تراجيديا الحصار الأبيض – شعر: سليمان نحيلي

سليمان نحيلي18 فبراير 2021آخر تحديث :

تراجيديا الحصار الأبيض

شعر: سليمان نحيلي

ما قلتُه
شاسعٌ هذا الشّتاءُ
وهذا العراءُ
وهذا المخيّمُ المعزولُ كأجربٍ
المنسيُّ كابنِ زنا رماهُ أبوهُ في ميتمٍ وغاب ..
شاسعٌ هذا الثلجُ وشاسع ..
لا جبلَ نأوي إليه يعصمنا
ونيرانُ إخوتنا أمام البيوتِ مطفأة ..

  • هامش أول: (عذراً لن أُكملَ الكتابة
    سأشدُّ حبالَ خيمتي التي قطّعها غدركم والعاصفة، سأشدّها بأسناني بعد أن تيبّست يديَّ من البردِ، لكن ماذا بوسعِ سنّيكِ اللّبنيينِ يا طفلتي.. )

ما أكمله لاجئٌ عنّي:

محاصرونَ ..محاصرونَ يا الله
وكلُّ الجهاتِ بوجوهنا مغلقةٌ
حتى السماء جهة صعودِ أرواحنا إليكَ
بالثلجِ مغلقة…
آمنّا أنْ لا منجى لنا
لكنْ ياربُّ اختر لأطفالنا ميتةً دافئة…
ياربُّ..
هَبْ أنّا أصحابُ أبرهةَ
وأرسل علينا الأبابيلَ والسّجّيلَ
علَّ هذا الموتَ الأبيضَ يذوبُ يذوبْ ..
وأنتَ يا ثلجُ
ما غيَّركَ يا ثلجُ
لم تعد – كما كنتَ في البلاد ِ حينَ كنّا صغاراً- دافئاً وحنونا ..
يا ثلجُ مهلاً
وارأف بأطفالٍ هلّلوا لقدومكَ
وتراكضوا يمدّونَ جسورَ الفرحِ إليكَ بكراتٍ يتقاذفونها
يا ثلجُ إنْ شئتَ لا تعطف عليهم
لكنْ رُدَّ البراءة َ بمثلها ..

  • هامشٌ ثان: (خدَعْتَنا يا معلِّم الرّسمِ
    خدَعْتَنا منذ الصّغرِ حين َ قلتَ:
    بياضُ الثلجِ لونُ البراءةِ كلِّها، وإذِ بهِ موتُ)

ما قاله آخر لاجئ ٍ قبل الموت:

شاسعٌ هذا الشتاءُ
وهذا الثلجُ
وهذا العراءُ شاسعٌ.. شاسع..
غداً يتوقّفُ الثلجُ
وتشرقُ الشمسُ
وتُنبتُ الأرضُ أجسادَ أطفالنا المُصبّرة…
هي عارُكم ..هي عارُكم
أيتها الأُممُ المتحضّرة …

  • هامش أخير: (ليلٌ منهمكٌ بالليلِ
    وثلجٌ منهمكٌ بالثلج ِ
    وريحٌ .. بأوتادِ الخيامْ
    والكلُّ هناكَ في المخيّمِ
    تحت الثلجِ
    نيام ْ …)
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل