من المسؤول عن المآسي في مخيمات السوريين؟

نبيل سلّام19 يناير 2021آخر تحديث :
من المسؤول عن المآسي في مخيمات السوريين؟

على مدار السنوات الماضية وفي كل فصل شتاء يعاني اللاجئون السوريون في المخيمات من البرد والصقيع والسيول التي تجرف الكثير من الخيام وتخلف وراءها مآسٍ إنسانية بالإضافة لتشريد وتهجير عوائل جديدة نحو مجهول جديد.

هذه المأساة تتكرر في مخيمات لبنان والشمال السوري بشكل خاص أكثر من المخيمات المبنية ضمن الأراضي التركية أو الأردنية والتي تعد منظمة بشكل جيد نسبياً.

إن الأسباب العملية والأساسية التي تلعب دوراً مهماً في تكرار المأساة كل سنة والتي تتحمّل مسؤوليتها المنظمات والهيئات الإغاثية كثيرة ومتشابكة لكن يمكن تلخيصها بغياب الأفراد ذوي الخبرة والدراية بطبيعة المناطق التي يبنى عليها المخيم وعدم تعيين مهندسين للإشراف على تخطيط وتنفيذ المشاريع، وذلك كون المحسوبيات هي من تلعب الدور الأول في ضم أفراد أو استبعادهم عن تلك المنظمات.

يضاف إلى ذلك أسباب قد تكون خارج سيطرة الجهات المعنية ببناء وإنشاء تلك المخيمات كأن تكون أرض المخيم ملك خاص حيث يشترط صاحب تلك الأرض عدم بناء أبنية اسمنتية أو عدم قطع الأشجار الموجودة على أرضه، وفي المقابل يتم إنشاء المخيم دون دفع إيجار الأرض.

ثانياً: غياب المساءلة القانونية والمالية في تلك الهيئات والمنظمات مما يتيح لأي شخص التهرب من مسؤوليته تجاه إنشاء مشاريع إغاثية متكاملة.

أما ثالث الأسباب فهو غياب رؤية موحدة لدى المسؤولين عن العمليات الإغاثية في المعارضة السورية وعدم التنسيق بينهم بخصوص توحيد الجهود المادية والمعرفية لتفادي الأزمات والكوارث في مناطق وجود المخيمات، ربما يستحيل ذلك لوجود عدد هائل من هذه المنظمات يقدر بألف وخمسمائة هيئة ومنظمة ووجود حكومتي الإنقاذ في إدلب والحكومة المؤقتة في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.

من خلال مراقبة أوضاع المخيمات في كل من لبنان والشمال السوري نجد أن الأسباب ذاتها تقريباً في كلا المنطقتين هي التي تؤدي لحدوث هذه المأساة كل سنة.

إن الواقع المرير الذي يعيشه أهلنا في المخيمات يفرض تكافل وتضافر كافة الجهود والرؤى لإيجاد حل جذري للمشكلة وتحمل كلٍّ مسؤوليته تجاههم، ولا بدّ من تعزيز مبدأي الشفافية والمساءلة من أجل منع حصول الكوارث ذاتها كل عام.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل