحمايتها من القصف، وهنا لا بد من استعراض هذه المعابر التي تنقسم إلى أربعة معابر أو طرق أساسية.
المعابر الأربعة
الأول: وهو عسكري تم تعبيده من “حزب الله” منذ أكثر من سنة ينطلق من بلدة الهرمل اللبنانية وصولاً، إلى بلدة النزارية في ريف لتصل إلى المكان الأكثر تحصيناً في مدينة القصير حيث تخزن الأسلحة في مستودعاتها ليتم فيما بعد تحديد وجهة انتقالها عند الضرورة وتتم حمايته من الميليشيات الإيرانية من خلال عدة نقاط.
أما الطريق الثاني ينطلق من بلدة اللبوة مروراً بجرود بلدة عرسال وصولاً الى بلدة قارة السورية في القلمون الغربي.
أمّا المعبر الثالث، فهو عند النقطة الفاصلة بين الحدود السورية اللبنانية في منطقة جبلية في منطقة رأس الحرف التي تم تعبيدها لتصل إلى منطقة عين الجوزة ومن ثم قرية الطفيل (التي تتبع إداريا للدولة اللبنانية) وصولاً إلى بلدة رنكوس في ريف دمشق الغربي وهدفها بلدة “القطيفة” التي تعتبر المركز الرئيس لتخزين المواد المهربة من أسلحة وممنوعات.
وبالنسبة للمعبر الرابع وهو الأطول بين المذكورين سابقاً وتسلكه الميليشيات الإيرانية واللبنانية بهدف تأمين المواد المهربة إلى الداخل السوري وينطلق من “الهرمل- النبي شيت – حام – معربون – سرغايا”.
والهدف مدينة الزبداني في ريف دمشق، ويُلاحظ من خلال المسار الذي يسلكه أنَّه يمر في معظمه ضمن الأراضي اللبنانية وهو اعتمد في الآونة الأخيرة لتفادي استهداف الشحنات المهربة من قبل الطيران الإسرائيلي.
وهنا يُحدّد المصدر أهم النشاطات التي يقوم بها “حزب الله” عند الحدود اللبنانية السورية، وأبرزها شراء مساحات زراعية كبيرة في عدة مناطق نذكر منها عين الجوزة من خلال عدد من السماسرة حيث يتم تحويلها إلى أراضي صالحة لزراعة المخدرات وبناء معامل “الكبتاغون” التي يتعهدها “حسن دقو وشركاؤه” وبذلك تصبح المنطقة مركزاً ضخماً لإنتاجه هذه الحبوب، وهي تعد آمنة بشكل كبير لا سيما وأنَّ المنطقة ذات طبيعة جبلية تسيطر عليها المغاور.
ويلفت إلى أنَّ هناك مصدر ينشط على خطه الحزب، وهو يوازي أهمية المواد التي ذكرت سابقاً، ولم يتم الإضاءة عليه بشكل كبير، وهو يتعلّق بمعامل النفايات الكيميائية الذي يمتد من “عسال الورد – رنكوس- القلمون”، وهي كانت في السابق أراضي تضم الآلاف من الأشجار المثمرة، وهذا الأمر أثير في السابق، لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة الأمر الذي أدى إلى تغيير معالم المنطقة بشكل كلّي.
ولمنطقة “وادي حنا” التي تبعد عن الحدود اللبنانية السورية حوالي 2 كم، نصيبها من الأسلحة الكيميائية، حيث تم حفر نفق ومستودع لهذه الأسلحة فيها يصل داخل الأراضي اللبنانية ضمن الجبال وتسمَّى منطقة سهلات المي اللبنانية.
المصدر: صوت بيروت إنترناشونال
Sorry Comments are closed